حماس تدرس مقترحًا مصريًا وورقة إسرائيلية وتعهدًا أمريكيًا.. هل اقتربت الهدنة في غزة؟

حماس تدرس مقترحًا مصريًا وورقة إسرائيلية وتعهدًا أمريكيًا.. هل اقتربت الهدنة في غزة؟

شهدت الساعات الأخيرة الماضية تحركات مكثفة من جانب مصر من أجل الوصول إلي الهدنة ووقف الحرب في غزة بما يسمح بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وغادر وفد حركة “حماس” العاصمة المصرية القاهرة اليوم الاثنين، متجهًا إلى الدوحة بعد جولة مفاوضات مكثفة مع الوسطاء المصريين والقطريين، ركزت على الرد الإسرائيلي الأخير بشأن مقترح مصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.إعلان
وبحسب وسائل إعلام قالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات، إن وفد “حماس”، الذي ترأسه القيادي خليل الحية، وعد بدراسة الرد الإسرائيلي وتقديم موقف رسمي خلال أيام، وسط حديث عن تعهدات أمريكية جديدة بإظهار جدية الجهود الدولية لوقف الحرب المستمرة في القطاع منذ عدة أشهر.

مقترحات متباينة بين مصر وإسرائيل بشأن الهدنة في غزة

تباينت فحوى المقترحات المقدمة؛ إذ تضمن المقترح المصري وقفًا لإطلاق النار لمدة 70 يوماً مقابل إطلاق سراح 8 محتجزين إسرائيليين، على أن تُجرى خلال تلك الفترة مفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق يناير، والتي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتمركز فيها قبل استئناف الحرب في 18 مارس، إضافة إلى إدخال مساعدات غذائية وفق التفاهمات السابقة.
لكن الرد الإسرائيلي جاء بمقترح مختلف، تمحور حول إطلاق سراح 11 محتجزاً إسرائيلياً مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وفق “مفاتيح المرحلة السابقة”، وهي معايير تحدد عدد الأسرى المفرج عنهم مقابل كل محتجز.
كما شمل المقترح الإسرائيلي وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار مدته 40 يوماً، يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية، التي تطالب إسرائيل فيها بتجريد قطاع غزة من السلاح، وإبعاد كل من “حماس” والسلطة الفلسطينية عن إدارة القطاع، وهي نقاط تثير حساسية سياسية وأمنية كبيرة لدى الحركة الفلسطينية.

تمسك إسرائيلي بالبقاء العسكري

المصادر ذاتها أشارت إلى أن إسرائيل تضمن مقترحها شرطاً جديداً يتمثل في بقاء قواتها في مواقع عسكرية أعادت احتلالها داخل غزة، بما في ذلك محورا “نتساريم” و”فيلادلفيا”، وهو ما يخالف بنود اتفاق السابع عشر من يناير، الذي نص صراحة على انسحاب القوات من هذه المواقع في إطار أي تسوية ميدانية.
هذا البند يُعد من أبرز نقاط الخلاف حالياً، إذ ترى “حماس” أن الإبقاء على الاحتلال داخل القطاع يمثّل تهديداً مباشراً لأي اتفاق مستقبلي ويقوّض جوهر التهدئة.

ضمانات أمريكية وحديث عن “فرصة حقيقية” لـ الهدنة في غزة

في سياق موازٍ، نقلت القاهرة إلى وفد “حماس” تأكيدات أمريكية تفيد بأن واشنطن تأخذ المفاوضات على محمل الجد، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبدى استعداداً للإعلان شخصياً عن أي اتفاق لوقف الحرب، لإظهار جدية الولايات المتحدة في دعم المبادرة.
ووفقاً للمصادر، فإن مصر عرضت على “حماس” أفكاراً تتعلق بتنظيم ملف السلاح داخل القطاع بطريقة من شأنها تسهيل التفاهم على المرحلة الثانية، مشيرة إلى أن العرض الأمريكي “يمثل فرصة مهمة يجب العمل عليها بمرونة” لإنهاء الحرب التي خلفت آلاف القتلى والجرحى.

حماس تطلب الضمانات أولًا

رغم تأكيد “حماس” على دراسة المقترح الإسرائيلي، إلا أن الحركة تربط موقفها النهائي بمستوى الضمانات التي يمكن أن يقدمها الوسطاء، خصوصاً في ما يتعلق بوقف الحرب بشكل فعلي، وعدم العودة إلى العمليات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى.
ويأتي هذا الحراك في ظل ضغوط دولية وإقليمية متصاعدة لإنهاء الحرب في غزة، والتي دخلت مرحلة جديدة من الجمود العسكري والتدهور الإنساني، ما يضع الأطراف جميعاً أمام اختبار حاسم خلال الأيام المقبلة.