صفحة جديدة بين سوريا ولبنان.. ماذا دار في اجتماع نواف سلام مع الشرع بدمشق؟

أجرى نواف سلام رئيس الحكومة الجديدة في لبنان زيارة رسمية اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها رئيس سوريا الانتقالي أحمد الشرع في قصر الشعب، على رأس وفد وزاري ضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية.
وتأتي هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في فبراير الماضي، في إطار السعي لإعادة ترميم العلاقات بين البلدين.إعلان
ترسيم الحدود وضبط المعابر بين سوريا ولبنان
وفق تقارير، تركزت المباحثات بين الجانبين على عدد من الملفات ذات الطابع الأمني والسيادي، في مقدمتها ترسيم الحدود البرية والبحرية وضبط المعابر غير الشرعية، التي تشكل مصدر توتر دائم بين البلدين.
وتشير التقديرات إلى وجود عشرات المعابر غير الرسمية على طول الحدود الممتدة لمسافة 330 كيلومتراً، تُستخدم في التهريب وتحركات غير شرعية.
وشدد الجانبان على ضرورة التنسيق الأمني المشترك لضبط الحدود، ومنع أي تصعيد جديد، خاصة بعد الحوادث الأمنية الأخيرة التي شهدتها المنطقة الحدودية، وأسفرت عن سقوط ضحايا.
لجنة وزارية مشتركة بين وسوريا ولبنان
تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مشتركة من وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل، لمتابعة الملفات المطروحة واستكمال الحوار في مجالات أخرى، من بينها الاقتصاد، النقل، الطاقة، والشؤون الاجتماعية.
وتستهدف اللجنة معالجة القضايا العالقة وتفعيل التنسيق الثنائي بما يحقق الاستقرار والمصالح المشتركة.
اللاجئون والمفقودون
تناول الاجتماع ملف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث ناقش الوفد اللبناني آليات تيسير العودة الآمنة والكريمة لهؤلاء اللاجئين، بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المعنية.
ويستضيف لبنان قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري، بينهم أكثر من 755 ألفاً مسجلين رسمياً، ما يشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد والبنية التحتية.
كما تم التطرق إلى ملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، والمطالبة بالكشف عن مصيرهم، بالإضافة إلى تسليم المطلوبين في قضايا جنائية، من أبرزها تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس عام 2013، الذين راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى.
تعاون اقتصادي وتجاري بين سوريا ولبنان
في الجانب الاقتصادي، بحث الطرفان سبل تعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز، وفتح خطوط التجارة والترانزيت بين البلدين، إضافة إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية، بما فيها المجلس الأعلى اللبناني السوري. كما جرى التباحث في ملفات تتعلق بالطيران المدني والبنية التحتية والنقل.
وأشار الجانب اللبناني إلى أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا من شأنه أن يسهم في إنعاش الاقتصاد السوري، ويعود بالفائدة أيضاً على لبنان من خلال تسهيل تصدير المنتجات اللبنانية براً واستجرار الطاقة عبر سوريا.
دعوة رسمية ومؤشرات تقارب
اختُتمت الزيارة بلقاء ثنائي مغلق بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبنانية، تلاه غداء رسمي جمع الوفدين.
وخلال اللقاء، وجّه نواف سلام دعوة رسمية إلى الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة بيروت، في خطوة تعكس رغبة مشتركة في مواصلة الحوار وتطبيع العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل.
وأكد البيان الختامي على ضرورة احترام سيادة البلدين، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والعمل على استعادة الثقة وتعزيز حسن الجوار، تمهيداً لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي.
اقرأ أيضا: 1000 جثة أسبوعيا.. حفار القبور يظهر ويكشف عن جرائم نظام الأسد