الأمير الوليد بن طلال يعود بقوة للساحة العالمية بمليارات تراهن على نفوذ ماسك

القاهرة (خاص عن مصر)- يعود الأمير الوليد بن طلال، المستثمر السعودي الملياردير، بقوة إلى الساحة العالمية، مُسجلاً عودةً قويةً بمشاريع جديدة وحضورٍ جريء.
يُعرف الوليد بشركته “المملكة القابضة” واستثماراته الدولية الضخمة، وقد عززت عدة عوامل عودته، منها عودة شريكه القديم، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، وحصته المتنامية في مشاريع إيلون ماسك.إعلان
من الاحتجاز إلى النهوض
بدأت رحلة سقوط الوليد من عليائه عام 2017، عندما احتُجز في إطار حملة قمعٍ واسعة النطاق شنّها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على النخبة في المملكة العربية السعودية.
أدى احتجازه في فندق ريتز كارلتون، الذي كان يهدف إلى تعزيز سلطته، إلى إبعاده عن الأضواء لعدة سنوات، ومع ذلك، يبدو أن عواقب تلك الفضيحة قد عززت عزيمته وتركيزه على إعادة بناء إمبراطوريته.
تُقدر قيمة إمبراطورية الأمير بحوالي 17.8 مليار دولار، لكن استثماره في مشاريع ماسك هو ما أعاده إلى دائرة الضوء، في عام 2022، كان الوليد جزءًا من مجموعة ساعدت ماسك في شراء تويتر (المعروفة الآن باسم X)، وبصفته ثاني أكبر مساهم في تكتل X-xAI الجديد، فقد وضع الوليد الآن في مكانة تُقدر بحصة شخصية قدرها 1.45 مليار دولار.
رهان الوليد الاستراتيجي على إيلون ماسك
يشير رهان الوليد على مجموعة ماسك X-xAI إلى ثقته في قدرة أغنى رجل في العالم على التأثير في ديناميكيات القوة العالمية، ماسك، الذي عزز مكانته كرجل أعمال ذي نفوذ كبير في كل من واشنطن ووادي السيليكون، يحظى الآن بإشادة الوليد بن طلال كشخصية ذات نفوذ سياسي، وربما أكثر نفوذاً من نائب الرئيس الأمريكي.
ويستند دعم الأمير لماسك إلى اعتقاده بأن شركة “إكس”، بقيادة ماسك، لا تحظى بالتقدير الكافي من حيث قيمتها المحتملة، لا سيما بالنظر إلى مستويات النفوذ الجديدة التي يتمتع بها ماسك.
ويتماشى تعاون الوليد مع ماسك، الذي ساعده في شراء تويتر عام 2022، مع جهوده الأوسع نطاقاً لإعادة ترسيخ مكانته كلاعب رئيسي في المشهد الاقتصادي السعودي والتمويل الدولي.
اقرأ أيضا.. القاهرة تستبدل أكبر مقلب قمامة في تاريخها بأشجار الكابوك والفرشة الحمراء
رؤية 2030 ودور الوليد المتطور
منذ الدفعة الهائلة التي بذلتها الحكومة السعودية في إطار رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، ظل الوليد بن طلال شخصية بارزة، وإن كان ذلك بنهج أكثر حذراً.
تشمل محفظته الاستثمارية استثمارات في شركات كبرى مثل سيتي جروب، ونيوز كورب، ووالت ديزني، بالإضافة إلى اهتماماته بمشاريع سعودية عملاقة مثل برج جدة ومشروع فور سيزونز الجديد على البحر الأحمر.
على الرغم من الاضطرابات السياسية التي أحدثها صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة، لا يزال الوليد يتمتع بنفوذ كبير في التنمية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية. وترتبط مشاريعه بشكل متزايد بطموحات الحكومة الأوسع، لا سيما في مجالات السياحة والعقارات والترفيه.
كما وجد الوليد مكانه في قطاع السياحة المتنامي، حيث من المتوقع أن تطلق شركة طيران ناس، وهي شركة طيران اقتصادية تابعة له، طرحًا لأسهمها في الأشهر المقبلة، مما يعزز تأثيره في التحول الاقتصادي لرؤية 2030.
العلامة التجارية الشخصية للوليد: تحول في التركيز
من التغييرات الملحوظة في شخصية الوليد نهجه الأكثر هدوءًا في التعامل مع صورته العامة. فبعد أن اشتهر بتفاخره بأسلوب حياته الباذخ وثروته، يبدو الوليد الآن أقل اهتمامًا بالحفاظ على سمعته المبهرة.
ثروته الصافية، التي كانت تُصنّف سابقًا ضمن أغنى 15 شخصًا في العالم، أصبحت الآن بعيدة كل البعد عن ثروة أمثال ماسك أو جيف بيزوس. ومع ذلك، لا يزال الوليد بن طلال براجماتيًا، مُقرًا بأنه على الرغم من أنه قد لا يصل أبدًا إلى المستويات المالية التي حققها بيزوس أو ماسك، إلا أنه لا يزال يتوقع الحصول على “نصيبه العادل”.
يعكس هذا التحول في التركيز نهجًا أكثر تحفظًا في أعقاب احتجازه في فندق ريتز كارلتون وتطور المشهد الاقتصادي السعودي.
تعكس تعليقات الوليد الأخيرة وتبنيه لقيم ماسك المحافظة – مثل معارضته لسياسات “الوعي” ودعمه للقيم التقليدية – نهجه المتغير في السياسة العالمية ورغبته في الحفاظ على نفوذه في عالم سريع التغير.
لاعب عالمي مجددًا
تشير عودة الوليد إلى الصدارة إلى استمرار قدرته على المناورة عبر ممرات القوة السعودية والدولية، مع تركيز شديد على ضمان مستقبل استثماراته.
ضمنت علاقاته المتنامية مع مشاريع إيلون ماسك، إلى جانب دوره المستمر في تشكيل المستقبل الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، أن يظل الوليد شخصية مهمة في عالم المال والسياسة.
مع استمرار تطور الشرق الأوسط كمركز مالي عالمي رئيسي في ظل رؤية محمد بن سلمان 2030، فإن استثمارات الوليد الاستراتيجية وعلاقاته السياسية القوية تُمكّنه من لعب دور محوري في رسم مستقبل المنطقة.
إن استعداده لتبني تقنيات جديدة، مثل مشاريع ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على نفوذه داخل المملكة العربية السعودية، يُشير إلى أن الوليد لا يعود إلى الساحة فحسب، بل يُهيئ نفسه أيضًا لخطوته الكبرى القادمة.