3 اشتراطات أمريكية جديدة على سوريا مقابل تخفيف العقوبات.. ما علاقة الفلسطينيين؟
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن توجُّه جديد من الإدارة الأمريكية بخصوص العقوبات المفروضة على سوريا، ووضع شروط صارمة مقابل تخفيف محدود للعقوبات، في خطوة تعكس تحولًا في المقاربة الأمريكية إزاء الصراع السوري.
مطالب أمريكية مشروطة من سوريا
وبحسب مسؤولين أمريكيين مطلعين، فإن البيت الأبيض أصدر توجيهات سياسية خلال الأسابيع الأخيرة تدعو الحكومة السورية إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات، من أبرزها قمع من تصفهم واشنطن بـ”المتطرفين”، وطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من الأراضي السورية، إلى جانب تأمين مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية.إعلانوفي المقابل، تدرس الإدارة الأمريكية تجديد إعفاء محدود من العقوبات كان قد صدر في عهد الرئيس السابق جو بايدن، بهدف تسريع تدفق المساعدات الإنسانية.ورغم صدور هذه التوجيهات، فإن وزارة الخارجية الأمريكية أوضحت أن الولايات المتحدة لا تعترف حالياً بأي كيان كـ”حكومة سورية”، ودعت “السلطات السورية المؤقتة” إلى نبذ الإرهاب و”قمعه تماماً”، على حد تعبير المتحدثة باسم الوزارة.
تجاهل الدور الروسي
اللافت في التوجيهات الأمريكية الجديدة غياب أي ذكر لروسيا أو لقواعدها العسكرية في سوريا، وهو ما اعتبرته الصحيفة إشارة على تخفيف إدارة ترمب للضغط الذي كانت تمارسه إدارة بايدن سابقاً على دمشق في هذا الصدد.ويُفهم من ذلك أن واشنطن قد تكون بصدد تحييد هذا الملف مؤقتاً، في سياق مفاوضاتها الجارية مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما يعكس بُعداً استراتيجياً أوسع لتحركات الإدارة الأمريكية.
قلق داخلي من انسحاب أمريكا من سوريا
في موازاة ذلك، أبدى قادة جمهوريون بارزون قلقهم من احتمال أن يؤدي انسحاب غير مدروس من سوريا إلى فراغ سياسي يسمح بانفتاح دمشق على كل من روسيا والصين، في وقت يتخذ فيه القادة العسكريون الأمريكيون موقفاً أكثر براغماتية إزاء الوضع الميداني.وفي هذا السياق، ساعدت القيادة العسكرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق، في شهر مارس الماضي، ضمّ قوة كردية مدعومة أمريكياً تحت لواء الحكومة السورية، وهو ما يُعد تحولاً كبيراً في هيكلية النزاع.
شروط أمريكية إضافية على سوريا
وفق التقرير فإن التوجيهات السياسية الصادرة عن البيت الأبيض تتضمن مطالب إضافية مشابهة لما طُرح خلال إدارة بايدن، من بينها التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتأمين اليورانيوم عالي التخصيب، وتعيين منسق لتحديد مصير 14 أمريكياً مفقودين داخل الأراضي السورية.كما تتضمن هذه المطالب إصدار إعلان رسمي من قبل الحكومة السورية الجديدة يدين الجماعات المتطرفة.وتضيف واشنطن شرطاً جديداً يتمثل بمنع الفصائل الفلسطينية المسلحة من العمل على الأراضي السورية، بما في ذلك حظر جمع التبرعات، وطرد أفراد تلك الفصائل من البلاد. ويُذكر أن هذه الفصائل ظلت متمركزة في سوريا لعقود، منذ نزوح الفلسطينيين في عام 1948.
تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا
وفقاً للمصادر ذاتها، فإن التزام الحكومة السورية بتنفيذ جميع المطالب الأمريكية قد يؤدي إلى خطوات مقابلة من قبل واشنطن، منها الاعتراف بوحدة الأراضي السورية، وبدء النظر في استئناف العلاقات الدبلوماسية، وحتى إزالة التصنيفات المتعلقة بالإرهاب عن بعض أعضاء الحكومة الحالية.
انسحاب أمريكي جزئي من شمال شرق سوريا
في تطور متزامن، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين كبار أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل سحب مئات الجنود من شمال شرق سوريا، مع إغلاق ثلاث قواعد عسكرية صغيرة من أصل ثمانٍ، وتخفيض عدد القوات من نحو 2000 إلى 1400 جندي.وبحسب المصدر، فإن القواعد التي سيجري إغلاقها تشمل “M.S.S. Green Village” و”M.S.S. Euphrates”، إلى جانب منشأة ثالثة أصغر. وأوضح المسؤولون أن هذا الانسحاب أتى بعد توصيات ميدانية بدمج القواعد وتقليص حجم القوات، وأنه سيتم تقييم الوضع بعد 60 يوماً لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من عمليات السحب.
دعم مستمر لـ”قسد”
رغم تقليص عدد القوات، أكدت المصادر أن الوجود الأمريكي سيستمر، وإن بأعداد أقل، لتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في جهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى المساعدة في إدارة معسكرات الاعتقال المنتشرة في شمال شرق البلاد.ويُذكر أن “قسد”، التي تسيطر على نحو ربع الأراضي السورية، كانت قد أبرمت اتفاقاً الشهر الماضي مع دمشق لدمج هياكلها الإدارية والعسكرية ضمن مؤسسات الحكومة المركزية، وهو ما قد يفسر جزئياً توجه واشنطن لتقليص وجودها العسكري المباشر.اقرأ أيضا: هل يحمل رسالة من الشرع؟.. أمير قطر يلتقي بوتين في موسكو وسوريا تتصدر المباحثات