الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 21 مليار دولار

في تصعيد جديد للحرب التجارية المتفاقمة بين ضفّتي الأطلسي، أعلن الاتحاد الأوروبي موافقته على فرض رسوم جمركية انتقامية على واردات أمريكية بقيمة تصل إلى 21 مليار يورو (23.2 مليار دولار)، رداً على القرار الأميركي الأخير الذي فرض بموجبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية.
وجاء القرار الأوروبي بعد تصويت غالبية دول الاتحاد الأوروبي الـ27 لصالح هذه الإجراءات، والتي ستُطبق على مرحلتين، تبدأ أولاهما في 15 أبريل/نيسان، وتليها المرحلة الثانية في 15 مايو/أيار، وفق ما أعلنه ماروش شيفتشوفيتش، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة والأمن الاقتصادي، خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل.إعلان
استهداف ولايات أميركية “حساسة” سياسياً
تشمل الرسوم الأوروبية الجديدة عدداً من المنتجات التي تنحدر من ولايات أميركية تُعدّ حساسة سياسياً، في خطوة توصف بأنها مدروسة بعناية. ومن أبرز هذه المنتجات: فول الصويا القادم من ولاية لويزيانا، التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب مايك جونسون، إضافة إلى الألماس، والدواجن، والمنتجات الزراعية، والدراجات النارية.
تهدف هذه الخطوة إلى إحداث ضغط سياسي داخلي على إدارة واشنطن، بالتوازي مع محاولة الاتحاد الدفاع عن مصالح الشركات والمستهلكين الأوروبيين. وأكدت المفوضية الأوروبية في بيان أن الإجراءات الأميركية الأخيرة “غير مبررة” و”تُلحِق ضرراً اقتصادياً بالطرفين”، كما حذّرت من تداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي ككل.
رسوم أميركية بمليارات اليوروهات تهدد الصادرات الأوروبية
تُقدر المفوضية أن الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة تطال صادرات أوروبية بقيمة 380 مليار يورو (نحو 420 مليار دولار)، أي ما يعادل 70% من إجمالي الصادرات الأوروبية إلى السوق الأميركية، وفق ما أكده شيفتشوفيتش.
وأضاف المسؤول الأوروبي: “نحن نتحدث عن أكثر من 80 مليار يورو من الرسوم الأميركية، وهي قفزة ضخمة مقارنة بـ7 مليارات يورو كانت تجمعها الولايات المتحدة سابقاً من الرسوم على الصادرات الأوروبية”، واصفاً ذلك بأنه يمثل “توتراً غير مسبوق” في العلاقات التجارية بين الجانبين.
اقرأ ايضا…ترامب يهدد بتصعيد الحرب التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي
فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي جاهز والمفاوضات لم تُغلق بعد
من جانبها، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي “مستعد تماماً للرد”، مشيرة إلى أن الوقت لا يزال متاحاً للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت: “لم يفت الأوان بعد لمعالجة الخلافات من خلال التفاوض، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إجراءات تهدد اقتصادنا”.
أزمة جديدة في العلاقات التجارية عبر الأطلسي
تأتي هذه التطورات في سياق تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد قرارات إدارة ترامب التي فرضت أيضاً رسوماً موحّدة بنسبة 20% على معظم الصادرات الأوروبية، ورسوم إضافية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار. كما أعلنت واشنطن عن نيتها فرض ضرائب إضافية على الأخشاب، والرقائق الإلكترونية، والأدوية.
ويحذر محللون من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى انكماش في التجارة الدولية ويضر بسلاسل التوريد العالمية، في وقت يسعى فيه الاقتصاد العالمي للتعافي من آثار الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية التي شهدها خلال السنوات الأخيرة.
بهذا التصعيد، يدخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في فصل جديد من المواجهة التجارية، وسط دعوات متزايدة للعودة إلى طاولة الحوار وتجنّب تداعيات اقتصادية قد تطال الأسواق العالمية برمّتها.