روسيا تعلن عن هدنة 30 ساعة مع أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار وهدنة 30 ساعة مع أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح، ليتوقف بذلك جميع العمليات العسكرية في أوكرانيا من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي يوم السبت 19 أبريل حتى منتصف ليل 21 أبريل.يُسلّط هذا الإعلان، الذي نُشر في نيويورك تايمز، الضوء على المخاوف الإنسانية كدافعٍ رئيسي وراء الهدنة المؤقتة، التي تُعدّ بادرة حسن نية بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.إعلان
الاعتبارات الإنسانية وراء الهدنة
أكد بيان الكرملين أن وقف إطلاق النار صُمم “لأغراض إنسانية”، وذكر أن القوات الروسية ستكون مستعدة للرد على أي انتهاكات للهدنة.كما دعا القوات الأوكرانية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن روسيا تتوقع من الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن “يحذو حذونا” في احترام الهدنة. إلا أن كييف لم ترد رسميًا بعد على العرض الروسي، مما يجعل احتمالية الالتزام به غير مؤكدة.يُمثل وقف إطلاق النار أحدث محاولة من جانب روسيا لوقف القتال خلال الأعياد الدينية. وقد قُدّمت مقترحات مماثلة في الماضي، إلا أنها غالبًا ما شابها انعدام الثقة والخلافات السياسية، مما أدى إلى محدودية تنفيذها أو انعدامه.
السياق التاريخي: مقترحات الهدنة السابقة
مفهوم هدنة عيد الفصح ليس جديدًا. ففي أبريل 2022، بعد أشهر قليلة من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، طرحت الأمم المتحدة مقترحًا مشابهًا، يهدف إلى إنشاء ممرات إنسانية والسماح للمدنيين بإخلاء مناطق النزاع بأمان.رغم موافقة أوكرانيا الظاهرة على وقف إطلاق النار، رفضت روسيا الفكرة، مُشيرةً إلى مخاوفها من منح القوات الأوكرانية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة إمدادها.هذه المرة، يأتي هذا المقترح في الوقت الذي تُشير فيه الولايات المتحدة إلى نفاد صبرها المتزايد إزاء الصراع الدائر.أشار مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، مؤخرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتراجع عن دورها في التوسط في محادثات السلام ما لم يُحرز تقدم واضح قريبًا. يُضيف هذا الضغط مزيدًا من التعقيد إلى مقترح الهدنة، إذ لا يزال كلا الجانبين مُتشبثين بمواقفهما.اقرأ أيضا.. خلال أيام.. افتتاح أطول ممشى سياحي في الإسكندرية بعمق نصف كيلومتر داخل البحر
التأثير على الأرض: حالة من عدم اليقين في أوكرانيا
على الرغم من إعلان روسيا، لا يزال الواقع على الأرض في أوكرانيا متوترًا. فقد خلّفت الغارات الروسية المتواصلة على مدن مثل خاركيف وسومي خسائر بشرية في الأيام الأخيرة، حيث تأكدت وفاة شخصين وإصابة أكثر من 100 آخرين.يثير توقيت إعلان الهدنة تساؤلات حول ما إذا كان سيؤدي إلى انخفاض ملموس في العنف أم أنه سيُمثّل وقفة تكتيكية في الأعمال العدائية الجارية.
ماذا بعد؟
مع بدء فترة وقف إطلاق النار، ستتجه جميع الأنظار إلى رد فعل أوكرانيا. سيعتمد نجاح هدنة عيد الفصح هذه إلى حد كبير على قدرة كلا الجانبين على الحفاظ على وقف إطلاق النار، وما إذا كانت المخاوف الإنسانية التي دفعت إلى وقف إطلاق النار ستُترجم إلى تقدم حقيقي في ساحة المعركة. في الوقت الحالي، لا تزال الهدنة بمثابة لحظة أمل قصيرة في صراع متجذر ومستمر.