دروز سوريا يلوحون بالسلاح في وجه حكومة دمشق.. هل تعود الحرب الأهلية؟

دروز سوريا يلوحون بالسلاح في وجه حكومة دمشق.. هل تعود الحرب الأهلية؟

تشهد الأوضاع في سوريا تطورات خطيرة مع بروز توتر جديد بين الحكومة والدروز جنوب البلاد، حيث أعلن قادة الطائفة الدرزية عن استعدادهم لمواجهة أي تحرك عسكري من قبل الحكومة.
واعتبر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري في تصريحات إعلامية، إنه لا يوجد توافق بين الجهات الدرزية التي تتخذ من السويداء مقراً لعملياتها وبين حكومة دمشق.إعلان
وأكد الشيخ الهجري أن الموقف يتجه نحو تصعيد قد يتحول إلى مواجهة حقيقية إذا ما استدعى الأمر، مما يترك بصمة تهديد واضحة بأن “الدروز يهددون الحكومة بالحرب”.

تهديدات قوية من زعيم دروز سوريا

وفي تصريحات أدلى بها للإذاعة الوطنية الأمريكية (NPR)، صرح الشيخ حكمت الهجري بأن “المحادثات مع حكومة دمشق مستمرة، لكن الاتفاق سيكون صعباً”، مشيرًا إلى أن الفصائل المسلحة التي استولت على إدارة بعض المناطق في دمشق تتبنى نهجاً يستوجب الوقوف عنده، وغير مقبول على المستويين السوري والدولي.
وأضاف الهجري في التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام سورية أن مقاتلي السويداء يقفون على أهبة الاستعداد لصد أي محاولة من القوات الحكومية للتقدم نحو محافظاتهم، وأنهم يعملون على تجميع المزيد من المقاتلين وترتيب الخطط الدفاعية الصارمة في حال تحول هذا التوتر إلى مواجهة مسلحة.

استعدادات عسكرية وتنظيمات مسلحة

وأشار الشيخ الهجري إلى أن القوات الدرزية التي حافظت على الأمن داخل محافظة السويداء خلال السنوات الماضية ستستمر في أداء مهامها دون تغيير، مؤكدًا أنها “تجمع مقاتلين وتضع خططاً واضحة لصد أي قوات من الحكومة إذا دعت الضرورة إلى ذلك”.
بحسب تقارير فإن هذا التصريح يعكس مدى الجدية والحرص على تأمين الحدود الداخلية للسويداء مع المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية.
وأكد أيضاً ضرورة عدم سماح لأي جهة خارجية بالتدخل في هذه المرحلة الانتقالية التي يصفها بأنها “مرحلة خطيرة” قد تؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء.

دروز سوريا والعيش المشترك

من جانب آخر، لم تكن تصريحات حركة “رجال الكرامة” الدرزية أقل حدة؛ إذ أشار المتحدث باسم الحركة، باسم أبو فخر، إلى أن الأوضاع الراهنة جعلت من العيش المشترك بين المكونات المختلفة في سوريا أمرًا شبه مستحيل.
وقال أبو فخر في تصريحاته: “لا يمكننا أن نخدع أنفسنا بعد ما حدث في الساحل… توصلنا إلى قناعة بأنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فنحن غير قادرين على العيش المشترك”.
وفي بيان له، أكد أبو فخر على أن الحركة لا تتبنى ولاء كاملاً للحكومة رغم المخاوف التي تكتنفها منها، وأوضح: “نحن حريصون على توحيد سوريا وعاصمتنا دمشق، ولا كرامة لإنسان إلا في بلده”.

تهديد واضح من دروز سوريا

علاوة على ذلك، كشف أبو فخر عن توسع نشاطات حركة “رجال الكرامة” حيث أفاد بأن الحركة تنشط في نحو 100 قرية مجهزة بأنظمة تسليحية تشمل البنادق والرشاشات والصواريخ وقذائف الهاون، دون الكشف عن رقم محدد للمقاتلين.
وأكد أبو فخر بأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حماية الدروز في سوريا جاءت بمثابة محاولة لاستغلال الحالة الراهنة لتحقيق مصالح سياسية خاصة، معتبرا أن هذا التدخل يحمل في طياته مخاطر إضافية تؤدي إلى تعميق الانقسام في المشهد السوري.

هل سوريا على أبواب مواجهة مسلحة؟

بحسب تقارير فمع استمرار التوتر والتصاعد في الخطاب السياسي والعسكري، يبقى السؤال قائماً حول ماذا ينتظر سوريا ومدى قدرة الحكومة على إعادة حشد صفوفها ضد التهديد المتزايد من الدروز، الذين يبدو أنهم على استعداد لخوض مواجهة مباشرة.
وفي ظل هذه التصريحات القوية يلوح في الأفق احتمال مواجهات قد تقود إلى إعادة رسم الخارطة السياسية والأمنية لسوريا في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضا
القضاء يلاحق “سيدة القلادة”.. حكاية غادة الشعراني التي أشعلت مواقع التواصل بسوريا (aboutmsr.com)