ديسمبر القادم.. صعيد مصر يكتفي ذاتيًا من السولار لأول مرة (صور)
يشهد مشروع مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوط التابع لشركة “أنوبك” (أسيوط الوطنية لتصنيع البترول) تقدمًا ملحوظًا مع اقتراب موعد تشغيل وحداته الإنتاجية خلال الربع الأخير من عام 2025، ليصبح بذلك أول مشروع من نوعه يتيح تحقيق الاكتفاء الذاتي من السولار في صعيد مصر للمرة الأولى في تاريخه.
ويُعرف المشروع رسميًا باسم AHC – Assiut Hydrocracking Complex، ويُعد الأكبر من نوعه في جنوب مصر، ويهدف إلى تحويل خام المازوت منخفض القيمة إلى سولار ومنتجات بترولية عالية الجودة باستخدام أحدث تقنيات التكرير العميق. ويأتي المشروع في إطار استراتيجية وزارة البترول لتعظيم القيمة المضافة للمنتجات البترولية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.إعلان
مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوطاستثمار ضخم لتعظيم العائد من المازوت
تبلغ التكلفة الاستثمارية للمجمع نحو 3 مليار دولار، ويعتمد على تكرير نحو 2.5 مليون طن سنويًا من المازوت، وتحويله إلى سولار مطابق لمواصفات “يورو 5”، بالإضافة إلى النافتا والبوتاجاز. ويُعد المشروع نموذجًا لمفهوم “صفر مازوت”، حيث يتم استغلال كامل الخام المنتج من معمل تكرير أسيوط لإنتاج منتجات نظيفة وعالية القيمة.
مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوططاقات إنتاجية كبيرة ووحدات متكاملة
يضم المشروع عددًا من الوحدات الفنية المتكاملة تشمل وحدة التقطير الفراغي، والتكسير الهيدروجيني، والتكويك المتأخر، وإنتاج الهيدروجين، واسترجاع الكبريت، ومعالجة المقطرات.ومن المتوقع أن ينتج المجمع سنويًا:
•2.9 مليون طن من السولار عالي الجودة
•400 ألف طن من النافتا المستخدمة في إنتاج بنزين السيارات
•100 ألف طن من البوتاجاز
•بالإضافة إلى منتجات ثانوية مثل الفحم البترولي (300 ألف طن) والكبريت (66 ألف طن).
مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوطنحو التشغيل التجريبي خلال 2025
بلغت نسبة التنفيذ في المشروع نحو 82% حتى بداية 2025، وفقًا لتقارير رسمية، وتم تركيب معظم المعدات الثقيلة والانتهاء من الأعمال الهندسية. ويُنتظر بدء التشغيل التجريبي لعدد من الوحدات خلال الربع الأخير من العام الجاري (ديسمبر 2025)، تمهيدًا للتشغيل الكامل وبلوغ الطاقة القصوى مطلع 2026.
أعمال إنشاء المجمع الجديد بأسيوطتحالف تنفيذي يضم خبرات مصرية وعالمية
يقود تنفيذ المشروع تحالف يضم شركة Tecnimont الإيطالية كمقاول عام دولي، بالتعاون مع شركتي إنبي وبتروجيت المصريتين، في إطار شراكة فنية تجمع بين الخبرات العالمية والكفاءات الوطنية.اقرأ أيضا.. خلال أيام.. افتتاح أطول ممشى سياحي في الإسكندرية بعمق نصف كيلومتر داخل البحر
مجمع التكسير الهيدروجيني بأسيوطأثر اقتصادي وتنموي واسع
من المتوقع أن يؤدي تشغيل المجمع إلى تغطية كامل احتياجات محافظات الصعيد من السولار محليًا، ما يُقلل الاعتماد على النقل من شمال البلاد، ويوفر ملايين الدولارات من تكاليف الاستيراد. كما يخلق المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويُسهم في تنشيط الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية في أسيوط ومحيطها.ويمثل المشروع خطوة محورية نحو تعزيز أمن الطاقة وتحقيق العدالة المكانية في توزيع الاستثمارات الاستراتيجية، كما يرسّخ دور صعيد مصر في منظومة الطاقة الحديثة، ويفتح المجال أمام تحوّله إلى مركز صناعي بترولي يخدم الاقتصاد الوطني.