حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسٍ متعطشٍ للسلطة.. اختبار وطني للديمقراطية

القاهرة (خاص عن مصر)- في أحدث مقالاته بنيويورك تايمز، يُجادل الكاتب الأمريكي الكبير نيكولاس كريستوف بأن أمريكا تواجه اختبارًا اختبار وطني للديمقراطية وللحفاظ على مبادئها ونزاهتها الدستورية.
مع تزايد تحدي الرئيس دونالد ترامب للمحاكم، وهجماته على الجامعات، وتنامي النزعات الاستبدادية لإدارته، يُقارن كريستوف بين سلوك ترامب وتكتيكات الحكام الديكتاتوريين في الأنظمة الاستبدادية.إعلان
يدعو المواطنين والمؤسسات الأمريكية إلى حماية الأمة من رئيسٍ متعطشٍ للسلطة بشكلٍ متزايد، لا يُبدي أي اهتمام يُذكر بالقانون.
علاقةٌ مُقلقةٌ مع قادةٍ استبداديين
يبدأ كريستوف بالإشارة إلى اجتماعٍ عُقد مؤخرًا بين الرئيس ترامب ورئيس السلفادور نجيب بوكيلي، حيث ناقشا قضية كيلمار أرماندو أبريغو غارسيا. وقد رُحِّل أبريغو، وهو أبٌ لثلاثة أطفال وموضوعٌ في قضية هجرة أمريكية، بشكلٍ غير قانوني على الرغم من صدور حكمٍ قضائيٍّ يحميه من الترحيل.
يجادل كريستوف بأن هذه الحادثة تعكس مشكلة أعمق، ألا وهي استعداد إدارة ترامب لتجاهل أوامر المحكمة الفيدرالية، مما يُقوّض سيادة القانون. فمن خلال رفض سلطة المحكمة وتجاهل تعليماتها، سخر ترامب وبوكيلي فعليًا من نظام العدالة الذي يُشكّل أساس الديمقراطية الأمريكية.
يُحذّر كريستوف من أن هذا مسارٌ محفوفٌ بالمخاطر. فتصرفات إدارة ترامب – ولا سيما ترحيل أفراد مثل أبريغو غارسيا إلى بلدانٍ يواجهون فيها التعذيب وظروفًا قاسية – تكشف عن استخفافٍ بحقوق الإنسان وتبنيٍ مُقلقٍ للأساليب الاستبدادية وتشكل اختبار وطني للديمقراطية.
هجمات ترامب على النزاهة القانونية والمؤسسية
يُوسّع كريستوف حجته من خلال مقارناتٍ بين نهج ترامب في الحكم ونهج القادة الاستبداديين في الصين وفنزويلا وروسيا وكوريا الشمالية.
فكما تقمع هذه الأنظمة المعارضة وتسيطر على الفكر الفكري، هاجم ترامب بشكلٍ مُمنهج مؤسساتٍ مثل مكاتب المحاماة والجامعات والمؤسسات الإعلامية التي تُعارض سلطته.
إن الانتقام المستمر من مؤسسات مثل جامعة هارفارد، التي صمدت في وجه مطالب ترامب، هو مثال صارخ على محاولة إدارته قمع الفكر والنقد المستقلين.
بالإضافة إلى ذلك، ينتقد كريستوف هجمات ترامب على وسائل الإعلام، مستشهدًا تحديدًا بحادثة منع مسؤولي البيت الأبيض صحفيي وكالة أسوشيتد برس من حضور فعالية. ويؤكد أن هذا الهجوم المستمر على الصحافة يعكس أساليب الأنظمة الاستبدادية التي تسعى للسيطرة على تدفق المعلومات وقمع المعارضة.
أقرا أيضا.. مرحلة حرجة لمحصول المانجو .. والزراعة تطالب بهذه الأمور فورًا
مخاطر انتقام ترامب من الأوساط الأكاديمية
يسلط كريستوف الضوء على العواقب الوخيمة لإجراءات ترامب العقابية ضد المؤسسات التي ترفض الخضوع لسلطته. إن تجميد التمويل المفروض على جامعة هارفارد والباحثين الطبيين المرتبطين بها ليس هجومًا على الحرية الأكاديمية فحسب، بل أيضًا على الأبحاث المنقذة للحياة.
ومن خلال التهديد بقطع التمويل عن المشاريع الطبية الرائدة، فإن تصرفات ترامب تُخاطر بعرقلة التقدم الحاسم في العلوم الطبية، بما في ذلك علاج السرطان وغيره من البحوث الصحية الحيوية.
ويحذر كريستوف من أن هذه ليست مجرد خطوة سياسية؛ إنها مسألة حياة أو موت، إذ يؤثر تأخير العمل أو إيقافه بشكل مباشر على المرضى، بمن فيهم الأطفال الذين يعانون من السرطان والمحاربون القدامى الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالخدمة.
يجادل كريستوف بأن عداء الإدارة تجاه مؤسسات التعليم العالي لا يهدف إلى تشجيع النقاش أو معالجة الانتقادات المشروعة، بل هو استراتيجية تهدف إلى سحق الحرية الفكرية التي قد تُهدد قبضته على السلطة.
الطبيعة المتهورة لقيادة ترامب
يختتم كريستوف حديثه بالقول إن سلوك ترامب ليس استبداديًا فحسب، بل متهور أيضًا. إن هوسه بالحفاظ على السلطة ومعاقبة معارضيه لا يُهدد فقط الأسس الديمقراطية الأمريكية، بل يُهدد أيضًا صحة ورفاهية مواطنيها.
قد تكون لإجراءات ترامب الانتقامية، مثل خفض التمويل الفيدرالي للأبحاث، تداعيات طويلة الأمد تُقاس بالأرواح التي تُفقد بسبب أمراض يُمكن الوقاية منها. قد يؤدي انتقام الرئيس من المؤسسات التي تتحداه في النهاية إلى أزمة تُهدد الابتكار والبحث والصحة العامة في أمريكا.
دعوة للتحرك: حماية القيم الأمريكية
رسالة كريستوف واضحة: يجب على أمريكا حماية قيمها الديمقراطية من رئيس مستعد للتضحية بهذه المبادئ لتحقيق مكاسب شخصية. وبينما تواجه الأمة اختبارًا لنزاهتها، يدعو كريستوف الجمهور والمؤسسات الرئيسية إلى الوقوف بحزم دفاعًا عن سيادة القانون والحرية الفكرية وحقوق الإنسان. ويجادل بأن هذه اللحظة ستحدد مستقبل الديمقراطية الأمريكية.