نتنياهو يرد.. 1000 جندي احتياطي ورئيس أركان سابق يطالبون بوقف الحرب ويهددون

نتنياهو يرد.. 1000 جندي احتياطي ورئيس أركان سابق يطالبون بوقف الحرب ويهددون

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة تُشير إلى تفاقم الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي، وقّع 1000 جندي احتياطي وضباط متقاعدين من سلاح الجو الإسرائيلي رسالة يحثون فيها الحكومة الإسرائيلية على التفاوض مع حماس لإعادة الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب الدائرة في غزة.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، تكشف الرسالة، التي وقّعها نحو ألف عضو، من بينهم قادة عسكريون كبار سابقون ورئيس أركان سابق، عن تنامي المخاوف داخل سلاح الجو الإسرائيلي إزاء استمرار الحرب وخسائرها البشرية، لا سيما على الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس.إعلان

انقسام داخل الجيش الإسرائيلي: دعوة لوقف إطلاق النار

تدعو الرسالة، الصادرة يوم الخميس، إلى وقف إطلاق النار مقابل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة منذ أكثر من 18 شهرًا. ومع استمرار الحرب، يزداد وضع هؤلاء الرهائن سوءًا، ويؤكد الموقعون على أن حياتهم معرضة للخطر كل يوم يستمر فيه الصراع.
ينتقد النداء أيضًا الدوافع السياسية وراء الحرب، مشيرًا إلى أنها مدفوعة بمصالح سياسية لا بالضرورة العسكرية أو الأمن القومي.
ذكرت الرسالة: “إن قرار الحكومة بمواصلة القتال يُعرّض حياة الرهائن للخطر. كل يوم يمر يُعرّض حياتهم للخطر. أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الرهائن – الآن!”.

انقسام داخل الجيش الإسرائيلي

تُبرز الرسالة انقسامًا متفاقمًا داخل الجيش الإسرائيلي، وخاصةً داخل سلاح الجو، الذي كان لاعبًا محوريًا في حملة القصف على غزة. وقد واجه سلاح الجو بالفعل معارضة داخلية، حيث هدد الطيارون بالتوقف عن الخدمة خلال احتجاجات على مستوى البلاد في عام 2023 ضد جهود الحكومة للحد من سلطة مؤسسات مثل القضاء.
تم تعليق هذا الاحتجاج مؤقتًا بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، لكن المخاوف عادت إلى الظهور مع استمرار الحرب.
هذا التحول في التوجهات العسكرية لافت للنظر بشكل خاص، بالنظر إلى أن سلاح الجو كان جزءًا لا يتجزأ من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث نفذ غارات جوية دمرت جزءًا كبيرًا من القطاع. ورغم هذه الجهود، يتزايد الإحباط بين العسكريين إزاء أسلوب التعامل مع الحرب والثمن الذي تتكبده على كل من الرهائن والمدنيين الفلسطينيين.

رد نتنياهو والضغط السياسي

سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الرد على الرسالة، مُدينًا موقف الموقعين. ووصف بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء هذه الآراء بأنها “لا تُغتفر”، مُتهمًا المتورطين فيها بإضعاف جيش الدفاع الإسرائيلي وتقوية العدو خلال الحرب.
كما أعلنت الحكومة أنها ستُسرّح جنود الاحتياط في الخدمة الفعلية الذين وقعوا الرسالة، على الرغم من أن الجيش أشار إلى أن عدد الأفراد المشاركين في الخدمة الفعلية من المتوقع أن يكون صغيرًا.
مع ذلك، لا يزال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف مُصمّمين على مواصلة الحرب. واجه نتنياهو انتقاداتٍ لإعطائه الأولوية لبقائه السياسي على عودة الرهائن سالمين، حيث هدد أعضاءٌ من ائتلافه بالانسحاب إذا انتهت الحرب دون تحقيق نصرٍ حاسم على حماس.
اقرأ أيضا.. حياة الأمير هاري على المحك في بريطانيا.. من يقف وراء الخطر؟

التكلفة البشرية لاستمرار الصراع

أسفر الصراع الدائر في غزة عن خسائر بشرية كبيرة من كلا الجانبين، حيث فقد آلاف الأرواح. أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ استئناف الأعمال العدائية.
ردًا على تزايد عدد القتلى، يُصرّ المسؤولون الإسرائيليون على أن غاراتهم الجوية تستهدف مسلحي حماس وبنيتها التحتية، بهدف الضغط على الحركة لإطلاق سراح الرهائن.
أثارت الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين انتقاداتٍ دوليةً واسعة النطاق. أسفرت غارة جوية إسرائيلية حديثة على حي الشجاعية بمدينة غزة عن مقتل 23 شخصًا على الأقل، بينهم ثمانية أطفال.
مع تكثيف العملية العسكرية، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لنحو نصف سكان غزة، بينما نفذت أيضًا عملياتٍ لتأمين مدينة رفح، جنوب غزة. تعكس هذه الإجراءات العسكرية الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع، والتي تشمل إنشاء ممر جديد في غزة من شأنه أن يفصل المدينة الجنوبية عن بقية القطاع.

مخاوف عسكرية ونقاش أخلاقي

يُجادل كبار العسكريين السابقين، مثل اللواء نمرود شيفر، الذي وقّع الرسالة، بأن وضع الرهائن أصبح لا يُطاق، وأن على الحكومة اتخاذ إجراءات.
أعرب شيفر، في مقابلة هاتفية، عن اعتقاده بأنه “من غير الأخلاقي التخلي عن 59 رهينة في غزة”، ودعا إلى مطالبات أعلى لإطلاق سراحهم. وأكد على أنه لا ينبغي للجيش أن يلتزم الصمت بينما حياة المدنيين في خطر.
يتزايد الجدل الأخلاقي حول التكتيكات العسكرية الإسرائيلية. فبينما تُصرّ إسرائيل على أن أفعالها ضرورية لهزيمة حماس، يُجادل المنتقدون بأن هذه الاستراتيجية تُفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتُعرّض حياة الرهائن والمدنيين للخطر.

التحديات السياسية والعسكرية

مع استمرار الحرب وتزايد الضغوط من جنود الاحتياط والمراقبين الدوليين، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستعيد حكومة نتنياهو النظر في نهجها؟ لا يزال الرهائن، الذين يُعتقد أن العديد منهم على قيد الحياة، يُشكّلون قضيةً حرجةً في هذا الصراع، حيث يحثّ دعاة السلام الحكومة الإسرائيلية على إعطاء الأولوية لعودتهم الآمنة على المكاسب السياسية.
إنّ الانقسام المتزايد داخل الجيش الإسرائيلي، كما تجسّده رسالة جنود الاحتياط في سلاح الجو، يُسلّط الضوء على تعقيد التحديات الأخلاقية والمعنوية للحرب. ومع استمرار الصراع، يبدو احتمال وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح – عسكريين ومدنيين – وشيكًا، بينما تتزايد الدعوات إلى حل دبلوماسي.