لا شيء مؤكد.. كيف يتفاعل العالم مع قرار ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية؟

لا شيء مؤكد.. كيف يتفاعل العالم مع قرار ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية؟

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة غير متوقعة، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية وتراجع عن قراره السابق بفرض رسوم جمركية شاملة على عدة دول.
وفقا لتقرير مجلة التايم، أثارت هذه الرسوم، التي فُرضت وسط ضجة إعلامية كبيرة قبل أيام قليلة، تقلبات في السوق العالمية وتوترات دبلوماسية.إعلان
ومع ذلك، وبعد ساعات قليلة من دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ، أعلن ترامب عن تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا للدول التي لم ترد، حيث خفض الرسوم مؤقتًا إلى 10%، مع رفع كبير في معدل الضريبة على الواردات من الصين.
أثار هذا التحول المفاجئ في السياسة ردود فعل متباينة من قادة وخبراء عالميين، مما يعكس حالة عدم اليقين وتعقيد التجارة الدولية في ظل المناخ السياسي الحالي.

إلغاء الرسوم الجمركية: تراجع في اللحظة الأخيرة

أثار إعلان ترامب عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا موجة من الصدمة في الأسواق العالمية. وكان الهدف من هذه الخطوة هو تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي بعد أن شهدت أسواق الأسهم أسبوعًا متقلبًا، تفاقم بسبب الإعلان الأولي عن الرسوم الجمركية.
في حين أشاد بعض مؤيدي ترامب، بمن فيهم المستثمر الملياردير بيل أكمان، بالقرار ووصفه بأنه مناورة “مثالية، فن إبرام الصفقات”، انتقده آخرون لإضافته مزيدًا من الالتباس إلى وضع متقلب أصلًا.
قلل ترامب نفسه من شأن المخاوف، مشيرًا إلى أن الوضع لم ينتهِ بعد، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات التجارية الأمريكية ستستمر.

إلغاء الرسوم الجمركية: ردود الفعل العالمية

بنجلاديش: هدنة مرحب بها

بالنسبة لبنجلاديش، التي تضررت بشدة من رسوم جمركية بنسبة 37%، جاء هذا الوقف بمثابة ارتياح. وأعرب محمد يونس، الرئيس المؤقت لبنغلاديش، عن امتنانه لقرار ترامب، شاكرًا الولايات المتحدة على استجابتها الإيجابية لمخاوف البلاد.
ونظرًا لكون الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير لبنغلاديش، فإن هذه الهدنة ضرورية للحفاظ على استقرار اقتصادها.

الصين: موقف حازم

من ناحية أخرى، حافظت الصين على معارضتها الشديدة للرسوم الجمركية الأمريكية. صرّح وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، بأن بلاده ستواصل اتخاذ إجراءات مضادة. علاوة على ذلك، أضافت الصين شركات أمريكية إلى “قائمة الكيانات غير الموثوقة” و”قائمة مراقبة الصادرات”، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين العملاقين الاقتصاديين.
حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، من أن الصين مستعدة لخوض حرب تجارية مطولة إذا لزم الأمر، مؤكدًا موقف بكين الثابت ضد سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية.
اقرأ أيضا.. حياة الأمير هاري على المحك في بريطانيا.. من يقف وراء الخطر؟

الاتحاد الأوروبي: ردود فعل متباينة، دعوة للاستقرار

رحب الاتحاد الأوروبي بتعليق التعريفات الجمركية باعتباره تطورًا إيجابيًا. ورحبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بالقرار، واعتبرته خطوة مهمة نحو استقرار الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد الأوروبي حذرًا، حيث تمت الموافقة على رسوم جمركية انتقامية على السلع الأمريكية قبل ساعات فقط من إعلان تعليق التعريفات.
لطالما دعت فون دير لاين إلى اتفاقية إعفاء جمركي صفري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدةً أن الرسوم الجمركية تضر في نهاية المطاف بالشركات والمستهلكين على حد سواء. ورغم هذا التوقف، يواصل الاتحاد الأوروبي السعي للتوصل إلى اتفاقية تجارية من شأنها أن تُقلل من حواجز التجارة الحرة بين الكيانين.

ألمانيا: دعوة للوحدة

وأكد فريدريش ميرز، المستشار المنتظر لألمانيا، رأي فون دير لاين، مشيرًا إلى أن الوحدة بين الدول الأوروبية أمر بالغ الأهمية في التصدي للممارسات التجارية غير العادلة. وأشار ميرز إلى أن آثار الرسوم الجمركية قد ظهرت محليًا، مع ارتفاع التضخم وتباطؤ الواردات. وحث على اتباع نهج تعاوني للوصول إلى إعفاء جمركي صفري في التجارة عبر الأطلسي.

الصين ضد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)

بينما تستعد الصين لاستمرار التوتر، أعربت دول في مجموعة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مثل ماليزيا، عن قلقها إزاء التقلبات التي أحدثتها رسوم ترامب الجمركية. عبّر الوزير الماليزي تنكو ظفرول عزيز عن جوهر الوضع، قائلاً: “لا شيء مؤكد سوى حالة من عدم اليقين فيما يتعلق برسوم ترامب الجمركية”.
تستكشف ماليزيا شراكات تجارية جديدة وتنويع أسواقها للتحوط من التحولات غير المتوقعة في السياسة الأمريكية.

آفاق إقليمية: انتظار متوتر للوضوح

الهند وفيتنام: فتح قنوات للمفاوضات التجارية

تحرص الهند وفيتنام على اغتنام فرصة تعليق الرسوم الجمركية لبدء محادثات تجارية مع الولايات المتحدة. وتتطلع الهند، على وجه الخصوص، إلى إبرام اتفاق من شأنه أن يحقق استقرارًا طويل الأمد لعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، التي فرضت سابقًا رسومًا جمركية بنسبة 27%.
وبالمثل، تسعى فيتنام إلى وضع إطار عمل للعلاقات التجارية المتبادلة، بهدف خفض رسومها الجمركية البالغة 46% على السلع الأمريكية.

كوريا الجنوبية وتايوان: البحث عن مساحة للتفاوض

بالنسبة لكوريا الجنوبية وتايوان، تُتيح فترة التوقف التي تبلغ 90 يومًا مجالًا حاسمًا للمفاوضات. وترى كوريا الجنوبية، التي تواجه تعريفة جمركية متبادلة بنسبة 26%، إمكانية خفض معدلات التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، تسعى تايوان، التي كانت خاضعة لتعريفة جمركية بنسبة 32%، إلى تعميق علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة مع السعي إلى خفض التعريفات الجمركية. وقد أكدت حكومة تايوان على أهمية تعزيز العلاقات التجارية، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة مثل أشباه الموصلات.

المملكة المتحدة واليونان: الحفاظ على الهدوء

اتخذت المملكة المتحدة واليونان نهجًا أكثر ترويةً في ردودهما. وأكدت حكومة المملكة المتحدة على أهمية مواصلة المفاوضات دون التسرع في الاستجابة للتحولات قصيرة الأجل.
على نحو مماثل، أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على الرغم من إقراره بالموقف الأوروبي الأوسع، على الشراكة الاستراتيجية بين اليونان والولايات المتحدة، مع التركيز على التحديات الإقليمية بدلاً من التأثر بأحدث تطورات التعريفات الجمركية.