أبل تتفادى كارثة.. ترامب يعفيها من الرسوم الجمركية وينقذ مستقبل تصنيع الآيفون

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة منحت عملاق التكنولوجيا راحة مؤقتة، أعفت الولايات المتحدة آبل من الرسوم الجمركية البالغة 125% على السلع المستوردة من الصين، بما في ذلك منتجاتها الرئيسية مثل أجهزة آيفون، وآيباد، وماك، وساعات آبل، وAirTags.
وفقا لتقرير بلومبرج، حقق هذا القرار انتصارًا كبيرًا لشركة آبل، التي كانت تعاني من التأثير الشديد لسياسات الرسوم الجمركية التي هددت سلسلة التوريد العالمية واستراتيجيات التسعير الخاصة بها.إعلان
آبل على شفا الانهيار: أزمة وشيكة تم تفاديها
كان شبح الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها دونالد ترامب على السلع الصينية الصنع يلوح في الأفق، مما وضع الشركة في وضع حرج. هددت الرسوم الجمركية بزعزعة استقرار سلسلة التوريد العالمية لشركة آبل، التي اعتمدت حتى الآن بشكل كبير على الصين لإنتاج معظم منتجاتها.
كان من الممكن أن يؤدي فرض رسوم جمركية بنسبة 125% إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار منتجات آبل، مما كان سيُنفّر المستهلكين، لا سيما في السوق الأمريكية شديدة التنافسية.
قبل الإعفاء، وضعت آبل خطة طوارئ لتجنب هذه الرسوم الجمركية من خلال نقل بعض إنتاجها إلى الهند. ومع اقتراب إنتاج آيفون من تجاوز 30 مليون وحدة سنويًا في الهند، اعتقدت آبل أن هذا التحول قد يُخفف من تأثير الرسوم الجمركية الصينية.
مع ذلك، فقد واجهت هذه الاستراتيجية تحدياتها الخاصة، بما في ذلك صعوبة نقل جزء كبير من إنتاج آيفون 17 قبل أشهر فقط من إصداره المتوقع.
الرسوم الجمركية: السبب والحل
وصف أميت دارياناني، المحلل في Evercore ISI، الإعفاء من الرسوم الجمركية بأنه “حل كبير” لشركة آبل، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية كانت ستؤدي إلى “تضخم في تكاليف المواد الخام”.
بعد هذا التنازل، يتوقع دارياناني ارتفاع أسهم آبل على الأرجح في الأيام المقبلة بعد انخفاض كبير بنسبة 11% في وقت سابق من هذا الشهر. ويمكن الآن لمديري آبل التنفيذيين، الذين كانوا يستعدون لتحول جذري في التصنيع، أن يتنفسوا الصعداء، على الأقل في الوقت الحالي.
على الرغم من هذا الانتصار المؤقت، لا يزال مستقبل آبل غامضًا. ولا يزال خطر رفع الرسوم الجمركية وتغيير السياسات قائمًا، ومن المرجح أن تواصل الشركة استكشاف بدائل لتقليل اعتمادها على التصنيع الصيني.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين مصدر قلق، حيث أن أي تحركات كبيرة لنقل الإنتاج قد تثير إجراءات انتقامية من بكين.
الرسوم الجمركية: التأثير على مصادر إيرادات آبل
جاء الإعفاء من الرسوم الجمركية في وقت حرج لشركة آبل، التي تعتمد بشكل كبير على أجهزة آيفون في جزء كبير من إيراداتها. يُنتج حوالي 87% من أجهزة آيفون في الصين، ويظل الجهاز أكبر مصدر دخل لشركة آبل.
وفقًا لتقديرات مورجان ستانلي، يأتي حوالي 75% من إيرادات آبل السنوية من منتجات مُصنّعة في الصين، بما في ذلك أجهزة آيباد وماك وإيربودز. ومن غير المُرجّح قطع العلاقات تمامًا مع الصين، التي كانت مركز تصنيع آبل لعقود، نظرًا لحجم وكفاءة منشآت الإنتاج الصينية.
ومع ذلك، تُنوّع آبل استراتيجيتها التصنيعية. ففي السنوات الأخيرة، وسّعت الشركة إنتاجها في دول أخرى مثل فيتنام وماليزيا وتايلاند، حيث تُصنّع الآن جميع ساعات آبل وإيربودز تقريبًا، بالإضافة إلى حصة متزايدة من أجهزة آيباد وماك.
رغم هذه الجهود، لا يزال اعتماد آبل على الصين كبيرًا، لا سيما فيما يتعلق بالمبيعات خارج الولايات المتحدة، والتي تُمثّل ما يقرب من 60% من إجمالي إيرادات الشركة.
أقرا أيضا.. إعفاء الهواتف وأجهزة الكمبيوتر من رسوم ترامب الجمركية لهذا السبب
رقعة الشطرنج الجيوسياسية: آبل في المنتصف
يأتي هذا الإعفاء المُمنوح لشركة آبل في ظلّ تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مع انخراط كلا البلدين في سلسلة من التعريفات الجمركية الانتقامية.
إذا نقلت شركة آبل إنتاجها بسرعة إلى خارج الصين، فإنها تُخاطر بإثارة غضب الحكومة الصينية، التي قد تردّ بإطلاق المزيد من التحقيقات التنافسية مع الشركات الأمريكية، بما فيها آبل.
إضافةً إلى ذلك، اتخذت الصين بالفعل خطوات للحد من استخدام الأجهزة المصممة أمريكيًا، مثل حظر استخدام أجهزة آيفون في المكاتب الحكومية.
يُبرز مأزق آبل الديناميكيات المُعقّدة لسلاسل التوريد العالمية والتحديات التي تواجهها الشركات متعددة الجنسيات العالقة بين سياسات التجارة المتغيرة والصراعات الجيوسياسية.
بينما تُواصل آبل الضغط من أجل الحصول على إعفاءات وإعفاءات من الرسوم الجمركية، تواجه الشركة أيضًا ضغوطًا لموازنة حاجتها إلى تصنيع فعّال من حيث التكلفة مع واقع المشهد السياسي المتقلب.
هل ستتكيف آبل مع المشهد العالمي الجديد؟
في حين أن آفاق آبل على المدى القريب قد تكون مستقرة، إلا أن الآثار الأوسع لهذا الإعفاء من الرسوم الجمركية لا تزال غير مؤكدة.
بينما تخوض الشركة غمار بيئة سياسية واقتصادية متغيرة باستمرار، يتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستواصل سعيها نحو تنويع الصناعات التحويلية أم ستتقبل واقعًا جديدًا تظل فيه الصين محورًا أساسيًا لنموذج إنتاجها.
تكمن في صميم استراتيجية آبل الرغبة في الحفاظ على ميزتها التنافسية مع تقليل تأثير التوترات التجارية إلى أدنى حد. ويبقى السؤال المحوري لمستقبلها هو ما إذا كانت الشركة قادرة على التكيف بنجاح مع المشهد الجيوسياسي المتغير دون تعريض ربحيتها أو حصتها السوقية للخطر.