مصر تزرع الأقحوان.. حكاية 600 فدان تمد العالم بأحد كنوز النباتات الطبية والعطرية

مصر تزرع الأقحوان.. حكاية 600 فدان تمد العالم بأحد كنوز النباتات الطبية والعطرية

يعد الأقحوان من أهم النباتات الطبية والعطرية التي تزرعها مصر في بعض المحافظات، حيث تتعدد استخداماته الطبية والعلاجية والتصنيعية.
وأكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أنه يتم زراعة ما يقرب من 30 نوعًا من النباتات العطرية والطبية في مساحة تصل إلى 130 ألف فدان بمختلف المحافظات، وأضافت الوزارة أن خطط الحكومة تستهدف مضاعفة المساحات المزروعة من النباتات العطرية والطبية ووصولها إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030.إعلان

ما هي نباتات الأقحوان؟

وأوضح تقرير صادر عن قسم النباتات الطبية والعطرية بمركز البحوث الزراعية، أن الأقحوان نبات عشبي صغير الحجم لأنه يتكون في صورة متجمعة ورقيًا وليس له ساق إلا بعد أن يمر بفترة النمو الخضري.

النبات له ألوان وأشكال مختلفة

وقال التقرير: “يصل ارتفاعها إلى 50 سم فأكثر، وتخرج الأوراق عند اتصال الساق بالجذر، كما أن الموطن الأصلي لهذا النبات هو سواحل البحر الأبيض المتوسط، ثم انتشرت زراعته في معظم دول العالم، وأصبحت إسبانيا والولايات المتحدة من أكبر الدول المنتجة لأزهاره يليها هولندا ومصر والمجر والمغرب وإيطاليا ثم فرنسا”.

زراعة الأقحوان في مصر

على الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة حول إجمالي المساحات المزروعة بذلك النبات في مصر، فإن تصريحات لعدد من مسئولي وزارة الزراعة أشارت إلى أنه يتم زراعته في مساحات تقترب من الـ 600 فدان، ولكن إنتاجيتهم مرتفعة للغاية خاصة في محافظتي القليوبية والفيوم، لذا تعد مصر من أكبر الدول المنتجة له عالميًا.

الأقحوان
مصر تخطط للتوسع في النباتات الطبية والعطرية

وأشار تقرير قسم النباتات الطبية والعطرية إلى أن الأقحوان من النباتات التي تنمو بغزارة خلال شهور الشتاء منخفض الحرارة، كما أنه يتحمل الحرارة المرتفعة صيفًا، ويتحمل أيضًا درجات مختلفة من الجفاف لفترات محدودة ولكن هذا يعطى نمواً ضعيفاً وأزهار صغيرة باهتة اللون.
وأضاف التقرير: “تجود زراعة النبات في معظم أنواع الأراضي وخاصة الثقيلة والصفراء الخفيفة، كما أنه يتحمل النبات الزراعة في الأراضي الحامضية بدرجة ملحوظة”.

استخدامات طبية متعددة للنبات

وكشف التقرير عن العديد من الاستخدامات الطبية والعلاجية لنبات الأقحوان، ومن بينها:

• يستخدم منقوع الأزهار في الماء الساخن كمشروب يساعد على سرعة ظهور الطفح الجلدي الخاص بمرض الحصبة في علاج قروح الفم واللثة والبلعوم والمريء وعلاج النزلات المعوية الخفيفة.
• تُستخدم بتلات الأزهار كشاي مفيد في تنشيط الدورة الدموية، مع سرعة تدفق الدم في الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.
• لها قدرة فعّالة في تخفيف آلام الرأس والصداع النصفي بفضل مركباتها الطبيعية مثل البارثينوليد، التي تساهم في تقليل الالتهابات وارتخاء الأوعية الدموية.
• دعم صحة العين، حيث إن النبات مفيد في علاج جفاف العين وضعف النظر وعلاج إجهاد العين الناتج عن الجلوس الطويل أمام الشاشات.
• غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

خطوات مهمة لنجاح زراعة الأقحوان

وأكدت وزارة الزراعة أنه لنجاح زراعة الأقحوان يجب أن تُزرع بالبذور في المشاتل من نصف أغسطس ثم تُنقل الشتلات في أواخر سبتمبر، كما يحتاج الفدان إلى 1- 1.5 كجم بذور تُزرع في مساحة نصف قيراط لتعطى من 20- 25 ألف شتلة، وكذلك يجب أن تكون البذور خالية من الآفات والحشرات ومطابقة للنوع والصنف، ولا تزيد فترة تخزينها عن 3 سنوات مأخوذة من نباتات قوية النمو كبيرة الأزهار.

الأقحوان
أشكال مختلفة من الأقحوان

ولزيادة الإنتاجية يُنصح بإضافة العناصر النادرة مثل الماغنسيوم والكوبالت والزنك والنحاس، إما منفردة أو متجمعة في صورة محلول رش ورقى.

النباتات الطبية والعطرية في مصر

وتعتبر مصر من أهم منتجي النباتات الطبية والعطرية في العالم، حيث أشار تقرير لمعهد بحوث البساتين إلى أن الأنواع التي تزرعها مصر يتم تصدير معظمها، إذ إنها تدخل في العديد من الصناعات الحيوية.

الأقحوان
فوائد كبيرة لزراعة النبات

وقال التقرير: من بين أهم النباتات التي تزرعها مصر العيلة الخيمية أو الحبوب العطرية مثل الكمون، الكزبرة، وحبة البركة، حيث تمثل 50% من مساحات زراعة تلك النباتات، يليها في المرتبة الثانية العائلة الشفوية مثل النعناع بأنواعه المختلفة، البردقوش، المرمرية، الزعتر، الريحان، وفي المركز الثالث العائلة المركبة أو النباتات الزهرية مثل البابونج، شيح الكاموميل، الأقحوان، وكذلك يتم زراعة نباتات مثل حشيشة الليمون، السترونيلا، الكركديه، والحنة.
وأوضح التقرير أن هناك عدة محافظات تشتهر بزراعة تلك النباتات، وتأتي على رأسها محافظة المنيا بما يقرب من 34 % من إجمالي المساحة المزروعة، ثم الفيوم في المركز الثاني بـ 20 % من المساحة، وفي المركز الثالث بني سويف، وفي المركز الرابع أسيوط، ثم عدد من المحافظات الأخرى.