المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه بعد طول انتظار.. رحلة ملحمية نحو الاكتمال

المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه بعد طول انتظار.. رحلة ملحمية نحو الاكتمال

القاهرة (خاص عن مصر)- كان المتحف المصري الكبير (GEM)، الواقع على مشارف القاهرة، بين أهرامات الجيزة العظيمة، محط ترقب عالمي وتأخيرات لا تُحصى.
بُني بتكلفة مالية هائلة، وفي ظل عقود من التحديات، بما في ذلك الثورات والحروب وعدم الاستقرار المالي، وحتى جائحة، ها هو هذا المتحف العملاق يُفتتح أخيرًا – أو بالأحرى، في معظمه.إعلان
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، بعد سنوات من النكسات، تكشف نظرة من الداخل أنه على الرغم من روعة حجم المتحف ومجموعته، إلا أن جميع كنوزه ليست متاحة للجمهور بعد.

المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير: نصب تذكاري للحضارة المصرية

يُذهل حجم المتحف المصري الكبير، تمامًا مثل العجائب القديمة التي يهدف إلى الاحتفاء بها، شُيّد هذا المتحف، الذي بلغت تكلفته مليار دولار، على مدى عقدين من الزمن، ويضم عدة مبانٍ، تضم أكثر من 50000 قطعة أثرية.
هذا الإنجاز المعماري، الذي صممته شركة هينيغان بينج للهندسة المعمارية ومقرها دبلن، يُمثل شاهدًا على التراث الثقافي المصري العريق، مُحاكيًا عظمة الأهرامات التي تقع على بُعد ميل واحد فقط.
المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير: تأخيرات، خيبات أمل، وترقب

كان من المقرر افتتاح المتحف عام 2012، إلا أنه أُجّل مرارًا وتكرارًا، وتتراوح أسباب هذه التأجيلات بين الأزمة المالية العالمية عام 2008 واضطرابات الربيع العربي التي أضرّت بقطاع السياحة في مصر.
كما ساهم جائحة كوفيد-19 في عرقلة التقدم، ومع كل تأخير، ازدادت إحباطات الزوار المتحمسين. بالنسبة للبعض، مثل أحد المسافرين المُحبطين الذي ألغى رحلتين إلى القاهرة بسبب هذه التأخيرات، أصبح الانتظار لا يُطاق، حتى صحيفة نيويورك تايمز المرموقة أدرجت المتحف قبل أوانه ضمن أفضل الأماكن للزيارة في عام 2020، لتتلاشى تلك التوقعات مع بقاء الافتتاح بعيد المنال.
المتحف المصري الكبير
اقرأ أيضا.. قلق عالمي من ارتفاع سعر الذهب .. وترامب يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر
مع ذلك، في فبراير 2025، تمكن الزوار أخيرًا من استكشاف المتحف، مع استمرار إغلاق بعض المناطق الرئيسية، ولا تزال صالات عرض توت عنخ آمون، التي ستضم أكثر من 5000 قطعة أثرية من مقبرة الملك الشاب، مغلقة في الوقت الحالي.
لا يزال على الزوار الاكتفاء بمقر مؤقت لقناعه الجنائزي الذهبي الشهير في المتحف المصري القديم بميدان التحرير، ويُعد حفل الافتتاح الرسمي للمتحف، المقرر إقامته في 3 يوليو 2025، بالكشف عن هذه المعروضات التي طال انتظارها.
المتحف المصري الكبير

لمحة عن الماضي القديم

على الرغم من الأقسام غير المكتملة، يقدم المتحف المصري الكبير تجربة آسرة، ومن أبرز معالمه ردهة المتحف، حيث يقف بفخر تمثال ضخم لرمسيس الثاني، عمره 3200 عام، وكان في يوم من الأيام تحفة فنية في القاهرة، يزن هذا التمثال أكثر من 80 طنًا ويبلغ ارتفاعه أكثر من 30 قدمًا، وهو رمزٌ ضخمٌ لقوة وعظمة مصر القديمة.
يُعجب الزوار أيضًا بمعارض المتحف المفتوحة، التي تُتيح إطلالاتٍ لا مثيل لها على أهرامات الجيزة، ويُعدّ هذا المنظر، المُؤطّر بنوافذ ممتدة من الأرض إلى السقف، من أكثر المناظر الخلابة في العالم. وكما روى أحد الزوار، فقد انبهروا وهم يقفون أمام الأهرامات لساعات، غارقين في المشهد الخالد أمامهم.
المتحف المصري الكبير

مجموعة لا مثيل لها

تُعدّ المعارض الرئيسية الاثنتا عشرة في المتحف، والتي تمتد من عصور ما قبل التاريخ في مصر إلى العصر اليوناني الروماني، كنزًا دفينًا من العجائب التاريخية.
من أبرز المعروضات العرض الآسر لتماثيل الأوشابتي الزرقاء، وتماثيل الدفن القديمة؛ وتمساح محنط ضخم؛ وشعر مستعار عمره 3100 عام مصنوع من شعر بشري مضفر. تُقدّم هذه المعروضات صلة شخصية بالماضي البعيد، مما يُحوّل تجربة المتحف إلى تجربة إنسانية عميقة.
المتحف المصري الكبير

عهد جديد للمتاحف المصرية

يُضاف المتحف المصري الكبير إلى المجموعة المتنامية من المؤسسات العالمية المرموقة في القاهرة، لينضم إلى المتحف المصري التاريخي في ميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية الأحدث.
مع ذلك، وبفضل حجمه المذهل وتركيزه على التراث المصري، من المتوقع أن يكون المتحف المصري الكبير جوهرة المتاحف في القاهرة.
بمجرد تشغيله بكامل طاقته، سيضم المتحف أكبر مجموعة في العالم مخصصة لحضارة واحدة، وهو ما يُرسّخ مكانة مصر في طليعة التراث الثقافي العالمي.
المتحف المصري الكبير

انتصار على النكسات

من غير المرجح أن تُنسى التأخيرات والتحديات التي واجهت بناء المتحف المصري الكبير طويلًا، فمع توافد المزيد من الزوار عبر قاعاته، وانبهارهم بمعروضاته، وتمتعهم بالمنظر الخلاب للأهرامات، سيظل هذا الإنجاز الضخم شاهدًا على صمود الإنسان في وجه الشدائد.
بالنسبة للكثيرين، كان الانتظار يستحق كل هذا العناء، المتحف المصري الكبير، رغم أنه لم يُفتتح بالكامل بعد، إلا أنه يُثبت بالفعل أنه من أكثر المؤسسات الثقافية إبهارًا في العالم.
المتحف المصري الكبير
 
المتحف المصري الكبير