تسلا تدشّن متاجر بيع السيارات في السعودية

تسلا تدشّن متاجر بيع السيارات في السعودية

بدأت شركة “تسلا” الأمريكية المملوكة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، اليوم الخميس، بيع سياراتها رسمياً في السعودية.
ويمثل ذلك خطوة تعكس تزايد اهتمام المملكة بالتحول نحو التنقل الكهربائي ودعم أهدافها في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية.إعلان
وأعلنت “تسلا” عن افتتاح متاجر مؤقتة في ثلاث مدن رئيسية هي الرياض وجدة والدمام اعتباراً من غدًا الجمعة 11 أبريل، وذلك تزامناً مع الأنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، تشمل السعودية والإمارات وقطر.

تحول استراتيجي نحو التنقل النظيف

تأتي هذه الخطوة في وقت تعمل فيه المملكة العربية السعودية، كجزء من “رؤية 2030″، على تحقيق هدف طموح يتمثل في تحويل 30% من السيارات في العاصمة الرياض إلى كهربائية بحلول عام 2030.
وتسعى الحكومة إلى خفض انبعاثات المدينة إلى النصف، عبر مشاريع ضخمة تدعم الطاقة المتجددة وتعزز من الاعتماد على وسائل نقل نظيفة.
وقد أسست المملكة “شركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية”، بهدف رفع عدد محطات الشحن الكهربائي إلى 5 آلاف نقطة بحلول عام 2030، أي ما يعادل 50 ضعف العدد الحالي من المحطات المتاحة، ما يسهم في تهيئة البيئة الداعمة للنمو السريع في هذا القطاع.

تسلا تستعرض أحدث تقنياتها في المملكة

وأشارت شركة “تسلا” في بيان إطلاقها الرسمي إلى أن العملاء في المملكة سيتمكنون من استكشاف طرازات سياراتها الأكثر مبيعاً عالمياً، بالإضافة إلى، التعرف على أنظمة الطاقة الشمسية والبطاريات التي تدعم رؤيتها في خلق عالم مستدام.
كما تتضمن فعاليات الافتتاح عروضاً لتجربة القيادة الذاتية من خلال سيارة Cybercab، إلى جانب عرض الروبوت البشري “أوبتيموس” الذي يمثل قفزة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

تسلا تدخل المنافسة بالسوق السعودي

يُذكر أن المملكة العربية السعودية، تمثل سوقًا واعدًا للسيارات الكهربائية، حيث تتواجد شركة بي واي دي الصينية بالفعل في السوق السعودي.
إلى جانب شركة لوسيد موتورز الأمريكية للسيارات الكهربائية الفاخرة، والتي افتتحت أول مصنع لها لتصنيع السيارات في السعودية.

دعم حكومي واستثمارات استراتيجية

تلعب الحكومة السعودية دوراً محورياً في دفع عجلة هذا التحول، من خلال “صندوق الاستثمارات العامة” الذي يقود عدداً من المشاريع الكبرى المرتبطة بتصنيع السيارات الكهربائية وتوطين التقنيات الحديثة.
ومن أبرز هذه المشاريع “شركة سير”، أول علامة تجارية وطنية للسيارات الكهربائية، والتي تُعد شراكة بين الصندوق وشركة “فوكسكون” العالمية، ومن المتوقع أن تطرح سياراتها في الأسواق بحلول عام 2025، بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف سيارة سنوياً.
وفي السياق ذاته، أعلنت شركة “لوسيد موتورز”، التي يمتلك الصندوق حصة فيها، عن خطط لإنتاج 150 ألف سيارة كهربائية سنوياً داخل المملكة بدءاً من العام 2025، ما يعزز من مكانة السعودية كمركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية.

التركيز على المعادن والموارد المحلية

ولضمان توفر المواد الخام اللازمة لصناعة البطاريات، يستثمر الصندوق كذلك في قطاع التعدين، خاصة في الليثيوم والمعادن النادرة، وذلك ضمن جهود لتأمين سلسلة التوريد اللازمة للقطاع وتحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي.

خلق فرص العمل وتطوير المهارات

بجانب الأثر البيئي والاقتصادي، تسهم هذه المشاريع في خلق آلاف الوظائف الجديدة، وتحسين مهارات القوى العاملة السعودية في مجالات التقنية، الهندسة، والتصنيع المتقدم، بما يدعم التحول الشامل الذي تقوده المملكة في مختلف القطاعات.
تشكل شراكة “تسلا” مع السوق السعودي خطوة استراتيجية مزدوجة، تعزز من حضور الشركة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتمنح المملكة دفعة قوية في مسيرتها نحو اقتصاد متنوع ومزدهر منخفض الانبعاثات، ما يجعلها لاعباً رئيسياً في مستقبل صناعة السيارات الكهربائية على مستوى العالم.