أولو.. لون جديد اكتشفه العلماء ولم يره أحد من قبل

أولو.. لون جديد اكتشفه العلماء ولم يره أحد من قبل

القاهرة (خاص عن مصر)- يُشير ادعاءٌ رائدٌ لعلماء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إلى لون جديد اكتشفه العلماء وهو لون جديد كلياً، وصفه الباحثون بأنه لونٌ “مُذهل” و”مُشبعٌ بشكلٍ لا يُصدق” من الأزرق المخضر.وفقًا لتقرير التليجراف، يُقال: إن هذا اللون، الذي أطلق عليه الفريق اسم أولو، يُمثل تجربةً بصريةً غير مسبوقة، لا يُمكن إنتاجها إلا باستخدام نبضات ليزر تُحفّز مخاريط M في شبكية العين، وهي عمليةٌ لا يُمكن تحقيقها بالضوء الطبيعي.إعلان

لون أولو .. تجربة غير مرئية

وصف خمسة باحثين شاركوا في التجربة لون أولو بأنه لونٌ أزرق مخضر، مع أنهم أكدوا أن هذا الوصف لا يُعبّر تماماً عن ثراء التجربة. شارك الفريق صورةً لمربعٍ فيروزيٍّ اعتقدوا أنه يُطابق اللون الجديد بشكلٍ وثيق، لكنهم أوضحوا أن الإدراك الحقيقي لأولو لا يُمكن اختباره إلا من خلال التلاعب بالليزر الخاص.وصف رين نغ، مهندس كهربائي مشارك في المشروع، لون “أولو” بأنه “مذهل”، مضيفًا أن اللون كان “مشبعًا بشكل لا يصدق” ومختلفًا عن أي شيء لوحظ سابقًا. وأعرب نغ عن حماسه للنتائج غير المتوقعة، مشيرًا إلى أنه “توقعنا منذ البداية أن يبدو كإشارة لونية غير مسبوقة، لكننا لم نكن نعرف كيف سيتفاعل معها الدماغ”.

نقاش علمي .. هل “أولو” لون جديد اكتشفه العلماء حقًا؟

مع ذلك، أثار هذا الاكتشاف جدلًا بين الخبراء. فقد شكك بعض العلماء، مثل جون باربور، عالم الرؤية في جامعة سيتي، في النتائج، مجادلين بأن “أولو” ليس لونًا جديدًا حقًا.أشار باربور إلى أن التلاعب بالليزر يُنتج “لونًا أخضر أكثر تشبعًا”، والذي لا يمكن إدراكه إلا من قبل الأفراد الذين لديهم آلية لونية طبيعية للأحمر والأخضر، مضيفًا أن هذا العمل “ذو قيمة محدودة”.أكد آخرون، بمن فيهم عالم الرؤية أوستن رووردا، أن تجربة “أولو” لا يمكن نقلها من خلال الوسائل التقليدية مثل المقالات أو الشاشات. أوضح رووردا قائلاً: “لا توجد طريقة لنقل هذا اللون عبر مقال أو شاشة. الفكرة الأساسية هي أن هذا ليس اللون الذي نراه – إنه ببساطة ليس كذلك”.أضاف أن تقنية أولو تتفوق بكثير على التقنيات الحالية، مثل سماعات وشاشات الواقع الافتراضي، قائلاً: “اللون الذي نراه هو نسخة منه، لكنه يتضاءل تمامًا بالمقارنة مع تجربة أولو”.

العلم وراء ابتكار أولو

صُمم لون أولو باستخدام تقنية معالجة بالليزر تُحفز مخاريط M في شبكية العين، والتي عادةً لا تُثار بالضوء الطبيعي. تتضمن هذه العملية إطلاق نبضة ضوئية صغيرة لتنشيط مخروط M، وهي حالة لا يمكن تحقيقها باستخدام مصادر الضوء العادية. والنتيجة هي بقعة لونية في مجال الرؤية أكبر بكثير من إدراك الألوان النموذجي، أي ضعف حجم القمر تقريبًا في السماء.اسم أولو مشتق من الرقم الثنائي “010”، حيث يُمثل مخروط M الرقم “1”، مما يشير إلى أن مخروط M فقط هو الذي يتم تشغيله أثناء التجربة. يُعرف الليزر المستخدم في التجربة باسم “رؤية أوز”، نسبةً إلى مدينة الزمرد في فيلم “ساحر أوز”، في إشارة إلى الطبيعة السحرية الخفية لهذا اللون.

الآثار المحتملة على العلوم والطب

في حين أن اللون الجديد قد لا يكون مرئيًا على الشاشات التقليدية قريبًا، يعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف قد يكون له تطبيقات مهمة في كل من العلوم الأساسية والبحوث الطبية. وأشار نج إلى أن جهاز الليزر، المستخدم في إنتاج “أوز”، يمكن أن يساعد الباحثين على فهم كيفية معالجة الدماغ للإدراكات البصرية، مما قد يؤدي إلى تحقيق اختراقات في مجالات مثل عمى الألوان وأمراض أخرى مرتبطة بالرؤية.هذا البحث، على الرغم من جدله، يفتح آفاقًا جديدة لفهم التجربة البصرية البشرية وكيفية إدراكنا للعالم من حولنا. وسواء كان “أوز” لونًا جديدًا حقًا أو مجرد طريقة جديدة لتحفيز الخلايا المخروطية الموجودة في شبكية العين، فإنه يُسلط الضوء على الإمكانات الهائلة غير المستغلة لعلم الرؤية.

قفزة في الفهم أم ابتكار إدراكي جديد؟

لقد استحوذ ادعاء اكتشاف لون جديد على خيال الكثيرين، ولكنه لا يزال موضوع نقاش نشط في الأوساط العلمية. ومع تقدم التكنولوجيا وتعميق فهمنا للإدراك البصري، من المرجح أن تُشكل التجارب والنقاشات الإضافية النقاش الدائر حول معنى “رؤية” لون لم يُختبر من قبل.