الجيش الإسرائيلي ينظم جولات سياحية في سوريا المحتلة حديثًا  

الجيش الإسرائيلي ينظم جولات سياحية في سوريا المحتلة حديثًا  

القاهرة (خاص عن مصر)- نظم الجيش الإسرائيلي جولات سياحية في سوريا المحتلة حديثًا في مرتفعات الجولان. وقد نفدت تذاكر الجولات، التي تُقام خلال عطلة عيد الفصح، مما يدل على اهتمام شعبي كبير رغم حساسية السياق الجيوسياسي.
وفقا لتقرير نشرته الجارديان، من المقرر أن تُسلط هذه الجولات، التي تُقام مرتين يوميًا، الضوء على أجزاء من المنطقة لم يكن من الممكن للمدنيين الوصول إليها سابقًا.إعلان

جولات سياحية في سوريا.. استكشاف الأراضي المحتلة حديثًا

ستُتيح جولات سياحية في سوريا، التي ستُقام تحت حراسة عسكرية، للمشاركين لمحة حصرية عن أراضي مرتفعات الجولان التي توسعت مؤخرًا، بما في ذلك مناطق كانت في السابق جزءًا من المنطقة العازلة السورية.
بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر، تقدمت القوات العسكرية الإسرائيلية، موسعة سيطرتها على مئات الكيلومترات المربعة الإضافية من الأراضي السورية.
نتيجة لذلك، أصبحت هذه المنطقة، التي طالما كانت محل نزاع، موضع نقاش حاد في الأوساط الدبلوماسية الدولية. يشمل برنامج الجولات زيارة جبل الشيخ على الجانب السوري، حيث سيتمكن الزوار من رؤية دمشق من الجانب الآخر من الحدود.
من المواقع البارزة الأخرى في الجولة مزارع شبعا، وهي منطقة متنازع عليها تطالب بها لبنان أيضًا، وكانت تاريخيًا بؤرة توتر بين إسرائيل وحزب الله، الجماعة المسلحة المتمركزة في لبنان.

مزيج من التاريخ والجدل

تشمل الجولات أيضًا زيارات إلى وادي نهر الرقاد، الذي يصب في نهر اليرموك على الحدود مع الأردن، بالإضافة إلى بقايا سكة حديد الحجاز العثمانية. هذا الخط التاريخي، الذي كان يربط إسطنبول بحيفا وغيرها من المواقع المهمة، يضيف بُعدًا ثقافيًا إلى التجربة.
تُنظم الجولات بالتعاون بين الفرقة 210 في جيش الدفاع الإسرائيلي، ومجلس الجولان الإقليمي، ومركز كيشت يهوناتان للتعليم الديني، ومنظمات محلية أخرى، بما في ذلك هيئة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، ومدرسة الجولان الميدانية.
تأتي هذه المبادرة، التي تُعدّ جزءًا من حملة أوسع نطاقًا بعنوان “العودة إلى شمال أكثر أمانًا”، عقب انتهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي، والذي تفاقم بسبب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023. تهدف الحملة إلى إعادة إحياء السياحة والتراث الثقافي في المنطقة وإحياء ذكرى المعارك التاريخية التي خُوضت هناك.

التبرير العسكري والتوترات السياسية

في حين يُشدد الجيش الإسرائيلي على أهمية ترميم التراث والسياحة، أثارت هذه الخطوة جدلًا واسعًا، إذ تُقام الجولات في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان. هذه المنطقة مُعترف بها دوليًا كأرض سورية، على الرغم من احتلال إسرائيل لها منذ عام 1967.
دافع الجيش الإسرائيلي عن الجولات، مُشيرًا إلى أن الرحلات تُقام “داخل إسرائيل” وليس في سوريا، مُجادلًا بأن وضع المنطقة قد تحوّل بسبب العمليات العسكرية الأخيرة.
أكدت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عزمها على الحفاظ على سيطرتها على مرتفعات الجولان حتى التوصل إلى اتفاق بديل. كما طالب نتنياهو القوات السورية، الخاضعة حاليًا لحكومة انتقالية بقيادة إسلامية، بالامتناع عن الاقتراب من المنطقة الحدودية.

المخاوف الأمنية والآفاق المستقبلية

نظرًا للوضع الأمني ​​المتقلب في المنطقة، يُطلب من السياح التسجيل على مسؤوليتهم الخاصة، مع تحذير المنظمين من إمكانية إلغاء الرحلات في وقت قصير لأسباب أمنية. على الرغم من هذه التحديات، دفع الإقبال الكبير على الجولات المنظمين إلى النظر في تمديد البرنامج إلى ما بعد عيد الفصح، إذا سمح الوضع الأمني ​​بذلك.
لا تزال مرتفعات الجولان، بتاريخها المعقد وأهميتها الاستراتيجية، محورًا رئيسيًا للجدل السياحي والسياسي. تُبرز مبادرة الجيش الإسرائيلي لتقديم جولات مدنية في هذه المنطقة المتنازع عليها التوتر المستمر المحيط بسيطرة إسرائيل على المنطقة، بالإضافة إلى الديناميكيات المتطورة للاحتلال العسكري وتأثيره على السكان المحليين.

خطوة نحو التطبيع أم استفزاز؟

يثير قرار تنظيم هذه الجولات تساؤلات مهمة حول تقاطع الاحتلال العسكري والسياحة والدبلوماسية الدولية. قد يرى البعض أن هذه المبادرة خطوة نحو تطبيع سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان، بينما يراها آخرون خطوة استفزازية تتجاهل الواقع السياسي المعقد في المنطقة.
مع استمرار إسرائيل في بسط سيطرتها على مرتفعات الجولان، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الجولات على مستقبل المنطقة، من الناحيتين السياحية والجيوسياسية.