بعد خلية الصواريخ.. هل يتم حل جماعة الإخوان وجبهة العمل الإسلامي بالأردن؟

تعيش جماعة الإخوان في الأردن وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي، أزمة غير مسبوقة، بعد الإعلان الرسمي عن ضبط خلية إرهابية وإحباط مخطط أمني قالت السلطات إنه كان يستهدف زعزعة أمن المملكة.
وكشفت دائرة المخابرات العامة عن خلية تتكون من 16 شخصاً، بعضهم على صلة بالجماعة وبحركة حماس، متهمة إياهم بتصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة وتجنيد عناصر للتدريب داخل وخارج البلاد.إعلان
التحقيقات تكشف أربعة محاور لـ خلية الأردن
بحسب المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، فإن الخلية متورطة في أربع قضايا أمنية تشمل تصنيع صواريخ قصيرة المدى بمدى يتراوح بين 3-5 كيلومترات، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة أوتوماتيكية، وإخفاء صاروخ جاهز للاستخدام، إضافة إلى مشروع لتصنيع طائرات مسيّرة وتجنيد أفراد للتدريب خارج الأردن.
وأظهرت التحقيقات أن بعض المتهمين على ارتباط تنظيمي بـ”شُعب إخوانية” داخل الجماعة، وقد بدأت السلطات الأردنية بتتبع تحركاتهم منذ عام 2021.
اعترافات مصورة وتفاصيل موسعة لـ خلية الأردن
في خطوة غير معتادة، بثت وسائل إعلام رسمية اعترافات مصورة لثمانية من المتهمين، تضمنت تفاصيل دقيقة حول عمليات التصنيع والتجنيد. ومن بين الأسماء التي ظهرت في التسجيلات: عبدالله هشام، محسن الغانم، ومعاذ الغانم، الذين أكدوا انتماءهم لجماعة الإخوان المسلمين، وتحدثوا عن محاولاتهم لنقل فكرة تصنيع الصواريخ إلى داخل المملكة.
وفي السياق ذاته، ظهر خضر عبدالعزيز، أحد أبرز قيادات الجماعة في الزرقاء، ليعترف بتقديمه دورات فكرية وأمنية متقدمة لعناصر شابة، فيما كشفت التحقيقات عن لقاءات عقدها متهمون آخرون مع عناصر في الخارج، من بينهم مروان الحوامدة وأنس أبو عواد.
ردود سياسية وبرلمانية واسعة بعد كشف خلية الأردن
في أعقاب إعلان القضية، تصاعدت دعوات برلمانية وشعبية للمطالبة بحل حزب “جبهة العمل الإسلامي”. ودعت كتل نيابية إلى تجميد عضوية نواب الحزب في البرلمان.
فيما ذهب وزير الإعلام السابق سميح المعايطة إلى المطالبة بتصنيف كل كيان يرتبط بالجماعة كتنظيم إرهابي محظور، مستنداً إلى قانون الأحزاب السياسية الذي يجيز حل أي حزب يثبت تورطه في دعم الجماعات المتطرفة أو الترويج لها.
الإخوان تنفي علاقتها بـ خلية الأردن
من جانبها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا نفت فيه علمها بالمخطط، معتبرة أن ما حدث “تصرفات فردية لا تمت للجماعة بصلة”، وأن المرحلة الراهنة تتطلب “ترسيخ الوحدة الوطنية وتكاتف الجهود خلف المصالح العليا للدولة”.
لكن البيان لم ينجح في تهدئة موجة الغضب الشعبي، لا سيما مع صدور عشرات البيانات من جهات عشائرية وحزبية دانت ما وصفته بـ”الخيانة الوطنية ومحاولة زعزعة الاستقرار”.
احتمالات فصل الحزب عن الجماعة
بحسب تقارير فإن التطورات الأخيرة تعيد إلى الواجهة الجدل القديم حول الفصل بين جماعة الإخوان المنحلة بقرار قضائي عام 2020، وذراعها السياسي “جبهة العمل الإسلامي” الذي ما يزال يتمتع بشرعية قانونية ومثّل ثقلاً برلمانياً بحصوله على 31 مقعداً في الانتخابات الأخيرة.
ويرى مراقبون أن الدولة الأردنية قد تكون بصدد إعادة تقييم شاملة لطبيعة العلاقة مع الحزب، وربما اتخاذ خطوات تؤدي إلى حلّه أو إعادة هيكلته، خاصة بعد موجة الاعتقالات والتحقيقات الجارية بحق شخصيات محسوبة على “الحركة الإسلامية”.
خلفية العلاقة المتوترة بين الأخوان النظام في الأردن
يُذكر أن الحكومة الأردنية منحت في 2015 ترخيصًا جديدًا لمجموعة منشقة عن الإخوان، في خطوة لفك الارتباط عن التنظيم الدولي، بينما لم تقم الجماعة “الأم” بتصويب أوضاعها القانونية، ما أدى إلى صدور قرار محكمة التمييز بحلها نهائيًا عام 2020.
وتُعد المملكة الأردنية من الدول ذات الاستقرار النسبي في المنطقة، وقد شاركت في العديد من الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، ما يجعل أي تهديد داخلي محل متابعة دقيقة من الدولة وأجهزتها الأمنية.
اقرأ أيضا
تشمل صناعة وتخزين صواريخ ومسيرات.. تفاصيل إحباط مخطط تخريبي لاستهداف أمن الأردن