روايات متضاربة.. القصة الكاملة لوفاة مدير إدارة الباجور التعليمية بالمنوفية بعد زيارة وزير التعليم

كشف محمد محمود بكر، مدير مدرسة الشهيد طيار محمد عادل شبل عباس الثانوية المشتركة في الباجور، كواليس زيارة وزير التربية والتعليم الأخيرة للمدرسة، مؤكدًا أن ما يُشاع حول توجيه الوزير أي لوم أو توبيخ للراحل أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية، غير صحيح تمامًا.
ماذا حدث خلال زيارة وزير التعليم التفقدية للمنوفية؟
أوضح بكر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة صدى البلد، أنه بمجرد إعلامه بوصول الوزير، سارع لاستقباله والترحيب به، وكان إلى جانبه الراحل أسامة البسيوني ونائبه، حيث وقف خلف الوزير محمد عبد اللطيف.إعلان
وأشار بكر إلى أنه اصطحب الوزير في جولة شملت عددًا من الفصول الدراسية داخل المدرسة، وبعد انتهاء الجولة، طلب الوزير التقاط صورة جماعية مع العاملين، معبرًا عن إعجابه بمستوى الحضور ونظافة المدرسة، لافتًا إلى أن البسيوني لم يكن موجودًا أثناء التقاط الصورة.
وأضاف بكر أنه فور مغادرة الوزير، تلقوا خبرًا يفيد بتدهور الحالة الصحية للبسيوني، حيث تم نقله إلى العناية المركزة، لكنه فارق الحياة.
وقال إنه توجه إلى المستشفى فورًا برفقة عدد من الزملاء، ثم عادوا إلى المدرسة بعد التأكد من الوفاة.
وشدد بكر على أن الراحل لم يتحدث مباشرة مع الوزير أثناء الزيارة، بل دار حديث جانبي بينه وبين نائب الوزير فقط، وكل من كان حاضرًا يستطيع تأكيد ذلك.
واختتم حديثه قائلًا، إن البسيوني كان رجلًا خلوقًا ومحبوبًا من زملائه، ولم يسمع أي حوار جارح بينه وبين الوزير، مضيفًا: “أقسم بالله لو حصل شيء كنت هقوله حتى لو على عضم التربة”.
وزير التعليم أشاد بمدير إدارة الباجور التعليمية بالمنوفية
من جانبها، أكد شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزير محمد عبد اللطيف أشاد بأداء الراحل أسامة البسيوني خلال جولته في مدارس إدارة الباجور، مشيرين إلى انضباط سير الدراسة والتزام المدارس والمعلمين، وموجهًا بتكريم البسيوني تقديرًا لجهوده في العمل.
ونفت وزارة التعليم، في بيان رسمي، ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تعرض البسيوني لأي معاملة غير لائقة أثناء الزيارة، موضحة أن الوزير لم يصدر عنه أي توبيخ أو ملاحظات خلال تفقده للمدارس، بل أثنى على انتظام العملية التعليمية وانضباط الطلاب والمعلمين.
وأشار البيان إلى أن الوزير زار مدرسة الشهيد محمد عادل شبل عباس الثانوية فقط، وكان بصحبته مدير المدرسة محمد بكر وعدد من مرافقيه، وأبدى إعجابه بمستوى التنظيم ونسب الحضور في الفصول المختلفة، مقدمًا الشكر لإدارة المدرسة.
روايات متضاربة وشهادات مثيرة للجدل بشأن وفاة مدير إدارة الباجور
في المقابل، نشرت إيمان بكر، مديرة العلاقات العامة والإعلام بإدارة الباجور، شهادة شخصية عبر مواقع التواصل، زعمت فيها أن الراحل أسامة البسيوني تعرّض لما وصفته بـ”عنف لفظي وضغط نفسي” من مساعد الوزير الدكتور المحمدي، بحضور الوزير ذاته، مشيرة إلى وجود صور وفيديوهات تثبت الواقعة.
وأضافت أن البسيوني أبلغ وكيل الوزارة بتفاصيل الواقعة قبل أن يصاب بأزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته، موضحة أنها أدلت بشهادتها كاملة أمام النيابة العامة.
وتتفق رواية إيمان مع شهادة أخرى أدلى بها الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التعليم بالمنوفية، الذي أوضح أنه تلقى اتصالًا من مكتب مساعد الوزير يطلب فيه التواصل مع البسيوني، وأن الأخير حاول الاتصال دون جدوى، ثم توجه للقاء مساعد الوزير الذي طلب منه مغادرة المدرسة والعودة إلى الوزارة، وعاد لتكرار الطلب بنبرة أكثر حزمًا، وهو ما حدث قبل وفاته بدقائق.
رحيل مفاجئ
أثارت وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية صدمة كبيرة بين زملائه والعاملين في قطاع التعليم بمحافظة المنوفية، ونعاه محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، مؤكدًا أن الراحل كان مثالًا للانضباط والتفاني، مقدمًا خالص العزاء لأسرته ومحبيه.
كما أعرب اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، عن حزنه لرحيل البسيوني، مشيرًا إلى أنه كان نموذجًا يُحتذى به في التفاني في أداء الواجب.
تفاصيل اللحظات الأخيرة
وفقًا لتقارير المستشفى، فقد نُقل البسيوني إلى مستشفى الباجور التخصصي وهو فاقد للوعي تمامًا، وتمت محاولة إنعاشه طبيًا، لكن دون جدوى، وأُعلن عن وفاته في تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحًا.
وتم تشييع الجثمان من مسجد الخلالية عقب صلاة العصر وسط حضور كثيف من المسؤولين والمعلمين والأهالي، حيث ودّع أهالي قرية كفر السنابسة مديرهم وأخاهم، وسط حالة من الحزن العميق.