تسلا تتراجع في أوروبا.. مبيعات السيارات الكهربائية تهبط 45%

تسلا تتراجع في أوروبا.. مبيعات السيارات الكهربائية تهبط 45%

أظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبيين ACEA ، الصادرة صباح اليوم الخميس، تراجعًا ملحوظًا في أداء شركة تسلا الأمريكية داخل الأسواق الأوروبية خلال الربع الأول من عام 2025، حيث انخفض عدد السيارات الكهربائية الجديدة التي تم تسجيلها من إنتاج الشركة بنسبة 45% على أساس سنوي.
هذا التراجع الحاد يسلط الضوء على الضغوط المتزايدة التي تواجهها الشركة المملوكة لرائد الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك، وسط تصاعد المنافسة من الشركات الأوروبية التقليدية، والتحول في تفضيلات المستهلكين.إعلان

تسلا تعاني من تراجع الأداء رغم تحسن طفيف عن الأشهر السابقة

ورغم أن نسبة الانخفاض الإجمالية خلال الربع الأول بلغت 45%، إلا أن ذلك يُمثل تحسنًا طفيفًا مقارنةً بالشهرين الأولين من العام، اللذين شهدا انخفاضًا بنسبة 49% في مبيعات تسلا داخل دول الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، فإن هذه الأرقام لا تزال تُعد مثيرة للقلق بالنسبة لمستقبل العلامة التجارية داخل الأسواق الأوروبية، التي تُعد واحدة من أبرز وأكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم.

تسلا

المنافسة الأوروبية تستعيد قوتها وسط نموًا ملحوظًا

في المقابل، أظهرت بيانات ACEA أداءً مستقرًا وإيجابيًا لبعض الشركات الأوروبية الرائدة في قطاع السيارات، حيث سجلت مجموعة فولكس فاجن الألمانية، وهي أكبر مُصنّع للسيارات في أوروبا، زيادة في المبيعات بنسبة 5% سنويًا داخل الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول من 2025.
شهدت بي إم دبليو، العلامة الفاخرة الأخرى، نموًا طفيفًا بنسبة 0.4% في نفس الفترة، في المقابل، تراجعت مبيعات مرسيدس بنز بنسبة 6.2% خلال الفترة ذاتها، ما يشير إلى أن التحديات لا تقتصر فقط على تسلا، ولكن أيضًا تمتد لبعض العلامات الألمانية العريقة.

انخفاض إجمالي في سوق السيارات الأوروبية

تأتي هذه الأرقام ضمن سياق أوسع يشهد تراجعًا عامًا في مبيعات السيارات الجديدة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 1.9% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
ورغم هذا التراجع، إلا أن البيانات تُظهر نموًا ملحوظًا في مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل BEV بنسبة 23.9%، مما رفع حصتها السوقية إلى 15.2% من إجمالي مبيعات السيارات داخل الاتحاد الأوروبي.

السيارات الكهربائية تواصل التوسع رغم التحديات

يكشف النمو في مبيعات السيارات الكهربائية عن التحول المستمر في اتجاهات السوق الأوروبية نحو الطاقة النظيفة، مدعومًا بالتشريعات البيئية المشددة، وحوافز الشراء الحكومية في عدد من الدول الأعضاء، وتزايد الوعي البيئي لدى المستهلكين.
لكن الغياب النسبي لأداء تسلا في هذا النمو اللافت يُثير التساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على ريادتها في سوق لطالما كانت إحدى ركائز توسعها العالمي.

لماذا تتراجع تسلا في أوروبا؟

يمكن تفسير التراجع في أداء تسلا بعدة عوامل مترابطة، من أبرزها:

زيادة حدة المنافسة من العلامات الأوروبية والمحلية التي توسّعت في تقديم نماذج كهربائية بأسعار متنوعة وخدمات ما بعد البيع قوية.
تأخر في تحديث بعض الموديلات أو طرح طرازات جديدة تلائم الذوق الأوروبي.
تقلبات في الأسعار ومراجعات متكررة لتسعير سيارات تسلا في أوروبا، ما قد أثر سلبًا على ثقة المستهلك.
مشكلات في سلاسل الإمداد والتوزيع، والتي تسببت في تأخيرات في تسليم المركبات في بعض الأسواق.

فولكس فاجن تستفيد من الاستقرار والجودة الألمانية

تُعد فولكس فاجن المستفيد الأكبر من ضعف أداء تسلا في أوروبا، بفضل محفظتها الواسعة من السيارات الكهربائية المتنوعة، التي تجمع بين الأسعار المعقولة والتكنولوجيا الحديثة.
ومع تركيز الشركة على التحول الكامل نحو المركبات الكهربائية ضمن خطتها الاستراتيجية “ACCELERATE”، استطاعت تحقيق نمو قوي، خاصة في الأسواق الغربية مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا.

مستقبل تسلا في أوروبا هل يتطلب إعادة تمركز استراتيجي؟

الهبوط الحاد في مبيعات تسلا قد يدفع الشركة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في السوق الأوروبية، سواء من ناحية التسعير، أو توطين الإنتاج داخل القارة رغم افتتاح مصنع Giga Berlin سابقًا، أو تقديم موديلات مخصصة لتفضيلات المستخدم الأوروبي.
ومع اشتداد المنافسة، يبدو أن المرحلة المقبلة تتطلب تحركات سريعة من الشركة لاستعادة ثقة المستهلكين وتثبيت موطئ قدمها في القارة العجوز.
رغم التحديات التي تواجهها تسلا، فإن السوق الأوروبية للسيارات الكهربائية يُظهر مؤشرات قوية على النمو المستدام، مدفوعًا بالتشريعات البيئية والاستثمارات الحكومية.
ولكن من الواضح أن الريادة في هذا القطاع لن تكون مضمونة لأي شركة، دون الابتكار المستمر، والقدرة على التكيف مع متطلبات المستهلك.
وفي ظل هذه المعطيات، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إعادة رسم لخريطة المنافسة في سوق السيارات الكهربائية الأوروبية، حيث تسعى الشركات لتأمين حصتها من سوق سريع التغير، وذي توجه مستقبلي واعد.