سر الطائرة C5-SKY.. تفاصيل جديدة حول تهريب أموال سوريا قبل سقوط نظام الأسد

سر الطائرة C5-SKY.. تفاصيل جديدة حول تهريب أموال سوريا قبل سقوط نظام الأسد

كشفت تقارير صحفية تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة في نظام الأسد وكيفية تهريب المليارات من أموال سوريا إلى خارج البلاد قبل هروب رأس النظام البائد بشار الأسد.
وبينما كانت قوات المعارضة السورية بقيادة “إدارة العمليات العسكرية” تقترب من العاصمة دمشق، تكشّفت تفاصيل عملية تهريب سرية نظّمها يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأبرز لبشار الأسد، لنقل مبالغ مالية ضخمة ومقتنيات ووثائق حساسة إلى خارج البلاد.إعلان
وبحسب تحقيق لوكالة رويترز استند إلى شهادات 14 مصدرًا سوريًا بينهم ضباط استخبارات سابقون وموظفون في مطار دمشق، فإن إبراهيم أشرف شخصيًا على تنفيذ العملية التي نُقلت خلالها أصول نقدية ومادية عبر أربع رحلات لطائرة خاصة إلى دولة الإمارات، في الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط النظام.

دور يسار إبراهيم في تهريب أموال نظام الأسد

يسار إبراهيم، الذي شغل منصب مدير المكتب المالي والاقتصادي للرئاسة، لعب دورًا أساسيًا في تأسيس شبكة من الكيانات الاقتصادية التي استخدمها الأسد للسيطرة على قطاعات كبيرة من الاقتصاد السوري.
وقد وُصف إبراهيم بأنه “الواجهة الاقتصادية للأسد”، ويخضع منذ سنوات لعقوبات دولية بسبب دعمه للنظام.
وبتنسيق مباشر من القصر الجمهوري، استأجر إبراهيم طائرة إمبراير ليجاسي 600 مسجلة في غامبيا وتحمل الرقم C5-SKY، ونظم أربع رحلات خلال 48 ساعة. الرحلات نُفذت من دمشق إلى مطار البطين في أبوظبي، المعروف بطبيعته السرية واستخدامه من قبل كبار الشخصيات.

وثائق سرية عن تهريب أموال نظام الأسد

بحسب مصادر مطلعة، نُقلت خلال تلك الرحلات حقائب سوداء لا تحمل علامات، تحتوي على أموال نقدية لا تقل عن 500 ألف دولار، إضافة إلى أجهزة إلكترونية ومحركات أقراص صلبة تحمل معلومات أمنية واستخباراتية.
الوثائق تتعلق بما يُعرف داخل النظام بـ”المجموعة”، وهي شبكة من الشركات والكيانات التي استُخدمت كأذرع مالية واقتصادية للأسد وعائلته، تغطي مجالات العقارات والمصارف والطاقة والاتصالات.
وأظهرت مراجعة لسجلات الطيران وصور الأقمار الصناعية أن الرحلات الأربع كانت متتابعة وبجدول مكثّف، ما يشير إلى طابعها الطارئ والتخطيط المسبق لها.

انتشار أمني في مطار دمشق

في السادس من ديسمبر، هبطت الطائرة الخاصة في مطار دمشق الدولي، تحت حراسة مشددة من عناصر المخابرات الجوية السورية، الذين سيطروا على قاعة الشرف في المطار وممراتها.
ووفقًا لشهادات من داخل المطار، تم منع الموظفين من التفاعل مع الطائرة أو حتى تسجيل وجودها.
وقال محمد قيروط، رئيس العمليات الأرضية بالخطوط الجوية السورية، إن مدير أمن المطار أبلغه حينها: “هذه الطائرة ستهبط وسنتعامل معها. أنت لم ترَ هذه الطائرة”.
تزامنًا مع ذلك، وصلت سيارات مدنية تابعة للحرس الجمهوري بداخلها أقارب للأسد وموظفون في القصر، وكان من المقرر أن يغادروا على متن أولى الرحلات. كما تم تحميل الطائرة بحقائب نقدية ولوحات ومنحوتات صغيرة، بحسب شهود عيان ومسؤولين سابقين.

الإمارات وروسيا ضمن مسار تهريب الأموال السورية

في إحدى الرحلات، اقتربت سيارات تابعة لسفارة الإمارات من منطقة كبار الزوار، في إشارة إلى علم السلطات الإماراتية بالعملية، وبعد تضييق الخناق على دمشق، غادر الأسد إلى اللاذقية بالتنسيق مع القوات الروسية.
لاحقًا، اختفت الطائرة عن الرادار لمدة ست ساعات، قبل أن تعود للظهور فوق حمص، لتؤكد صور أقمار صناعية أنها هبطت مؤقتًا في قاعدة حميميم الروسية.

الحكومة الجديدة تتحرك لإعادة الأموال المهربة

من بين ركاب الرحلة الأخيرة، كان أحمد خليل خليل، وهو شخصية محورية في شبكة الأسد المالية، ويحمل حقيبة تحتوي على 500 ألف دولار نقدًا، تم سحبها قبل يومين من “بنك سورية الدولي الإسلامي”، من حساب يعود لشركة “البرج للاستثمار” التي يملك يسار إبراهيم نصفها، وفق سجلات رسمية ومصادر مطلعة.
حكومة الرئيس الجديد أحمد الشرع أكدت أن استرجاع الأموال المهربة يشكّل أولوية قصوى لدعم الاقتصاد المنهك، وأعلنت أنها فتحت ملفات تتبّع دولية للأصول المنقولة.
ورغم رفض الجهات المعنية في الإمارات وروسيا التعليق على تفاصيل العملية، إلا أن المصادر التي تحدثت إلى رويترز أكدت أن العملية لم تكن لتتم دون موافقة بشار الأسد الشخصية.
اقرأ أيضا
تايم الأمريكية تختار أحمد الشرع ضمن القادة الأكثر تأثيرا في العالم.. هكذا وصفته