اغتيال جنرال روسي رفيع المستوى في انفجار سيارة مفخخة بموسكو

اغتيال جنرال روسي رفيع المستوى في انفجار سيارة مفخخة بموسكو

القاهرة (خاص عن مصر)- شهدت موسكو يوم الجمعة حدثًا خطيرًا، حيث قُتل الفريق ياروسلاف موسكاليك، وهو ضابط عسكري روسي رفيع المستوى، في انفجار سيارة مفخخة.
وفقا للجارديان، وقع الهجوم بالتزامن مع اجتماع هام بين فلاديمير بوتين ومبعوث دونالد ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، مما أثار تساؤلات حول توقيت وتداعيات محادثات السلام الجارية.إعلان

الهجوم وسياقه

قُتل الفريق موسكاليك، الذي شغل منصب نائب رئيس مديرية العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية، في انفجار بدا مشابهًا لهجمات سابقة أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عنها.
وقع الانفجار في بلدة بالاشيخا قرب موسكو، نتيجة عبوة ناسفة بدائية الصنع تم تفجيرها عن بُعد ومليئة بالشظايا، وبينما كان موسكاليك يمر بسيارة متوقفة، انفجرت القنبلة، مما أدى إلى مقتله على الفور.
يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث استهدفت أوكرانيا العديد من المسؤولين العسكريين الروس والشخصيات التي اعتُبرت مسؤولة عن جرائم حرب.
يعكس مقتل موسكاليك اغتيالات سابقة، مثل مقتل داريا دوجينا، ابنة أحد منظري القومية المتطرفة الروسية، عام 2023، والاغتيال المستهدف للفريق إيغور كيريلوف في ديسمبر 2024.
تشير هذه الحوادث إلى استمرار الجهود الأوكرانية لتفكيك شخصيات رئيسية داخل الجيش والحكومة الروسية، على الرغم من أن كييف لم تُعلق بعد على الانفجار.

التوترات الدبلوماسية

يُلقي انفجار السيارة المفخخة بظلاله على اجتماع بوتين ومبعوث ترامب، ويتكوف، الذي كان مُعدًّا بالفعل على خلفية مفاوضات جيوسياسية مهمة.
تُعدّ زيارة ويتكوف إلى روسيا، التي تُمثّل رحلته الرابعة في الأشهر الأخيرة، جزءًا من جهود أمريكية أوسع نطاقًا للتوسط في اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، حيث يُزعم ترامب أن تحقيق اختراق في متناول اليد.
ترامب، الذي أشار مرارًا وتكرارًا إلى أن “شبه جزيرة القرم ستبقى مع روسيا”، ضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية.
مع ذلك، فإن الاغتيال الروسي، الذي يُرجح أن تكون خلايا المقاومة الأوكرانية وراءه، يُعقّد المشهد الدبلوماسي، وقد يُفاقم العلاقات بين القوتين العظميين. تواجه الإدارة الأمريكية، الحريصة على إظهار التقدم قبل مرور مئة يوم على تولي ترامب منصبه، مهمةً دقيقةً تتمثل في إدارة التداعيات الدبلوماسية وتصاعد العنف في أوكرانيا.
اقرأ أيضا.. القاهرة تستبدل أكبر مقلب قمامة في تاريخها بأشجار الكابوك والفرشة الحمراء

خسارة عسكرية

كان موسكاليك، البالغ من العمر 59 عامًا، ضابطًا روسيًا مخضرمًا ذا نفوذ متزايد داخل الجيش. على مر السنين، شارك في العديد من الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى، بما في ذلك محادثات مع أوكرانيا ومسؤولين غربيين في عامي 2015 و2019، بالإضافة إلى رحلة إلى سوريا عام 2018 للقاء نظام الأسد.
وفقًا لمصادر مطلعة مقربة من وزارة الدفاع الروسية، كان موسكاليك يُعتبر نجمًا صاعدًا، مع تكهنات بأنه كان من الممكن تعيينه رئيسًا لمركز إدارة الدفاع الوطني الروسي نظرًا لنهجه المنهجي وبصيرته الاستراتيجية.
أشار المدون العسكري الروسي ميخائيل زفينتشوك إلى أن غياب موسكاليك سيؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الدفاع الروسية، لا سيما فيما يتعلق بإعادة توزيع الكوادر.
يؤكد مقتل الجنرال هشاشة كبار المسؤولين، حتى في المناطق الآمنة مثل موسكو، أمام تزايد تكتيكات الاغتيالات الموجهة التي تستخدمها أوكرانيا.

التداعيات والتكهنات

لا شك أن توقيت الاغتيال وارتباطه المحتمل بخلايا المقاومة الأوكرانية سيؤثران على محادثات السلام الأمريكية الروسية الجارية.
مع وجود ويتكوف على طاولة المفاوضات، قد يصبح الهجوم نقطة خلاف، لا سيما مع سعي إدارة ترامب إلى ترسيخ مكانتها كوسيط رئيسي في الصراع الدائر. يُضاف هذا الاغتيال إلى سلسلة من النجاحات العسكرية الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، ويعكس استراتيجية أوسع نطاقًا تسعى إلى زعزعة استقرار القيادة الروسية.
مع استمرار التحقيق في مقتل موسكاليك، فتحت السلطات الروسية قضية جنائية وتعهدت بمحاسبة المسؤولين. في الوقت الحالي، لا يزال التفجير حدثًا مهمًا في سياق المشهد العسكري والدبلوماسي الروسي، وله تداعيات بعيدة المدى على كل من موسكو وواشنطن.