بعد قصف مستشفى المعمداني.. ماذا تبقى لعلاج الفلسطينيين في غزة؟

بعد قصف مستشفى المعمداني.. ماذا تبقى لعلاج الفلسطينيين في غزة؟

شنت طائرات إسرائيلية فجر الأحد غارة على مبنى الاستقبال والطوارئ في مستشفى المعمداني، الواقع في مدينة غزة، والذى تديره الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية التي تتخذ من القدس المحتلة مقراً لها.
الغارة جاءت بعد أن طُلب من إدارة المستشفى إخلاء المبنى، ما أثار الشكوك حول نوايا الجيش الإسرائيلي.إعلان

دمار كامل بالمستشفى

وحسب وسائل إعلام فإن القصف ألحق دماراً كاملاً بمبنى الطوارئ، وألحق أضراراً متفاوتة في المختبر، والصيدلية، وقسم الأشعة، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بالكامل، ومغادرة الكوادر الطبية والمرضى خوفاً من استهدافات جديدة.
وبحسب تقارير يعتبر قصف مستشفى المعمداني حلقة من مسلسل متكرر استهدافت فيه القوات الإسرائيلية المرافق الطبية في قطاع غزة، في سياسة يبدو أنها تهدف إلى شل المنظومة الصحية بشكل كامل، والضغط على حركة حماس من خلال تجريد السكان من أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها الحق في العلاج.
ومنذ أكثر من شهر، تمنع إسرائيل إدخال أي مواد طبية أو معدات، وحتى الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، ما فاقم من انهيار القطاع الصحي.

سجل طويل من الاستهدافات

لم تكن هذه المرة الأولى التي يُستهدف فيها المعمداني، ففي 17 أكتوبر 2023، تعرّض المستشفى لقصف دامٍ أوقع مئات القتلى والجرحى، تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى إسرائيل.
وفي ديسمبر، اقتحمت القوات البرية الإسرائيلية المستشفى واعتقلت أطباء ومرضى من داخله.
وبعد أشهر من التوقف، أعادت منظمة الصحة العالمية تشغيله جزئياً ليصبح المستشفى الوحيد الذي يعمل بشكل شبه كامل في غزة والشمال، ويخدم أكثر من 350 ألف شخص.

انهيار واسع للخدمات الطبية بعد قصف مستشفى المعمداني

بهذا القصف، يرتفع عدد المستشفيات والمراكز الطبية المستهدفة إلى 36، خرج معظمها عن الخدمة، وخصصت وزارة الصحة في غزة مجمع الشفاء الطبي لاستقبال الحالات الطارئة، إلى جانب مستشفى الهلال الأحمر الميداني في ساحة السرايا، لكنهما يعملان بإمكانات محدودة.
كما يعمل مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر جزئياً في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، إلى جانب مستشفيات خاصة مثل «الحلو الدولي» و«أصدقاء المريض» و«الصحابة»، التي تفتقر للمعدات والإمكانات لعلاج جرحى القصف.
أما في شمال القطاع، فيعمل مستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة في ظروف صعبة، وبالكاد يمكنهما استقبال الجثث وبعض الجرحى، بينما كانت معظم الحالات تُحوّل إلى «المعمداني» قبل قصفه الأخير.

المستشفيات في وسط القطاع وجنوبه

في وسط القطاع وجنوبه، ما تزال بعض المرافق تعمل جزئياً مثل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومستشفى العودة في النصيرات، ومجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي في خان يونس.
وتوجد مستشفيات ميدانية في منطقة المواصي، مثل الكويتي، والإماراتي، والأميركي، لكنها تقدم خدمات محدودة.

خدمة صحية منهارة لمليون إنسان

وزارة الصحة في غزة أكدت أن ما تبقى من المستشفيات غير قادرة على تلبية احتياجات نحو مليون فلسطيني في مدينة غزة وشمالها، خاصة بعد خروج المعمداني عن الخدمة.
وتُعتبر القدرة الاستيعابية للحالات الطارئة شبه معدومة، في ظل نقص حاد في الطواقم الطبية والمستلزمات، واستمرار الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الصحية.

ادعاءات إسرائيلية بعد قصف مستشفي المعمداني

إسرائيل بررت قصف مبنى الطوارئ في المعمداني بأنه يُستخدم من قبل حركة «حماس» كمركز قيادة، لكن شهود عيان أكدوا أن المبنى لا يضم سوى غرف استقبال أولية للجرحى وجثث الشهداء، قبل نقلهم إلى الأقسام التخصصية.
هذه الشهادات تضعف الرواية الإسرائيلية، وتدعم اتهامات المنظمات الحقوقية بأن استهداف المستشفيات في غزة يأتي في إطار سياسة ممنهجة لعقاب جماعي.
اقرأ أيضا
مشاهد مؤلمة| لحظة استهداف إسرائيل مستشفى المعمداني في غزة وهروب المرضى للشوارع