بعد رفع علم الثورة.. رسائل قوية لوزير خارجية سوريا في أول ظهور بالأمم المتحدة

في مشهد وصفه مراقبون بـ”التاريخي”، شهدت الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة 25 أبريل، أول ظهور علني لوزير الخارجية سوريا أسعد الشيباني، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وبدء مرحلة سياسية جديدة في البلاد تقودها حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع.
مراسم رفع العلم السوري الجديد
قبيل حضوره جلسة الإحاطة في مجلس الأمن، شارك الوزير الشيباني في مراسم رسمية لرفع العلم السوري الجديد أمام مقر الأمم المتحدة، في خطوة رمزية أكد أنها “تجسيد لإرادة شعب صمد ورفض الاستسلام”، وفق تغريدة نشرها على حسابه الرسمي.إعلان
العلم الجديد الذي رُفع لأول مرة في هذا المحفل الدولي، هو ذاته الذي اعتمدته قوى المعارضة خلال سنوات النزاع، ويحمل ثلاثة نجوم حمراء على خلفية بثلاثة ألوان: أخضر، أبيض، وأسود، بديلاً عن العلم الذي ارتبط بفترة حكم الأسد ويحمل نجمتين.
واعتبر الشيباني أن رفع هذا العلم “يتوّج انتصار شعبنا ويؤسس لمرحلة جديدة من علاقاتنا الدولية”، وسط ترحيب واسع في الأوساط السورية الداخلية والخارجية.
سوريا لجميع السوريين
بحسب وسائل إعلام شهدت جلسة الإحاطة التي عقدها مجلس الأمن، قدم الوزير الشيباني عرضًا مطولًا عن تطورات المرحلة الانتقالية في سوريا، مؤكدًا أن البلاد الآن “لكل السوريين”، وأن الدولة بصدد استعادة الاستقرار من خلال توحيد الفصائل المسلحة، ومواجهة التهديدات الأمنية وفي مقدمتها تنظيم داعش.
وانتقد الشيباني استمرار العقوبات الدولية المفروضة منذ عهد النظام السابق، معتبرًا أنها “منتهية الصلاحية” وتشكل عائقًا أمام التنمية الاقتصادية وعودة الاستثمارات، محذرًا من أن “شبكات غير قانونية بدأت بالاستفادة من حالة العزلة المفروضة على سوريا”.
كما أعلن الوزير عن تشكيل لجنة وطنية لمتابعة ملف المفقودين، والتعاون مع واشنطن في البحث عن المواطنين الأمريكيين المفقودين داخل الأراضي السورية، في إشارة إلى نوايا دمشق في فتح قنوات تواصل جديدة مع المجتمع الدولي ضمن إطار “الشرعية الأممية”.
تحركات اقتصادية موازية في واشنطن
بالتوازي مع نشاطه في نيويورك، شهدت واشنطن وصول وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ضم الوفد وزير المالية محمد يسر برنية ومحافظ المصرف المركزي عبد القادر حصريّة، حيث جرت مناقشات مع ممثلي مؤسسات مالية كبرى حول خطط الحكومة الجديدة لتعافي الاقتصاد السوري.
وتسعى الحكومة الانتقالية من خلال هذه التحركات إلى إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، وكسب دعم دولي لمشاريع الإعمار وعودة اللاجئين.
تردد أمريكي تجاه حكومة سوريا
ورغم الإشارات الإيجابية، ما زالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مترددة في الاعتراف الرسمي بالحكومة السورية الجديدة، مؤكدة عبر مندوبتها الدائمة دوروثي شي أن أي تغيير في موقف واشنطن “سيعتمد على سلوك القيادة السورية الجديدة”.
وأوضحت أن تخفيف العقوبات سيكون مرهونًا بشروط محددة، منها التخلي عن دعم الإرهاب، وتسليم ما تبقى من الأسلحة الكيميائية، وتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل.
وبينما يترقب المجتمع الدولي مآلات المرحلة الانتقالية، يُعد الظهور الدولي لأسعد الشيباني ورفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة بمثابة مؤشر واضح على تحوّل في المشهد السوري، وفتح الباب أمام مرحلة دبلوماسية جديدة قد تُنهي سنوات العزلة الدولية التي عاشتها دمشق منذ اندلاع النزاع في 2011.
اقرأ أيضا
سوريا مستعدة للتطبيع.. سيناتور أمريكي يفجر مفاجأة بعد اجتماعه مع الشرع في دمشق