مكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقل قاضية من ويسكونسن بتهمة عرقلة إجراءات الهجرة

القاهرة (خاص عن مصر)- ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على هانا دوغان، قاضية من ويسكونسن مقاطعة ميلووكي، بتهمة عرقلة عمل موظفي الهجرة الفيدراليين الذين كانوا يحاولون اعتقال مهاجر غير موثق في قاعة المحكمة.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، أثار هذا الاعتقال مخاوف كبيرة بشأن التوترات المتزايدة بين السلطات المحلية والفيدرالية، لا سيما في سياق سياسات إدارة ترامب الصارمة في إنفاذ قوانين الهجرة.إعلان
قاضية من ويسكونسن
وفقًا للشكوى الجنائية التي رفعها مكتب التحقيقات الفيدرالي، واجهت القاضية دوغان مجموعة من موظفي الهجرة الفيدراليين، وإدارة مكافحة المخدرات، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الذين كانوا في قاعة المحكمة لاعتقال إدواردو فلوريس-رويز، وهو مواطن مكسيكي كان حاضرًا في قاعة محكمة دوغان بتهمة ارتكاب جنح.
عندما حاول الموظفون اعتقال فلوريس-رويز، زُعم أن القاضية دوغان وجهتهم للتحدث مع رئيس المحكمة. ثم رافقت فلوريس-رويز ومحاميه إلى خارج قاعة المحكمة عبر منطقة غير عامة لتجنب رجال الشرطة، مما أعاق جهودهم.
يتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي دوغان بعرقلة إجراءات وكالة اتحادية وإخفاء شخص لمنع اعتقالهما. بعد مثولها أمام محكمة اتحادية لفترة وجيزة، أُطلق سراح القاضية دوغان بتعهدها الشخصي.
النقاش الأوسع حول سياسات “الملاذ الآمن”
يُعدّ هذا الاعتقال جزءًا من الصدام المستمر بين إدارة ترامب والسلطات المحلية بشأن سياسات “مدينة الملاذ الآمن”. لطالما طالبت الإدارة مسؤولي إنفاذ القانون المحليين بمساعدة عملاء الهجرة الفيدراليين في ترحيل المهاجرين غير المسجلين، مستخدمةً التهديد بالتحقيق أو الملاحقة القضائية للضغط عليهم للتعاون.
تُبرز هذه القضية، التي تنطوي على تدخل مباشر من القاضي في إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية، الطبيعة الخلافية لهذه السياسات.
لا يُعدّ الوضع في ميلووكي الأول من نوعه. فقد وقعت حوادث مماثلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث غالبًا ما يقاوم المسؤولون المحليون إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية.
يجادل النقاد بأن إنفاذ قوانين الهجرة في المواقع الحساسة، مثل المحاكم، قد يثني الأفراد عن التعامل مع النظام القانوني، وخاصةً أولئك الذين لديهم قضايا قانونية بسيطة نسبيًا.
اقرأ أيضا.. اغتيال جنرال روسي رفيع المستوى في انفجار سيارة مفخخة بموسكو
السوابق وردود الفعل السابقة
في إدارة ترامب الأولى، وُجهت اتهامات إلى قاضٍ من ماساتشوستس بزعم مساعدته مهاجرًا على تجنب الاعتقال بالسماح له بمغادرة المحكمة عبر باب خلفي. ومع ذلك، أُسقطت هذه التهم في النهاية بعد أن وافقت القاضية على إحالة نفسها إلى إجراءات تأديبية قضائية محتملة.
يُسلط هذا الاعتقال الأخير في ميلووكي الضوء على تزايد المخاطر في المعركة بين السلطات الفيدرالية والمسؤولين المحليين.
أعربت الجمعية الوطنية لمحامي الدفاع الجنائي عن قلقها إزاء الاعتقال، مؤكدةً على أهمية استقلال القضاء في النظام الديمقراطي. وحذر كريستوفر أ. ويلبورن، رئيس الجمعية، من الإجراءات التي قد تقوض دور القضاء واستقلاله.
التداعيات المحتملة
يُمثل اعتقال القاضي دوغان تصعيدًا كبيرًا في التوتر المستمر بشأن إنفاذ قوانين الهجرة. ويُسلط الضوء على نهج إدارة ترامب العدواني تجاه الهجرة واستعدادها لمواجهة المسؤولين المحليين الذين لا يمتثلون للمطالب الفيدرالية.
مع تزايد معارضة السلطات المحلية لهذه التوجيهات، من المرجح أن تظل هذه القضية محورًا رئيسيًا في النقاش الدائر حول حدود السلطة الفيدرالية والسيادة المحلية.