بقيمة 600 مليون دولار.. مبادلة الإماراتية تشتري حصة في “نورد أنجليا” البريطانية

بقيمة 600 مليون دولار.. مبادلة الإماراتية تشتري حصة في “نورد أنجليا” البريطانية

في خطوة جديدة تعكس اهتمامها المتزايد بقطاع التعليم العالمي، أعلنت شركة “مبادلة” للاستثمار، (صندوق الثروة السيادي التابع لحكومة أبوظبي)، عن صفقة استحواذ جديدة في بريطانيا.
وأعلنت الشركة الإماراتية عن استحواذها على حصة أقلية في شركة “نورد أنجليا إديوكيشن” البريطانية، الرائدة في تشغيل المدارس الخاصة، وذلك في صفقة بلغت قيمتها 600 مليون دولار أمريكي.إعلان

انضمام لتحالف تقوده “إي.كيو.تي” السويدية

وأوضحت “مبادلة” في بيان صدر اليوم الخميس أن الصفقة تأتي في إطار تحالف استثماري دولي تقوده شركة الاستثمار الخاص السويدية العملاقة “EQT”، وتضم في عضويته مجموعة من كبار المستثمرين العالميين، من بينهم شركة “نيوبرجر بيرمان”، ومجلس استثمار خطة معاشات التقاعد الكندية، وشركة “فينانسييرا ألبا” الإسبانية، بالإضافة إلى “دبي القابضة” من دولة الإمارات.
ويهدف هذا التحالف إلى دعم نمو “نورد أنجليا إديوكيشن” التي تدير حالياً أكثر من 80 مدرسة خاصة في 33 دولة، وتقدم خدمات تعليمية متميزة لأكثر من 80 ألف طالب حول العالم.

نمو شهية المستثمرين تجاه قطاع التعليم

شهد قطاع التعليم الخاص خلال السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل صناديق الاستثمار العالمية، نظراً للطلب المتسارع على خدمات التعليم عالي الجودة، سواء في الدول النامية أو المتقدمة.
كما يُعزى هذا الاهتمام إلى الانتشار الواسع لمنصات التعليم الرقمي، وتحول التعليم إلى قطاع عابر للحدود، خاصة في ظل ازدياد حركة الطلاب الدوليين.
وتعكس صفقة “مبادلة” الأخيرة هذا التوجه، حيث تسعى الشركة للاستفادة من النمو المستدام لهذا القطاع، واستثمار قدراتها المالية الكبيرة وشراكاتها العالمية لدعم المؤسسات التعليمية الرائدة وتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل.

دعم لرؤية الإمارات في الاستثمار بالقطاعات المستقبلية

يُعد دخول “مبادلة” إلى قطاع التعليم العالمي جزءاً من استراتيجية دولة الإمارات لتوجيه استثماراتها السيادية نحو القطاعات الحيوية والمستقبلية، مثل التكنولوجيا، والطاقة النظيفة، والرعاية الصحية، والتعليم.
وتتماشى هذه الخطوة مع رؤية الإمارات لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، وتعزيز تنافسية الدولة على الساحة العالمية من خلال الاستثمار في رأس المال البشري.
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم “مبادلة” في البيان إن الشركة تنظر إلى التعليم كقطاع استراتيجي طويل الأمد، مؤكداً أن الاستثمار في “نورد أنجليا” سيسهم في تحقيق أهداف “مبادلة” الرامية إلى دعم المؤسسات التعليمية المتميزة حول العالم، وتمكينها من التوسع في أسواق جديدة وتعزيز قدراتها الرقمية والتعليمية.

نورد أنجليا.. اسم عالمي في التعليم الخاص

تأسست شركة “نورد أنجليا إديوكيشن” في عام 1972، وحققت على مدى العقود الماضية نمواً مطرداً لتصبح واحدة من أبرز مزودي التعليم الخاص على مستوى العالم.
وتتميز مدارسها بتركيزها على التميز الأكاديمي والابتكار في أساليب التعليم، كما أنها تحتفظ بشراكات مع مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة “MIT” وجامعة “جولدسميث” التابعة لجامعة لندن.
وتعتمد “نورد أنجليا” نموذجاً تعليمياً يدمج بين المناهج الوطنية للبلدان التي تعمل فيها وأفضل الممارسات العالمية، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الدولية والبعثات الدبلوماسية وكبار رجال الأعمال في الدول التي تنتشر فيها مدارسها.

آفاق مستقبلية واعدة للاستثمار

بحسب تقديرات صادرة عن مؤسسة “هورون” البحثية، يُتوقع أن يصل حجم سوق التعليم الخاص العالمي إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مدعوماً بالنمو السكاني في الفئات العمرية الصغيرة، والتوجه المتزايد من الأسر نحو التعليم الخاص عالي الجودة.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى الاستحواذ على حصة في “نورد أنجليا” كاستثمار استراتيجي يضع “مبادلة” في موقع مميز ضمن هذا السوق المتسارع.
فيما تمثل هذه الخطوة واحدة من أكبر استثمارات “مبادلة” في قطاع التعليم حتى الآن، وتؤكد عزمها على تنويع محفظتها الاستثمارية بعيداً عن القطاعات التقليدية، في إطار رؤية طموحة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، يدعم الابتكار ويركز على تنمية الإنسان كأولوية قصوى.