إعلامية سورية لـ”خاص عن مصر”: الغرب يعاقب سوريا وشعبها والانفتاح العربي لا يكفي

إعلامية سورية لـ”خاص عن مصر”: الغرب يعاقب سوريا وشعبها والانفتاح العربي لا يكفي

شهدت الأيام الماضية حراكًا دبلوماسيًا سوريا غير مسبوق من قبل الإدارة الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي باشر سلسلة من الجولات الخارجية شملت الإمارات وقطر.
إضافة إلى استقبال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في دمشق، ما يدشن مرحلة جديدة من الانفتاح العربي على سوريا، بعد أكثر من عقد من القطيعة والتباعد.إعلان

حراك دبلوماسي كبير

اختار الشرع أن تكون أبوظبي أولى محطاته، في دلالة على المكانة الخاصة التي تحتلها الإمارات في مسار إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية.
أما زيارته إلى قطر، فيصفها مراقبون بأنها خطوة جريئة تحمل دلالات رمزية قوية، خصوصًا أن الدوحة كانت أحد أبرز الداعمين للمعارضة السورية خلال سنوات النزاع.
وفي السياق ذاته، تُعتبر استضافة نواف سلام في دمشق خطوة متقدمة نحو تطبيع العلاقات مع بيروت، وبالأخص مع مكونات سياسية لبنانية كانت تُصنف سابقًا ضمن معسكر الخصومة، ما يجعل هذا اللقاء قد يؤسس لمسار من التعاون المؤسسي بين العاصمتين، بعد سنوات من التوتر والجمود.

 انفتاح مدروس على سوريا

الإعلامية السورية شادية العجلوني وصفت هذه التحركات بأنها “خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لبناء سوريا قادرة على إعادة إعمارها واحتضان أبنائها المهجرين”.
وفي تصريحات لـ “خاص عن مصر“، أشارت إلى أن “الانفتاح العربي يؤكد وجود إجماع إقليمي على أن استقرار سوريا هو الضمان الحقيقي لأمن المنطقة”.
لكن العجلوني نبهت إلى أن المسار العربي وحده لا يكفي، مشددة على ضرورة الانفتاح على أوروبا والولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية التي ما زالت تخنق الشعب السوري، واعتبرت أن “المجتمع الدولي ما يزال يعاقب السوريين من خلال إجراءات جماعية غير عادلة”.

أزمة السويداء والساحل في سوريا

في الشأن الداخلي، ما تزال الأزمة في السويداء تحت المجهر، بعد تصريحات زعيم الطائفة الدرزية حكمت الهجري، التي نفى فيها الاعتراف بالحكومة واستعداد جماعته للدفاع عن المدنيين هناك، إلا أن العجلوني ترى أن “ملف السويداء في طريقه إلى الانفراج” بعد تطورات مثل حل “اللواء الثامن” وخروج أحمد العودة من المشهد، ما اعتبرته تمهيدًا لفرض سيطرة الحكومة على الجنوب، بما في ذلك السويداء، لأول مرة منذ سقوط النظام السابق.
أما أحداث الساحل، فوصفتها الإعلامية السورية بأنها “نتيجة حتمية لتراكمات تاريخية”، مشيرة إلى أن “بعض فلول النظام السابق، والمدعومين خارجيا، قاموا بقتل أفراد من الأمن العام، ما أدى إلى ردود فعل شعبية انتقامية مؤسفة، لكنها متوقعة”.
ورغم خطورة هذه التطورات، ترى العجلوني أن تدخل الأمن العام السريع ساهم في منع تفاقم الأزمة، داعية إلى حوار وطني شامل ينهي حالة الثأر ويفتح صفحة جديدة من السلم الأهلي.

سوريا بين الفيدرالية والهوية الجامعة

الملف الكردي بدوره عاد إلى دائرة النقاش، مع تجدد المطالب بتطبيق نظام لامركزي أو فيدرالي، الإعلامية العجلوني تعترف بحق الأكراد في الحفاظ على هويتهم ولغتهم، لكنها ترفض أي طرح “يهدد وحدة سوريا الجغرافية والسياسية”.
وتوضح أن الفيدرالية كخيار سياسي “تحتاج إلى نقاش وطني موسع يشارك فيه خبراء قانونيون ودستوريون، لتقييم مدى ملاءمتها للسياق السوري”، مؤكدة ضرورة أن “يضمن أي نظام سياسي حقوق جميع المكونات دون أن يؤدي إلى التفتت أو الانفصال”.

تفاءل بأداء الإدارة السورية

وفي ختام تصريحاتها أكدت الإعلامية السورية أنه رغم تعقيد المشهد الداخلي وتشابك الملفات الإقليمية، إلا أن الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تتحرك بخطى محسوبة نحو إعادة تموضع إقليمي ودولي.
كما تري العجواني أن الحكومة السورية الحالية قادرة وتسير بخطى ثابتة نحو عودة سوريا كدولة مستقرة وفاعلة في محيطها.
اقرأ أيضا
الشرع في قطر بعد الإمارات والسعودية..ماذا يريد رئيس سوريا من جولاته الخليجية؟