توتر بين السكان.. أكبر قوارض العالم تجتاح عاصمة الأرجنتين

القاهرة (خاص عن مصر)- في ضواحي بوينس آيرس الثرية، تتكشف معركة بين السكان وأكبر قوارض العالم. الكابيبارا، التي كانت تتجول بحرية في الأراضي الرطبة، استوطنت بشكل متزايد منطقة نوردلتا، وهي منطقة سكنية حصرية مسوّرة في الأرجنتين.
منذ الجائحة، تضاعف عدد الكابيبارا ثلاث مرات ليصل إلى ما يقرب من 1000، مما أثار استياء السكان وأثار جدلاً حول إدارة الحياة البرية والتنمية الحضرية. يتخذ المجتمع الآن تدابير للسيطرة على أعداد الكابيبارا، بما في ذلك برامج التعقيم، ولكن ليس الجميع متفقًا على هذا الحل.إعلان
زيادة أعداد الكابيبارا
أصبحت الكابيبارا، المعروفة بسلوكها الهادئ وحجمها الكبير، السكان الجدد غير المقصودين لنوردلتا. ما بدأ كقلة تتجول في المساحات الخضراء الوارفة في الحي تحول إلى غزو شامل. تُرى هذه القوارض العاشبة بانتظام بالقرب من ملاعب التنس والملاعب والبحيرات الاصطناعية، حيث ترعى وتغفو.
مع ذلك، مع تزايد أعدادها، تتزايد شكاوى السكان من تأثير الكابيبارا على الحدائق وحركة المرور وسلامة الحيوانات الأليفة.
في حين يجدها الكثيرون جذابة، يراها آخرون مصدر إزعاج. هناك تقارير عن حوادث مرورية تتعلق بعبور الكابيبارا للشوارع وهجمات عرضية على كلاب صغيرة.
على الرغم من جاذبيتها في صور ومقاطع فيديو الإنترنت، إلا أن وجود هذه الحيوانات في هذا الحي المميز يُسبب توترا بين دعاة حماية البيئة والسكان الذين يشعرون بتهديد سلامتهم وممتلكاتهم.
خطط التعقيم: حلٌّ مثير للجدل
ردًا على طفرة الكابيبارا، استعانت إدارة نوردلتا بأطباء بيطريين مثل لوتشيانو سامبييترو، الذي يُخدّر القوارض ويُعقمها باستخدام سهام نفخ مُضاف إليها مُهدئات. ورغم فعالية هذا النهج، إلا أنه أثار مخاوف بعض أفراد المجتمع والمدافعين عن حقوق الحيوان.
تتضمن الخطة الحالية استخدام لقاح مانع للحمل، إمبروفاك، لتعقيم 250 كابيبارا بالغة. هذا اللقاح، المُصمم أساسًا للخنازير، يمنع إنتاج الحيوانات المنوية ويُثبط الإباضة.
ومع ذلك، لا يزال المجتمع غير متأكد من مدة استمرار آثاره، وهناك مخاوف من أن تُغير التدخلات المتكررة سلوك القوارض وديناميكيات المجموعة. إضافةً إلى ذلك، أصبحت ممارسة التعقيم محور جدلٍ حادٍّ حول المعاملة الأخلاقية للحياة البرية.

انقسام بين السكان: مؤيدون ومعارضون
بينما يجادل بعض السكان بأن السيطرة على أعداد الكابيبارا ضرورية للسلامة والحفاظ على صورة المجتمع البكر، يدافع آخرون، مثل سيلفيا سوتو، عن هذه الحيوانات. تعتقد سوتو ومجموعتها الداعمة أن مشكلة الكابيبارا ناتجة عن تعدي التنمية البشرية على موائلها الطبيعية.
يجادلون بأن المطورين دمروا الأراضي الرطبة الأصلية للحيوانات، مما أجبرها على العيش في المناطق الحضرية. كما يقترح هؤلاء المدافعون تخصيص محمية خاصة للكابيبارا حيث يمكنها العيش دون تعارض مع الأنشطة البشرية.
على الجانب الآخر من النقاش، يعرب سكان مثل بابلو بيفور عن إحباطهم من تأثير الكابيبارا على حياتهم اليومية. ويشير بيفور إلى زيادة مخاطر حوادث المرور والأضرار التي تلحق بالحدائق كأسباب للمطالبة بالسيطرة على الأعداد.
أما جارته، فيرونيكا إسبوزيتو، فتبدي قلقًا أقل، حيث ترى أن عادات الكابيبارا الغذائية غير ضارة وأن النباتات التي تضر بها قادرة على التجدد. يُمثل هذا الانقسام توترًا أوسع بين الحفاظ على البيئة والواقع العملي للحياة الحضرية.
أقرا أيضا.. صراع الأعماق.. مقارنة شاملة بين البحرية المصرية والإسرائيلية
السياق التاريخي ودور التنمية في الصراع
تحولت منطقة نوردلتا، التي كانت في السابق أرضًا رطبةً بكرًا، إلى مشروع تطوير فاخر على مدى العقود القليلة الماضية. وشهدت المنطقة، التي تقطنها الآن النخبة الأرجنتينية، أعمال بناء متواصلة غيّرت معالمها الطبيعية جذريًا.
ومع استمرار أباطرة العقارات، مثل إدواردو كونستانتيني، أحد أغنى الأفراد في الأرجنتين، في توسيع مجتمع الكابيبارا، تجد الكابيبارا نفسها مُجبرةً على مغادرة موطنها الطبيعي.
هذا التطور السريع، الذي يشمل ملاعب جولف وشققًا فاخرة ومراكز تسوق، لم يترك سوى مساحة ضئيلة للحياة البرية. تواجه الكابيبارا، التي كانت قادرةً على التجول بحرية، الآن بيئةً متقلصةً ووجودًا بشريًا متزايدًا.
يُسلط هذا الصراع الضوء على القضية الأوسع المتمثلة في التوسع الحضري الذي يتعدى على النظم البيئية الطبيعية.