بقبعة ترامب وخطبة لماو.. الصين تسخر من أمريكا وتعلن انتصارًا كاملاً في الحرب التجارية

بقبعة ترامب وخطبة لماو.. الصين تسخر من أمريكا وتعلن انتصارًا كاملاً في الحرب التجارية

القاهرة (خاص عن مصر)- مع اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يخوض البلدان الآن معركةً شرسةً من التعريفات الجمركية والخطابات، حيث يُضاعف كل جانب من مواقفه.
وفقا لتقرير موقع أن بي سي نيوز، سلط الضوء على تنامي العداء، استشهد دبلوماسي صيني بكلمات ماو تسي تونغ، مُؤكدًا عزم الصين على الانتصار على الولايات المتحدة في هذا الصراع الاقتصادي.إعلان
يُؤكد هذا الخطاب رفض الصين التراجع في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية المتصاعدة، على الرغم من الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي.

تصاعد الحرب التجارية: أحدث تحركات الصين

في 10 أبريل 2025، فرضت الصين رسومًا جمركية جديدة على السلع الأمريكية، لترفع بذلك نسبة الضريبة إلى 84%. جاءت هذه الخطوة في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية إلى نسبة مذهلة بلغت 125%، مُشيرًا إلى “عدم احترام” الصين للأسواق العالمية.
ردًا على رسوم ترامب الجمركية، التي تسببت في اضطراب كبير في التجارة العالمية، اتخذت الصين موقفًا عدائيًا، فقامت بمطابقة الرسوم الجمركية الأمريكية مع رسومها الجمركية، وأبدت القليل من الرغبة في الدخول في مفاوضات ما لم تتغير الظروف.
ويُعد توقيت هذه الخطوات ملحوظًا بشكل خاص، إذ جاء فرض الصين للرسوم الجمركية في خضم سلسلة من الجهود الدولية للتوسط في خفض رسوم ترامب الجمركية، مع حرص دول أخرى على الحصول على تنازلات مقابل خفض الحواجز التجارية. ومع ذلك، لا يزال نهج الصين متحديًا، مما يُمثل تناقضًا صارخًا مع استعداد الدول الأخرى للتعاون.
اقرأ أيضا.. حياة الأمير هاري على المحك في بريطانيا.. من يقف وراء الخطر؟

دعوة للقتال: إرث ماو تسي تونغ وردّ الصين

في تصعيدٍ خطابيٍّ حادّ، نشر ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، مقطع فيديو لماو تسي تونغ وهو يلقي خطابًا عام 1953، خلال الحرب الكورية. في الفيديو، أعلن ماو أن الولايات المتحدة قادرة على مواصلة القتال ما دامت ترغب، لكن النصر في النهاية سيكون من نصيب الصين. كانت الرسالة واضحة: الصين لن ترهبها الإجراءات الأمريكية، وعزيمتها لا تتزعزع.
تمّ تداول الفيديو، المصحوب بترجمة إنجليزية، على منصة التواصل الاجتماعي الصينية X، وسرعان ما اكتسب شعبيةً واسعة، مما يعكس الأهمية التاريخية العميقة لكلمات ماو لدى الشعب الصيني.
كان المنشور، إلى جانب رسمٍ لقبعة “لنجعل أمريكا عظيمةً مجددًا” مصنوعة في الصين، بمثابة نقدٍ لاذعٍ للنفاق الأمريكي، مُسلّطًا الضوء على كيفية استمرار اعتماد السلع الأمريكية على الصناعات الصينية رغم الحرب التجارية.

دور الإذلال التاريخي في مقاومة الصين

تتأثر الحرب التجارية وردّ الصين تأثرًا عميقًا بتاريخ الإذلال الذي عانته الأمة على يد القوى الأجنبية، وهي فترة تُعرف في الصين بـ”قرن الإذلال”.
اتسمت هذه الحقبة، التي امتدت من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، بالاستغلال الأجنبي وفقدان السيادة. ويمكن اعتبار مقاومة الحكومة الصينية الحالية للضغوط الأمريكية جزءًا من جهد وطني أوسع لاستعادة كبريائها وضمان عدم خضوع الصين مجددًا للقوى الأجنبية.
أوضح ريك ووترز، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومدير مركز كارنيجي الصين، أن كبرياء الصين وتجاربها التاريخية تلعب دورًا حاسمًا في مقاومتها للتكتيكات الأمريكية. وأشار إلى أن غرائز الصين الدفاعية تُحفزها أي محاولات لاستخدام أساليب الضغط، مثل الرسوم الجمركية، لإجبارها على تقديم تنازلات.
قال ماو نينغ، مرددًا هذا الشعور ومؤكدًا على أن الصين لن ترضخ لمطالب الولايات المتحدة: “نحن صينيون. لا نخشى الاستفزازات. لا نتراجع”.

جمود في محادثات التجارة: الطريق إلى الحل

في حين تزداد حدة الخطابات من كلا الجانبين، يبدو احتمال تحقيق تقدم في المفاوضات ضئيلًا بشكل متزايد. أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع الصين، لكن شروط هذا الاتفاق لا تزال غامضة.
من الجانب الصيني، أوضح المسؤولون أن أي محادثات يجب أن تُجرى على قدم المساواة، باحترام متبادل – وهو ما يتناقض تمامًا مع النهج الحالي لواشنطن.
ألمح ووترز إلى أن كلا البلدين قد يكتفيان بترك التوترات تهدأ في الوقت الحالي، حيث لا يشعر أي من الجانبين بعدُ بضرورة التوصل إلى حل. وصرح بأنه طالما أن كلا البلدين يعتقدان أنهما قادران على الصمود لفترة أطول من الآخر، فمن غير المرجح أن تتحقق المفاوضات.

موقف الصين: التحدي واللعبة طويلة الأمد

أكدت الحكومة الصينية أنها لا تريد حربًا تجارية طويلة الأمد، لكنها في الوقت نفسه غير مستعدة للاعتراف بالهزيمة.
صرح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية بأن “باب المحادثات مفتوح دائمًا”، لكن أي حوار يجب أن يقوم على العدالة والمساواة. وهذا يشير إلى أن الصين ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات كبيرة حتى تُعدّل الولايات المتحدة نهجها.