جولة شرق أوسطية مرتقبة لترامب تشمل السعودية والإمارات وقطر منتصف مايو المقبل

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بجولة رسمية إلى منطقة الخليج تشمل كلاً من السعودية، الإمارات، وقطر، وذلك خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل، بحسب ما أعلنته السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء.وتعد هذه الزيارة أول جولة خارجية لترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، حيث تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي، وفتح آفاق جديدة للتعاون في ملفات الطاقة والتكنولوجيا والدفاع.إعلان
الاقتصاد في صدارة أهداف زيارة ترامب لدول الخليج
بحسب البيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض، فإن الزيارة تأتي في سياق “جهود متقدمة لجذب استثمارات خليجية ضخمة نحو السوق الأمريكية”، وسط تركيز خاص على مشاريع التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة وأشباه الموصلات.وأكدت كارولين ليفيت أن “الرئيس ترامب يعتبر منطقة الخليج شريكاً استراتيجياً أساسياً في إعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي وتعزيز تنافسيته عالمياً”.
استثمارات سعودية ضخمة تلوح في الأفق
وتكتسب زيارة السعودية أهمية خاصة، نظرًا للرمزية السياسية والاقتصادية التي تحملها، حيث كانت الرياض أول محطة خارجية للرئيس ترامب خلال ولايته الأولى في عام 2017.ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في ظل إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن خطة لضخ استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.وتتوزع هذه الاستثمارات على قطاعات عدة تشمل التكنولوجيا النظيفة، النقل الذكي، الطاقة، والصناعات العسكرية، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في العلاقة الاقتصادية بين البلدين.
الإمارات: استثمارات بمليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي
أما الإمارات، فقد أكدت من جهتها، في مارس الماضي، نيتها استثمار ما يصل إلى 1.4 تريليون دولار في مشاريع طويلة الأمد في الولايات المتحدة خلال عشر سنوات، تشمل الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الصناعات التحويلية، وإنتاج الغاز الطبيعي.وجاء هذا الإعلان بعد زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى واشنطن، حيث ناقش مع ترامب سبل تعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية تقاربًا لافتًا.
قطر على جدول زيارة ترامب
الرئيس الأمريكي لم يخفِ اهتمامه بزيارة قطر خلال جولته المقبلة، حيث قال في منشور عبر منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”: “من المحتمل أن نتوقف في الإمارات وقطر”.وسبق أن أشار إلى أن “قطر دولة مهمة في المنطقة، وتلعب دورًا مركزيًا في الوساطة الإقليمية والطاقة”.ويرى مراقبون أن زيارة ترامب إلى الدوحة ستتناول ملفات استراتيجية من بينها الغاز الطبيعي، التعاون الدفاعي، والاستثمارات القطرية في البنية التحتية الأمريكية.
ترامب لن يزور إسرائيل… حتى الآن
البيان الرسمي للبيت الأبيض لم يتضمن أي إشارة إلى زيارة محتملة لإسرائيل، وهو ما فُسر على أنه مؤشر على أن جولة ترامب تركز حاليًا على دول الخليج، رغم ترك الباب مفتوحًا أمام إضافة محطات جديدة في اللحظة الأخيرة.وفي هذا السياق، قال ترامب: “قد نزور دولتين أخريين، لم نقرر بعد. كل شيء وارد”.
خلفية نووية: إيران في صلب الاهتمام الأمريكي
الزيارة تأتي في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى إعادة فتح قنوات الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي، رغم التصريحات المتباينة خلال الأشهر الماضية.وأكد البيت الأبيض أن هدف واشنطن الأساسي هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، دون استبعاد خيار استخدام القوة العسكرية إذا اقتضى الأمر.وتعززت أهمية هذه الرسالة بعد اللقاء المفاجئ بين وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران الأسبوع الماضي، ما يُعد مؤشراً على بدء صفحة جديدة في العلاقات الخليجية-الإيرانية.
ترامب وميلانيا إلى روما أولاً
وقبل توجهه إلى الخليج، من المقرر أن يزور ترامب وزوجته ميلانيا العاصمة الإيطالية روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، الذي توفي أمس الإثنين، عن عمر 88 عامًا.وتُعد هذه الزيارة إلى الفاتيكان أول محطة خارجية للرئيس منذ تنصيبه، قبل أن يتوجه لاحقًا إلى الخليج في جولة قد تحمل دلالات سياسية واقتصادية واسعة.
جهود خليجية لتفادي التصعيد مع إيران واحتواء الأزمة الأوكرانية
تتزامن زيارة ترامب مع جهود إقليمية حثيثة تبذلها دول الخليج لتفادي تصعيد مباشر مع إيران، وتهدئة التوترات في المنطقة.وتشير لقاءات المسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الخليجيين إلى تحول في النهج الدبلوماسي، قائم على الحذر والانفتاح الجزئي، بما يتناغم مع الرؤية الأمريكية الرامية لضمان الاستقرار في المنطقة دون انخراط مباشر في نزاعات عسكرية مكلفة.وفي سياق آخر، تلعب السعودية دورًا محوريًا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، إذ استضافت مؤخرًا جولة جديدة من المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.ومن المرجح أن تُطرح هذه الملفات على طاولة الحوار بين ترامب وولي العهد السعودي خلال الزيارة.