ضمن صفقة الـ100 مليار دولار.. هل تحصل السعودية على المقاتلة F-35 وتكسر احتكار إسرائيل؟

مع استعداد الولايات المتحدة لزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في مايو 2025، طفت على السطح نقاشات حول صفقة أسلحة محتملة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، مع تركيز الاهتمام على طائرة لوكهيد مارتن المقاتلة F-35.
لماذا تريد السعودية الحصول على المقاتلة الشبحية F-35 ؟
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، سيعزز امتلاك طائرة F-35 بشكل كبير قوتها الجوية، التي تعتمد حاليًا على منصات قديمة مثل F-15 Eagle و Eurofighter Typhoon.إعلان
لا تكمن جاذبية طائرة F-35 بالنسبة للمملكة العربية السعودية في تفوقها التكنولوجي فحسب، بل في تداعياتها الاستراتيجية أيضًا، حيث تواجه المملكة بيئة أمنية معقدة، في ظل التوترات المستمرة مع إيران، وهجمات الحوثيين من اليمن، وضرورة الحفاظ على نفوذها الإقليمي.
هل تتساوى السعودية مع إسرائيل؟
ولطالما أعربت المملكة عن اهتمامها باقتناء هذه الطائرات الشبحية المتطورة، ولكن هل تحصل عليها فعلاً وتحقق نوعاً من التوازن مع الجيش الإسرائيلي؟
الطريق للحصول على طائرة F-35 محفوف بالعقبات، ويرجع ذلك أساسًا إلى التزامات السياسة الأمريكية تجاه التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
فبموجب القانون الأمريكي، يجب أن تضمن مبيعات الأسلحة لدول الشرق الأوسط حفاظ إسرائيل على تفوق تكنولوجي وعملياتي على جيرانها.
وقد شغّلت إسرائيل طائرات F-35 منذ عام 2016، ولديها الآن أسراب متعددة في الخدمة، مما يجعلها الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك هذه الطائرة، ويعزز هذا الحصرية التفوق الجوي لإسرائيل، وهو حجر الزاوية في استراتيجيتها الدفاعية.
وتعد أي خطوة لبيع طائرات إف-35 إلى المملكة العربية السعودية تتطلب دراسة متأنية من قبل الكونغرس الأمريكي، الذي دأب على التدقيق في صفقات الأسلحة مع الدول العربية لضمان الامتثال لمتطلبات التفوق العسكري النوعي.
حزمة أسلحة بأكثر من 100 مليار دولار
تُبرز حزمة الأسلحة الأوسع نطاقًا قيد المناقشة، والتي تُقدّر قيمتها بأكثر من 100 مليار دولار، حجم التعاون العسكري الأمريكي السعودي.
وأفادت رويترز أن الحزمة قد تشمل مجموعة من الأنظمة، مثل طائرات النقل C-130، والصواريخ، وأنظمة الرادار، مع احتمال مشاركة شركات دفاعية مثل لوكهيد مارتن، وبوينغ، وجنرال أتوميكس.
ويُسلّط إدراج طائرات MQ-9B SeaGuardian المسيّرة من جنرال أتوميكس، والتي أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامها بها في وقت مبكر من عام 2018، الضوء على سعي المملكة لتنويع ترسانتها.
وتستند هذه الحزمة إلى تاريخ طويل من مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، والتي شملت صفقات مقترحة بقيمة 110 مليارات دولار خلال ولاية ترامب الأولى عام 2017، على الرغم من أنه لم يتم الانتهاء من سوى 14.5 مليار دولار بحلول عام 2018 بسبب معارضة الكونجرس في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
الإمارات رغم التطبيع لم تحصل على المقاتلة F-35
ظهرت حساسية هذه القضية جلية في عام 2021 عندما أبرمت الإمارات العربية المتحدة صفقة بقيمة 23 مليار دولار لشراء 50 طائرة إف-35، ولكن فقط بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال اتفاقيات إبراهيم، مما عالج المخاوف بشأن التوازن الإقليمي.
ولكن رغم توقيع اتفاقيات إبراهيم إلا أنها لم تحصل على المقاتلة F-35 حتى الآن، وذلك ضماناً لتفوق إسرائيل النوعي في منطقة الشرق الأوسط.
وتواجه المملكة العربية السعودية، التي لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل بعد، شروطًا أعلى، حيث قد يُنظر إلى مثل هذه الصفقة على أنها تقوض الموقف الاستراتيجي لإسرائيل.
المقاتلة F-35 تتفوق على معظم الأسطول الجوي في الشرق الأوسط
بالمقارنة مع المنافسين الإقليميين، تتفوق طائرة F-35 على معظم الطائرات في الشرق الأوسط، بما في ذلك أسطول إيران القديم من طائرات F-14 Tomcats و MiG-29، والتي تفتقر إلى إلكترونيات الطيران الحديثة وميزات التخفي.
حتى عند مقارنتها بطائرة Su-57 الروسية أو J-20 الصينية، فإن أنظمة F-35 المتكاملة وبرمجياتها المجربة في المعارك تمنحها ميزة في الحرب الشبكية.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، سترمز هذه الطائرة ليس فقط إلى البراعة العسكرية، ولكن أيضًا إلى شراكة استراتيجية متعمقة مع الولايات المتحدة.
المملكة قد تحصل عليها ولكن مع تقييد قاسٍ لضمان تفوق إسرائيل
تاريخيًا، كان سعي المملكة العربية السعودية للحصول على أسلحة أمريكية متطورة بمثابة توازن بين الطموح وضبط النفس، في ثمانينيات القرن الماضي، سعت المملكة إلى الحصول على مقاتلات إف-15، لكنها واجهت مقاومة من الكونجرس بسبب مخاوف بشأن أمن إسرائيل.
وجاءت الموافقة النهائية مع قيود على قدرات الطائرة، وهي سابقة قد تنطبق على طائرة إف-35.

مواصفات قياسية لأفضل طائرة مقاتلة
تُمثل طائرة إف-35 لايتنينج 2، التي طورتها شركة لوكهيد مارتن، قمة تكنولوجيا الطيران الحديثة. هي عائلة من المقاتلات أحادية المقعد أحادية المحرك متعددة المهام، مصممة لجميع الأحوال الجوية، لأداء مهام الهجوم الأرضي والتفوق الجوي.
تتميز الطائرة بقدرتها على التخفي، بفضل مزيج من المواد الماصة للرادار، والتشكيل المتطور، والتدابير الإلكترونية المضادة التي تجعلها شبه خفية عن أنظمة رادار العدو.
الطائرة مجهزة برادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط، الذي يوفر وعيًا ظرفيًا لا مثيل له، مما يسمح للطيارين باكتشاف الأهداف والاشتباك معها على مسافات بعيدة.
تدمج تقنية دمج أجهزة الاستشعار البيانات من مصادر متعددة، مما يوفر للطيار صورة شاملة لساحة المعركة.
يمكن لطائرة F-35 حمل حمولات متنوعة، بما في ذلك صواريخ جو-جو مثل AIM-120 AMRAAM، وذخائر جو-أرض مثل ذخيرة الهجوم المباشر المشترك.
وبسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ ونصف قطر قتالي يتجاوز 600 ميل، تُعد الطائرة منصة متعددة الاستخدامات قادرة على العمل في بيئات متنازع عليها.
لا يزال احتمال حصول المملكة العربية السعودية على طائرة إف-35 هدفًا بعيدًا، تُخيم عليه التحديات الجيوسياسية والسياسية والتقنية.
إن قدرات الطائرة التي لا مثيل لها تجعلها جائزةً تستحق السعي وراءها، لكن قيود السياسة الأمريكية والديناميكيات الإقليمية تشير إلى أن أي صفقةٍ لا تزال على بُعد سنوات، إن وُجدت أصلاً.
ومع استمرار المملكة العربية السعودية في تحديث جيشها، يبقى السؤال قائماً: هل ستضمن المملكة الحصول على طائرة إف-35، أم ستلجأ إلى شركاء آخرين لتحقيق طموحاتها؟ ستُشكل الإجابة مستقبل المنطقة لعقود قادمة.
اقرأ أيضاً: نسور مصر في السماء.. مقاتلات تمتلكها القاهرة وتخشاها إسرائيل