الصين ترسل مفرزة جوية إلى مصر.. ما معنى هذا التحرك العسكري غير التقليدي؟

الصين ترسل مفرزة جوية إلى مصر.. ما معنى هذا التحرك العسكري غير التقليدي؟

في خطوة غير مسبوقة، أرسلت الصين مفرزة جوية مكونة من طائرات حربية مختلفة إلى مصر، تشمل طائرات مقاتلة – لم يتم الإعلان عنها – وطائرات نقل عسكرية طراز Y-20، فضلاً عن طائرة الإنذار المبكر المحمولة جوًا KJ-500 التابعة لسلاح الجو الصيني.

الصين ترسل مفرزة جوية لمصر .. ما معنى هذا التحرك العسكري؟

في الوقت الذي تبحث فيه مصر عن توسيع علاقاتها العسكرية مع كل المعسكرات “الشرقية والغربية”، وتفتح ذراعيها أمام أي تعاون عسكري يزيد من دورها الإقليمي المتنامي، اتفقت بكين والقاهرة على إقامة أول مناورات جوية مشتركة بين أقدم جيشين نظاميين في العالم، ويقام تدريب “نسور الحضارة 2025” المشترك في سماء القاهرة.إعلان

تعاون عسكري يُعزز دور القاهرة وبكين في الشرق الأوسط

يأتي هذا التعاون العسكري بإجراء المناورة الجوية المشتركة للمرة الأولى لتعزيز دور بكين والقاهرة في منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد التعاون الدفاعي بين مصر والصين.
كما يرجح الخبراء أن هذه المشاركة قد تعكس سعي مصر لتنويع مصادر تسليحها، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة وروسيا، مما يمنحها مرونة استراتيجية أكبر.
رسائل إقليمية ودولية: تُظهر هذه الخطوة اهتمام الصين بتعزيز وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتأكيدًا على عمق الشراكة الاستراتيجية مع مصر، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
وكما تُعلن مصر دائماً أن القوات المسلحة المصرية تُجري المناورات العسكرية والتدريبات المشتركة مع الدول “الشقيقة والصديقة”، فإن هذا يدل على التقارب القوي بين القاهرة وبكين، تمهيداً لتعاون عسكري أكبر قادم قريباً.
وتضمن الصين بذلك تواجد قوى في الشرق الأوسط بتعاونها مع مصر التي تمتلك جيشاً يُصنف الأول عربياً من حيث التسليح والعدد والقوة والتأثير، ومن أكبر جيوش منطقة الشرق الأوسط، بأن تفتح لها مجالاً جديداً من تسويق لأسلحتها العسكرية المتقدمة، والتي أصبحت تُنافس نظريها الأمريكي والروسي.

تفوق عسكري صيني

تُنافس الأسلحة الصينية نظرائها من الدول الغربية والشرقية في التكنولوجيا المتقدمة، بل وتتفوق عليها في التكلفة الأقل، وتسهيلات أكبر في السداد، كما أنها تعمل دون قيود تصديرية، أو تضمن تفوق نوعي لدولة على حساب أخرى.

أبعاد التحرك الصيني .. ليس مجرد مناورة مشتركة

رغم أن ما يحدث في سماء القاهرة مجرد مناورة عسكرية مشتركة بين مصر والصين، إلا أن هذا التحرك يحمل رسائل استراتيجية متعددة، ومنها: تعزيز من مكانة الصين كفاعل رئيسي في المنطقة.
ويمثل إرسال الصين لمفرزة عسكرية إلى مصر خطوة استراتيجية تعكس تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وتُظهر رغبة بكين في تعزيز حضورها العسكري والدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة.
اقرأ أيضاً: صراع الأعماق.. مقارنة شاملة بين البحرية المصرية والإسرائيلية