مأساة في نهر هدسون.. مصرع عائلة إسبانية ضمن ضحايا تحطم مروحية

مأساة في نهر هدسون.. مصرع عائلة إسبانية ضمن ضحايا تحطم مروحية

القاهرة (خاص عن مصر)- أودى حادث تحطم مروحية بنهر هدسون بعد ظهر يوم الخميس بحياة ستة أشخاص، بينهم عائلة سائحين من إسبانيا.
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، تحطمت طائرة بيل 206، التي تشغلها شركة نيويورك هليكوبتر تورز، بعد الساعة الثالثة مساءً بقليل بالتوقيت المحلي، بعد لحظات من انفصال شفراتها الدوارة في الهواء، مما أدى إلى سقوطها في الماء بالقرب من جيرسي سيتي، نيو جيرسي.إعلان
قُتل جميع من كانوا على متنها، بمن فيهم ثلاثة أطفال، في هذا الحادث المأساوي.

الضحايا.. عائلة والطيار

كان ركاب المروحية المنكوبة عائلة زائرة من برشلونة، إسبانيا. وكان من بين الضحايا أغوستين إسكوبار، وهو مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا في شركة سيمنز، وزوجته وأطفالهما الثلاثة.
كما لقي الطيار، الذي لم يُكشف عن اسمه رسميًا بعد، حتفه في الحادث. على الرغم من جهود الإنقاذ الفورية، بما في ذلك انتشال بعض الركاب من الماء، لم ينجُ أحد من الحادث.
قدّم عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، تعازيه قائلاً: “قلوبنا مع عائلات جميع الضحايا الستة الذين كانوا على متن المروحية”. يُعدّ هذا الحادث الأكثر دموية في قطاع سياحة المروحيات في المدينة منذ أكثر من سبع سنوات.

روايات وتحقيقات شهود العيان

وصف شهود العيان المشهد المروع لسقوط المروحية من السماء. وتذكّرت ماندي بولين، وهي سائحة على متن قارب سياحي تابع لشركة سيركل لاين، سماع دويّ قوي قبل رؤية الطائرة تهبط بسرعة. وقالت بولين: “طارت شفرة الدوار، وسقطت الطائرة في الماء”.
أفاد شهود آخرون، بمن فيهم بيتر بارك، المقيم في جيرسي سيتي، بسماع دويّ قوي أعقبه مشهد دخان أسود وحطام يتساقط في النهر.
بدأت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) والمجلس الوطني لسلامة النقل (NTSB) تحقيقًا في سبب الحادث. تُظهر البيانات الأولية لتتبع الرحلات الجوية أن المروحية أقلعت من مهبط مروحيات وسط مانهاتن الساعة 2:59 مساءً، وحلقت فوق تمثال الحرية باتجاه جسر جورج واشنطن قبل أن تخرج عن السيطرة.

مخاوف السياحة وسلامة المروحيات

تُعدّ جولات مشاهدة المعالم السياحية بالمروحيات نشاطًا شائعًا بين السياح الذين يزورون مدينة نيويورك، حيث تُقدّم رحلات قصيرة تُبرز معالم شهيرة مثل سنترال بارك وتمثال الحرية. ومع ذلك، فإن هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر.
يُعدّ حادث تحطم نهر هدسون ثالث حادث مميت يتعلق بقطاع جولات المروحيات في نيويورك خلال العقدين الماضيين. يُذكر أن حادث تحطم عام 2009 بين مروحية سياحية وطائرة خاصة أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، وفي عام 2018، أودى تحطم مروحية مفتوحة الباب في نهر إيست ريفر بحياة خمسة أشخاص.
يُعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن بروتوكولات السلامة المُتعلقة بمثل هذه الرحلات السياحية، ويدعون إلى تشديد اللوائح وإجراء فحوصات سلامة أكثر شمولاً.
أدى حادث تحطم طائرة إيست ريفر عام 2018، الناجم عن خلل في حزام الأمان، إلى زيادة التدقيق في قطاع رحلات المروحيات. واستجابةً لهذه الحوادث المأساوية، حظرت مدينة نيويورك رحلات المروحيات ذات الأبواب المفتوحة.

نهر هدسون

الأثر الإنساني: مدينة في حداد

أثار هذا الحادث الأخير، الذي وقع في وضح النهار بالقرب من أحد أشهر ناطحات السحاب في العالم، صدمةً واسعة النطاق في المدينة. وبينما كان يتم انتشال الحطام من النهر، عمل المسعفون وموظفو الطوارئ بلا كلل في أعقاب الحادث، محاولين جمع خيوط الأحداث المأساوية.
وعبّرت كاثي هوشول، حاكمة نيويورك، عن حزنها قائلةً: “لقد فقد ستة أبرياء حياتهم، وندعو لهم ولعائلاتهم”. وقد أثار الحادث نقاشًا أوسع حول سلامة الرحلات السياحية والحاجة إلى تحسين اللوائح في قطاع سياحة المروحيات.

تاريخٌ من مآسي الطيران

كان نهر هدسون، المعروف بتاريخه الحافل بأحداث الطيران، موقع “معجزة هدسون” الشهيرة عام 2009. وأصبح الهبوط الاضطراري البطولي الذي قام به الكابتن تشيسلي سولينبرغر لرحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 على النهر بعد اصطدامها بطائر، رمزًا لنجاح الطيران. إلا أن هذه المأساة الجديدة تتناقض تمامًا مع الحادثة السابقة، مسلطةً الضوء على الطبيعة غير المتوقعة، بل والخطيرة أحيانًا، للسياحة الجوية.
مع استمرار التحقيقات في السبب الدقيق للحادث، لا تزال المدينة تُركز على تقديم الدعم للأسر المتضررة من المأساة. ويُذكرنا هذا الحادث بالمخاطر الكامنة المرتبطة بسياحة المروحيات، ويدعو الخبراء إلى تجديد الاهتمام بسلامة مشاهدة المعالم السياحية الجوية في المدينة.