الثانية خلال شهرين.. هل تحسم قمة الشرع وأردوغان مصير قواعد تركيا العسكرية في سوريا؟

يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة العاصمة التركية أنقرة في 11 أبريل الجاري، في ثاني زيارة له خلال أقل من شهرين للقاء الرئيس أردوغان، وسط مؤشرات على تسارع وتيرة التنسيق بين البلدين في ملفات عسكرية وأمنية واقتصادية حساسة، تعكس تحولات استراتيجية في المشهد السوري.
وبحسب تقارير تأتي هذه الزيارة بعد سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمنيين وعسكريين من الجانبين، وتزايد الحديث عن تفاهمات مبدئية حول قواعد تركية داخل الأراضي السورية، ومستقبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إلى جانب دور تركي مرتقب في جهود إعادة إعمار سوريا، بعد سنوات من الحرب والعزلة الدولية.إعلان
قواعد تركية على الأراضي السورية
وذكر تقرير لقناة “سي إن إن ترك”، من المنتظر أن تناقش القمة بين الشرع ونظيره التركي رجب طيب أردوغان إمكانية إنشاء قواعد عسكرية تركية داخل سوريا، ضمن اتفاق يُعمل عليه منذ أشهر، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على تصاعد الثقة السياسية بين الطرفين.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن الاتفاق لم يُحسم بعد من حيث المواقع أو النطاق الجغرافي، إلا أن “توقعات كبيرة تشير إلى إمكانية التوصل إلى تفاهمات شفهية خلال الزيارة”، في ظل التهديدات المتزايدة على الحدود، والتحديات الأمنية المشتركة.
مصير “قسد” وإعادة تشكيل الخريطة العسكرية
ملف “قسد”، التي تُعد الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، سيكون حاضراً بقوة خلال القمة، خصوصاً بعد تقارير عن استعدادها لحل نفسها والاندماج في الجيش السوري، في خطوة إن تمّت، ستُحدث تغييراً كبيراً في خارطة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.
ويُنظر إلى هذا التحول المحتمل كجزء من تفاهمات إقليمية أوسع تهدف إلى إنهاء الحالة الانفصالية وتوحيد البنية العسكرية تحت قيادة مركزية، وهو ما تسعى دمشق لتحقيقه ضمن ترتيباتها الجديدة، وسط انفتاح تركي لاحتواء الملف بالتنسيق مع روسيا وإيران.
العقوبات وإعادة الإعمار
على الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن تبحث القمة تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وإمكانية مساهمة تركيا في مشاريع إعادة الإعمار، خاصة في شمال سوريا، حيث تتمتع أنقرة بحضور ميداني واسع من خلال الجيش التركي ومنظمات مدنية وإنسانية.
ويشهد الاقتصاد السوري انهياراً متواصلاً منذ أكثر من 13 عاماً، ما يعزز حاجة دمشق لتطبيع العلاقات الإقليمية وفتح قنوات تعاون مع دول الجوار، وفي مقدمتها تركيا، التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في كسر العزلة الاقتصادية.
تصعيد إسرائيلي – تركي في العمق السوري
في سياق متصل، تتصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل في سوريا، على خلفية تكثيف أنقرة نشاطها العسكري في قواعد جوية داخل الأراضي السورية، من بينها قاعدة T4 قرب تدمر، التي تعرّضت لهجوم إسرائيلي في 2 نيسان، أسفر عن تدمير مدرج الطيران ومنظومات الرادار.
وتخشى تل أبيب من تحوّل سوريا إلى منطقة نفوذ تركي، وحذّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من “رد قاسٍ” في حال سمحت دمشق بتمركز “قوات معادية لإسرائيل” داخل أراضيها. في المقابل، نفت وزارة الدفاع التركية وجود أي مفاوضات مع إسرائيل حول ترتيبات لتفادي التصادم، معتبرة التقارير المنشورة “غير دقيقة ومغرضة”.
إعادة رسم المشهد السوري
تأتي زيارة الشرع في ظل ديناميكيات جديدة تعيد رسم المشهد السوري، بعد سنوات من الحرب والتدخلات الخارجية. ومع تزايد الحديث عن إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي،.
وبحسب تقارير تبدو أنقرة ودمشق في سباق مع الزمن لترسيخ تفاهمات جديدة تعيد ضبط التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة.
اقرأ أيضا: أردوغان يقاضي أوزيل بعد إمام أوغلو.. هل يسعى الرئيس التركي لانتخابات بلا منافس؟