الشرع في قطر بعد الإمارات والسعودية..ماذا يريد رئيس سوريا من جولاته الخليجية؟

الشرع في قطر بعد الإمارات والسعودية..ماذا يريد رئيس سوريا من جولاته الخليجية؟

يصل رئيس سوريا الانتقالي، أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة في أول زيارة رسمية له إلى قطر منذ توليه منصبه، في محطة جديدة ضمن جولة إقليمية تشمل عددًا من الدول الخليجية، تهدف إلى تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي لحكومته في ظل تحديات داخلية وضغوط خارجية متزايدة.
وبحسب تقارير تُعد زيارة الشرع إلى قطر ذات أهمية خاصة، بالنظر إلى موقف الدوحة من الأزمة السورية منذ اندلاعها، إذ كانت من أبرز الداعمين للمعارضة السورية، وأبقت على قطيعة كاملة مع النظام السابق حتى سقوطه.إعلان
وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من زيارات مماثلة إلى كلٍّ من الإمارات والسعودية وتركيا.

قطر تستعيد موقعها في سوريا الجديدة

تسعى قطر، بالشراكة مع تركيا، إلى تثبيت موطئ قدم راسخ لها في سوريا ما بعد الأسد، مستفيدة من علاقتها الوثيقة مع فصائل المعارضة الإسلامية، التي باتت اليوم جزءًا من تركيبة الحكم في دمشق.
وكانت الدوحة قد سارعت إلى إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية، لتكون بذلك ثاني دولة بعد أنقرة تتخذ هذه الخطوة.
وفي دلالة رمزية على متانة العلاقة، كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول زعيم دولة يزور دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، كما زارها لاحقًا عدد من المسؤولين القطريين رفيعي المستوى، من بينهم وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي.

تحركات دبلوماسية نشطة في الخليج

تندرج زيارة الدوحة ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية للرئيس الانتقالي شملت أبوظبي والرياض، حيث بحث مع قادة البلدين آفاق التعاون الثنائي، وسبل كسر العزلة الدولية المفروضة على دمشق منذ سنوات.
وتحدثت تقارير إعلامية عن استعداد السعودية لتسديد ديون مستحقة على سوريا لصالح البنك الدولي تُقدر بـ15 مليون دولار.
وفي أبوظبي، التقى الشرع الأحد الماضي نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأسفرت الزيارة عن اتفاق لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، إضافة إلى إطلاق مشاريع استثمارية في قطاعات حيوية مثل الطاقة والنقل.

علاقات سوريا وقطر

في يناير الماضي، زار وفد سوري رفيع الدوحة بقيادة وزير الخارجية أسعد الشيباتي، وضمّ وزير الدفاع مرهف أبوقصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب.
وقدم الوفد للقطريين خريطة طريق” للمرحلة المقبلة في سوريا، تتضمن ملامح إعادة الإعمار، وإصلاح مؤسسات الدولة، وتمكين المواطنين من حقوقهم السياسية والمدنية.
وأكد الشيباتي حينها أن الحكومة الجديدة تسعى إلى ترميم علاقات سوريا العربية والدولية، وتشكيل إدارة يشعر السوريون بأنها تمثلهم وتمثل كافة مكونات المجتمع السوري.

دعم مالي قطري لـ سوريا

وكانت الدوحة قد وعدت بتقديم دعم مالي سخي لدمشق، يشمل تمويل أجور موظفي القطاع العام، والمساهمة في تشغيل البنى التحتية، خصوصًا في قطاعي الكهرباء والخدمات العامة.
ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه سوريا من تداعيات عقوبات أمريكية وأوروبية مشددة تعيق جهود إعادة الإعمار.
وترى قطر أن إعادة التموضع في سوريا الجديدة يمثل فرصة استراتيجية لتعويض سنوات من الغياب عن المشهد السوري الرسمي، مستندة إلى علاقاتها القديمة مع قوى المعارضة، ورغبتها في المساهمة في إعادة رسم الخريطة السياسية للبلاد.
اقرأ أيضا
صفحة جديدة بين سوريا ولبنان.. ماذا دار في اجتماع نواف سلام مع الشرع بدمشق؟