مناورات وقصف منشآت مكثف.. هل تستعد إسرائيل لسيناريو غزو إيران؟

أجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورات مكثفة تُحاكي قصف منشآت وكذلك صد هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على قواعده، ردًا على تصاعد التوترات مع إيران ومخاوف من رد انتقامي في أعقاب هجمات إسرائيلية محتملة على منشآت نووية إيرانية.
إسرائيل تتدرب على صد هجمات صاروخية ومسيرات
تأتي هذه التدريبات، التي أوردتها قناة “كان” الإخبارية الإسرائيلية، في أعقاب هجمات صاروخية وطائرات مسيرة إيرانية على إسرائيل في أبريل وأكتوبر العام الماضي، والتي استهدفت منشآت عسكرية إسرائيلية.إعلانوتشير هذه التدريبات إلى استعداد إسرائيل لتصعيد محتمل في منطقة محفوفة بالفعل بتعقيدات جيوسياسية، مدفوعةً ببرنامج إيران النووي المتطور وتغير تحالفاتها.تؤكد هذه المناورات على التوازن الدقيق بين الردع والدبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا كحليف رئيسي لإسرائيل.
مناورات القوات الجوية الإسرائيلية ضد سيناريو هجمات إيران
ركزت مناورات سلاح الجو الإسرائيلي على الدفاع ضد سيناريوهات تُحاكي هجمات إيران السابقة، والتي شملت وابلاً من الصواريخ الباليستية وطائرات مُسيّرة منخفضة التكلفة وبعيدة المدى.ووفقًا لقناة “كان نيوز”، حاكت التدريبات ضربات على قواعد جوية إسرائيلية رئيسية، يُحتمل أن تشمل قاعدتي نيفاتيم ورامون، اللتين تعرضتا للقصف خلال هجمات إيران عام 2024.كان الهدف اختبار قدرة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات على الصمود، وجاهزية هياكلها القيادية في مواجهة هجوم مُستمر.وبينما لا تزال التفاصيل المُحددة حول التدريبات محدودة، فإن تركيز الجيش الإسرائيلي على مواجهة تهديدات الصواريخ والطائرات المُسيّرة يعكس الدروس المُستفادة من عمليات إيران السابقة، والتي كشفت عن نقاط ضعف في الدفاعات الجوية الإقليمية على الرغم من عمليات الاعتراض الناجحة.طائرات إسرائيلية خلال أحد التدريبات العسكرية – أرشيفية
البرنامج النووي الإيراني شارف على الانتهاء
وتُعزى هذه التدريبات إلى تنافس طويل الأمد بين إسرائيل وإيران، والذي تفاقم بسبب طموحات طهران النووية. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد جمعت إيران ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنابل نووية متعددة، على الرغم من أنها تُصر على أن برنامجها مُخصص للأغراض المدنية.
صراع وسباق نووي بين طهران وتل أبيب
إسرائيل، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية غير مُعلنة، تنظر إلى امتلاك إيران للسلاح النووي كتهديد وجودي. وقد دفع هذا الخوف إسرائيل إلى التفكير في توجيه ضربات استباقية إلى المواقع النووية الإيرانية، مثل نطنز وفوردو، المُحصّنة بشدة والمُحاطة بدفاعات جوية متطورة.تشير تقارير من رويترز إلى أن إسرائيل تُفكّر في شنّ هجوم محدود على هذه المنشآت، قد يشمل غارات جوية وعمليات كوماندوز لتأخير التقدم النووي الإيراني لأشهر أو سنوات. ومع ذلك، لم يُؤكّد المسؤولون الإسرائيليون أي قرار نهائي.تُشكّل الهجمات الإيرانية في عام 2024 سياقًا حاسمًا لاستعدادات إسرائيل الحالية. في أبريل، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مُسيّرة وصاروخ على إسرائيل ردًا على مقتل اثنين من كبار الجنرالات الإيرانيين في دمشق، وهي عملية نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل.شكّل هذا الهجوم، على الرغم من اعتراضه إلى حد كبير من قِبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية والقوات المتحالفة معها، تصعيدًا كبيرًا في الأعمال العدائية المباشرة بين إيران وإسرائيل. وفي هجوم ثانٍ في أكتوبر، عقب اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، نشرت إيران صواريخ باليستية تستهدف قواعد جوية إسرائيلية.
الضربات السابقة أبرزت قدرات إيران على تهديد إسرائيل
ورغم أن هذه الضربات كانت أقل فعالية من المقصود، فإنها أبرزت قدرات إيران الصاروخية المتنامية واستعدادها لمواجهة إسرائيل مباشرة.وشمل رد إسرائيل ضربات على مصانع الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية، مما أضعف القدرة العسكرية التقليدية لطهران، لكنه لم يُضعف عزيمتها.
تصعيد ينذر بحرب إقليمية وعواقب لا يمكن التنبؤ بها
ويعد توجيه ضربة إلى منشآت إيرانية، وإن كان ممكنًا، إلا أنه يُنذر بالتصعيد إلى حرب إقليمية، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها على أسواق الطاقة العالمية والأمن.ولا تزال الدبلوماسية، وإن كانت محفوفة بالعقبات، سبيلًا بالغ الأهمية، لكن إصرار إيران على الحفاظ على برامجها الصاروخية والنووية يُعقّد آفاق التوصل إلى اتفاق دائم.وفي حين تُعزز إسرائيل دفاعاتها وتُقيّم خياراتها، يواجه المجتمع الدولي سؤالًا حاسمًا: هل تستطيع الدبلوماسية نزع فتيل المواجهة بين إيران وإسرائيل، أم أن المنطقة تتجه حتمًا نحو الصراع؟ الإجابة ستُشكل ملامح الشرق الأوسط لسنوات قادمة.