قبل الاتفاق النووي.. روحاني يكشف تفاصيل مكالمة 20 دقيقة مع أوباما- ماذا دار بينهما؟

كشف الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني عن تفاصيل غير مسبوقة بشأن المكالمة الهاتفية التي جمعته بالرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في سبتمبر 2013، وذلك قبل التوصل إلى الاتفاق النووي بعامين.
وجاءت تصريحات روحاني خلال لقاء إعلامي نُشرت تفاصيله على موقع “جماران” الناطق بالفارسية، لتسلّط الضوء مجددًا على الكواليس الدبلوماسية التي سبقت توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015.إعلان
أوباما وجه 3 رسائل لـ روحاني قبل زيارة نيويورك
وفق ما أعلنه روحاني، فقد بادر الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما إلى إرسال ثلاث رسائل عبر البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، عبر فيها عن رغبته بلقاء نظيره الإيراني وجهًا لوجه.
وبحسب روحاني، فإنه طرح هذه المبادرة على المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن الأخير لم يوافق على فكرة اللقاء المباشر.
وقال روحاني: “تحدثنا كثيرًا حول ما إذا كانت المصلحة تقتضي التفاوض المباشر، وفي النهاية قدّمت اقتراحًا بديلاً، وافق عليه المرشد، لكنه رأى أن الطرف الآخر على الأرجح لن يقبل به”.
اتصال اللحظات الأخيرة بين أوباما وروحاني
وعلى الرغم من تعثّر عقد اللقاء المباشر، إلا أن اتصالًا هاتفيًا جرى في اللحظات الأخيرة من زيارة روحاني إلى نيويورك، حيث أجاب على مكالمة هاتفية من أوباما دامت ما بين 15 و20 دقيقة.
واعتبر الرئيس الإيراني الأسبق أن تلك المكالمة كانت نقطة تحوّل فتحت الباب أمام التفاوض الجاد.
وأوضح أن المكالمة تناولت خمسة مواضيع وصفها بالمهمة، تم التوصل إلى تفاهم بشأن اثنين منها، بينما أُرجئ النقاش حول المواضيع الثلاثة المتبقية.
ولم يكشف روحاني عن فحوى هذه المواضيع، لكنه شدد على أن المكالمة ساهمت في تهيئة الأجواء السياسية للانخراط في مفاوضات مباشرة لاحقة.
دفاع عن التفاوض المباشر
روحاني دافع بشدة عن نهج التفاوض المباشر، معتبرًا أن غياب هذه القناة كان سيعطّل الاتفاق النووي سنوات طويلة. وقال في هذا السياق: “لو كانت المفاوضات غير مباشرة، لما كنا توصلنا إلى اتفاق، لا خلال عامين ولا حتى خلال عشرين سنة”.
كما أشاد بالدور المحوري الذي لعبه وزير خارجيته محمد جواد ظريف، والذي تولّى قيادة الوفد الإيراني في المفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، وسائر وزراء دول مجموعة 5+1، وصولًا إلى توقيع الاتفاق في فيينا عام 2015.
نتنياهو “عدو التفاوض”
في تصريح يحمل أبعادا إقليمية واضحة، أشار روحاني إلى أن الولايات المتحدة، بما فيها إدارة ترامب، لا تسعى فعليًا إلى الحرب، بل إن “من يريد الحرب هو نتنياهو”، على حد تعبيره.
وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل هو من كان يحرض واشنطن باستمرار، داعيًا إلى مواجهته بدل الانجرار إلى صراعات مفتوحة في المنطقة.
وفي لقاء سنوي عقده بمناسبة عيد النوروز، جدد روحاني تمسكه بمبدأ التفاوض المباشر، مؤكدًا أن هذا النوع من التفاوض هو “الأصل”، بينما التفاوض غير المباشر “استثناء”، معتبرًا أن النتائج تصبح أسرع وأكثر جدوى كلما ارتفع مستوى التمثيل الدبلوماسي.
رسائل في توقيت حساس
بحسب تقارير تأت تصريحات روحاني في لحظة سياسية دقيقة، وسط مؤشرات على استئناف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان، ووسط أجواء إقليمية متوترة في ظل التصعيد بين إسرائيل وحلفاء إيران في غزة ولبنان.
وفي ضوء هذه المعطيات، يعيد كلام روحاني تسليط الضوء على الديناميكيات الداخلية للنظام الإيراني في التعامل مع الملفات الخارجية، وعلى الفجوة بين التيارات المحافظة والإصلاحية في مقاربة العلاقات مع الغرب.
اقرأ أيضا: بعد 5 سنوات على حدوثه.. هل تنجح فرنسا في حل لغز انفجار مرفأ بيروت؟