عمالقة صناديق التحوّط يجتمعون في أبوظبي متطلعين إلى ثروات الشرق الأوسط

عمالقة صناديق التحوّط يجتمعون في أبوظبي متطلعين إلى ثروات الشرق الأوسط

القاهرة (خاص عن مصر)- اجتمع كبار مديري صناديق التحوّط، بمن فيهم كين غريفين وبول سينجر، في أبوظبي لحضور فعالية خاصة نظمتها جولدمان ساكس، في ظلّ تزايد حالة عدم اليقين في التجارة العالمية والمخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة.سلّطت الفعالية الضوء على الدور المتنامي للشرق الأوسط كمركز مالي، بما تمتلكه من صناديق ثروات سيادية ضخمة وقوة اقتصادية متنامية تجذب رؤوس الأموال العالمية.إعلان

تجمع للقوى المالية

شكّل هذا الحدث، الذي عُقد في فندق فاخر بأبوظبي، أول قمة “تعريفية برأس المال” لجولدمان ساكس في المنطقة. جمع الحدث ما يقرب من 100 من مديري صناديق التحوّط، وموزعي الأصول، والمتداولين، الذين يتطلعون جميعًا إلى الثروة الهائلة المتراكمة في منطقة الخليج.سلّط الحدث الضوء على بروز أبوظبي كمركز مالي عالمي فعّال، مدعومًا بصندوق ثروتها السيادية البالغ 1.7 تريليون دولار واحتياطياتها النفطية الهائلة.في كلمته، أعرب بول سينجر، مؤسس شركة إليوت لإدارة الاستثمارات، عن مخاوفه بشأن مستقبل الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، متوقعًا أن تتفاقم التوترات الجيوسياسية وتتحول إلى صراع.جاءت تصريحاته في ظل اضطرابات السوق، مدفوعة بسياسات الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي هزت ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.نجحت شركات صناديق التحوط العملاقة، بما في ذلك “غريفينز سيتادل”، في تجاوز بعض هذه التحديات، لكن العديد منها يتطلع الآن إلى الشرق الأوسط بحثًا عن فرص النمو والاستقرار.

التأثير المتتالي للرسوم الجمركية واضطرابات السوق

ناقش كين غريفين، في حوار جانبي مع الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، ديفيد سولومون، الآثار الأوسع للرسوم الجمركية على الأسواق العالمية، لا سيما الاضطرابات التي شهدها سوق سندات الخزانة الأمريكية.كما انتقد غريفين اعتماد أوروبا على الإنفاق الدفاعي الأمريكي، مرددًا ادعاءات ترامب بأن العديد من الدول الأوروبية تستفيد بشكل غير متناسب من الحماية الأمريكية دون مساهمة عادلة.تعكس تعليقاته التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وحلفائها، وهو شعورٌ يُفكّر فيه العديد من المستثمرين عند اتخاذ خطواتهم التالية في السوق.

أبوظبي: مركز العصب المالي الجديد

إنّ الموارد المالية الوفيرة لأبوظبي وسعيها الدؤوب لجذب رؤوس الأموال الدولية يجعلها الوجهة المُفضّلة للشركات العالمية.أصبحت عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ببنيتها التحتية المالية المتينة، موطنًا متزايدًا لشركات مالية وصناديق تحوّط رائدة. وكان خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار، أحد أنشط صناديق الثروة السيادية في العالم، من بين الشخصيات البارزة الحاضرة، مما عزّز أهمية الإمارة المتنامية في القطاع المالي العالمي.كما سلّط الحدث في أبوظبي الضوء على جاذبية المنطقة للمستثمرين العالميين، حيث تسعى صناديق تحوّط مثل فايكينغ جلوبال إنفستورز، وبريفان هوارد، ومارشال وايس، إلى توسيع حضورها في المنطقة.على الرغم من تركيز المؤتمر على الأعمال التجارية، إلا أنه وفّر أيضًا بيئةً اجتماعيةً اختبر فيها الحضور مهاراتهم على أجهزة محاكاة سباقات الفورمولا 1، واستمتعوا بعشاء خاص في متحف اللوفر بأبوظبي، ممزوجًا بين العمل والتفاعل الثقافي.اقرأ أيضا.. الهجوم على زوكربيرج.. هل يسمح ترامب بتفكيك إمبراطورية ميتا؟ 

النفوذ المالي المتنامي للشرق الأوسط

أظهرت القمة كيف تطورت أبوظبي، إلى جانب جارتها دبي، لتصبح مركزًا ماليًا لا يقتصر على احتضان البنوك الدولية ومديري الأصول فحسب، بل يجذب أيضًا شركات الاستثمار البديل.بفضل صناديقها السيادية واستراتيجياتها الاستثمارية الطموحة، تتحول المنطقة بسرعة إلى لاعب رئيسي في القطاع المالي العالمي، مستقطبةً بذلك اهتمام بعضٍ من أكثر المستثمرين نفوذًا في العالم.كما كثّفت جولدمان ساكس جهودها لاستقطاب رؤوس الأموال من الشرق الأوسط، حيث أصبح صندوق الاستثمار العام الإماراتي مؤخرًا مستثمرًا رئيسيًا في قسم إدارة الأصول التابع للشركة، والذي يشرف الآن على أصول تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار.تعكس هذه التطورات اتجاهًا أوسع نطاقًا يُنظر فيه إلى النفوذ المالي للشرق الأوسط كعامل حاسم في تشكيل مستقبل الديناميكيات الاقتصادية العالمية.

فصل جديد لصناديق التحوّط ورأس المال العالمي

بالنسبة لمديري صناديق التحوّط، يتجه مستقبل الاستثمار بشكل متزايد نحو الشرق الأوسط، حيث تبحث شركات مثل سيتاديل وإليوت لإدارة الاستثمارات عن سبلٍ للتغلب على التقلبات المتزايدة في الولايات المتحدة.تُبرز الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج تحولاً في القوة المالية العالمية، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة في ظلّ هذه الظروف غير المستقرة.