في اجتماع سري.. الصين تعترف بشن هجمات إلكترونية ضد أمريكا

القاهرة (خاص عن مصر)- في اجتماع سري عُقد في ديسمبر 2024، أقرّ مسؤولون صينيون علنًا بتورطهم في سلسلة هجمات إلكترونية ضد أمريكا استهدفت البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء وإمدادات المياه والموانئ.
وفقا لتليجراف، جاء هذا الكشف، الذي عُقد في جنيف بسويسرا، في إطار تبادل معلومات بين فرق الأمن الأمريكية والصينية خلال الأسابيع الأخيرة من إدارة بايدن. ووفقًا للتقارير، صوّر الوفد الصيني هذه الهجمات على أنها تحذير استراتيجي لواشنطن من زيادة دعمها لتايوان، وهي منطقة تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.إعلان
هجمات إلكترونية ضد أمريكا: إعصار فولت
تستهدف الهجمات الإلكترونية، التي يُشار إليها مجتمعةً باسم حملة “إعصار فولت”، البنية التحتية الأمريكية الحيوية منذ عدة سنوات. وأفادت التقارير أن المسؤولين الأمريكيين فوجئوا باعتراف الصين بمسؤوليتها عن هذه الهجمات.
في حين لم يُصرّح المسؤولون الصينيون، بمن فيهم وانغ لي، المسؤول السيبراني الكبير في وزارة الخارجية الصينية، صراحةً بأن الصين تقف وراء هذه الحملة، فقد فسّر المسؤولون الأمريكيون تعليقاتهم على أنها تهديد مباشر.
اعتُبرت عمليات الاختراق جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى ردع التدخل العسكري الأمريكي في تايوان، مما يُسلّط الضوء على التوترات المتزايدة بين القوتين العظميين.
وُصفت حملة “فولت تايفون”، التي اعترفت بها إدارة بايدن علنًا لأول مرة، بأنها تهديد كبير للأمن القومي. ووفقًا لخبراء الأمن السيبراني الأمريكيين، سعت الحكومة الصينية إلى ترسيخ موطئ قدم لها في البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، مع إمكانية التسبب في اضطراب واسع النطاق في حالة نشوب صراع عسكري.
تحذير من دعم تايوان
خلال الاجتماع، أفادت التقارير أن وانغ لي ربط الهجمات السيبرانية بدعم الولايات المتحدة لتايوان، مشيرًا إلى أن تصرفات الصين كانت شكلاً من أشكال الردع يهدف إلى تثبيط المزيد من التدخل الأمريكي في مضيق تايوان.
فسّر المسؤولون الأمريكيون هذا على أنه تهديد ضمني: فإذا استمرت الولايات المتحدة في دعم تايوان، فقد تتوقع المزيد من الهجمات الإلكترونية، التي قد تستهدف البنية التحتية الحيوية لخلق حالة من الفوضى خلال أي مواجهة عسكرية.
كما فهم المسؤولون الأمريكيون هذه الهجمات كجزء من استراتيجية صينية أوسع نطاقًا للضغط على واشنطن بشأن تايوان. لطالما تمسكت الصين بمطالبها بتايوان، على الرغم من استقلال الجزيرة بحكم الأمر الواقع منذ عام 1949، وقد أعربت عن إحباطها المتزايد من الدعم العسكري الأمريكي للدفاع عن تايوان.
اقرأ أيضا.. الصين تتصدر الذكاء الاصطناعي بالبحث العلمي متفوقة على الاتحاد الأوروبي وأمريكا
رد الولايات المتحدة: تشديد الدفاع الإلكتروني
أوضحت الحكومة الأمريكية أنها تعتبر النشاط الإلكتروني الصيني تهديدًا رئيسيًا للأمن القومي. وقد أدانت إدارة بايدن، على وجه الخصوص، تصرفات الصين، حيث أكد المسؤولون أن واشنطن لن تتردد في الرد على الاعتداءات الإلكترونية الصينية.
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا أكدت فيه أن واشنطن ستتخذ “الإجراءات المناسبة ردًا على النشاط الإلكتروني الخبيث للصين”، واصفةً هذه الإجراءات بأنها من “أكثر التهديدات إلحاحًا” التي تواجه الأمن الأمريكي.
على الرغم من هذه المعلومات، نفت السفارة الصينية في واشنطن هذه المزاعم، متهمةً الولايات المتحدة باستغلال مخاوف الأمن السيبراني “لتشويه سمعة الصين”. ورفض بيان السفارة فكرة القرصنة الصينية ووصفها بأنها معلومات مضللة، مما أثار شكوكًا حول مزاعم الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية متواصلة.
تصاعد التوترات ومستقبل الحرب السيبرانية
تُعدّ المواجهة السيبرانية بين الولايات المتحدة والصين الحلقة الأحدث في سلسلة من التوترات المتصاعدة بين البلدين. وبينما واجهت الإدارات السابقة أيضًا تحديات سيبرانية من الصين، فإن اعتراف إدارة بايدن بحملة “فولت تايفون” يُمثل تطورًا مهمًا في التنافس السيبراني المستمر.
في عهد الرئيس دونالد ترامب، ازدادت العلاقات بين واشنطن وبكين عدائية، حيث فرضت الحكومة الأمريكية رسومًا جمركية باهظة على الواردات الصينية، وتعهد المسؤولون بالرد بعملياتهم السيبرانية. كما صعّدت الولايات المتحدة الضغط العسكري والاقتصادي على الصين، مما أدى إلى مزيد من التوتر في العلاقات الدبلوماسية.
بالنظر إلى المستقبل، يحذر الخبراء من أن الحرب السيبرانية ستلعب دورًا متزايد الأهمية في الجغرافيا السياسية العالمية. وقد استثمرت كل من الصين والولايات المتحدة بكثافة في القدرات السيبرانية، مما يجعل ساحة المعركة الرقمية عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجيات العسكرية والاقتصادية المستقبلية.