القضاء الكويتي يرفض الإفراج عن فجر السعيد.. تفاصيل القضية

القضاء الكويتي يرفض الإفراج عن فجر السعيد.. تفاصيل القضية

قررت محكمة الاستئناف في الكويت استمرار حبس الإعلامية الكويتية فجر السعيد في السجن المركزي، إلى حين موعد جلسة المحاكمة المقررة في 13 يوليو المقبل.
وذلك على خلفية القضية المتهمة فيها بإذاعة أخبار كاذبة حول عزم الكويت التطبيع مع إسرائيل، وفقًا لما نشرته صحيفة «السياسة» الكويتية.إعلان
يأتي هذا القرار بعد أن كانت محكمة الجنايات الكويتية قد أصدرت حكمًا في فبراير الماضي، يقضي بسجن الإعلامية ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، إثر إدانتها بتهم تتعلق بـ”أمن الدولة”، إلا أن الحكم تم استئنافه لاحقًا أمام المحكمة المختصة.

تهم متعلقة بأمن الدولة ونشر أخبار كاذبة

وفق ما أوردته صحيفة “الراي” الكويتية، فإن المحكمة برّأت فجر السعيد من تهمة الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، لكنها أدانتها في قضايا أخرى تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام شبكة المعلومات، ونقل أخبار مختلقة”.
وكانت النيابة العامة الكويتية قد وجهت تلك الاتهامات بناءً على ما تم تداوله من محتوى مرئي ومكتوب عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للسعيد، في قضايا أثارت موجة واسعة من الجدل داخل الكويت وخارجها.

موجة غضب بسبب فيديو استقبال فجر السعيد لإسرائيليين

أزمة فجر السعيد بدأت فعليًا في سبتمبر الماضي، بعد نشرها مقطع فيديو يوثّق استقبالها عددًا من الإسرائيليين في منزلها في جورجيا.
الأمر الذي أثار حالة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل تمسك الكويت بموقفها الثابت الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.
وأعقب ذلك في فبراير الماضي، إصدار النيابة العامة قرارًا بحبس الإعلامية احتياطيًا لمدة 21 يومًا وإحالتها إلى السجن المركزي، بسبب اتهامها بـ”التطاول على دولة عربية شقيقة”، في إشارة إلى العراق، بعد تقديم السفارة العراقية شكوى رسمية ضدها إلى وزارة الخارجية الكويتية.

انتقادات حادة لـ فجر السعيد واعتذار رسمي

وفيما يخص أزمتها مع العراق، في أحد مقاطع الفيديو، ظهرت فجر السعيد من داخل مقر أمن الدولة، متحدّية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث قالت: “اختر شارعاً مزدحماً في العراق لتقابلني فيه من دون حماية، لنرى الناس ستلتف حول من؟”، ما اعتبره الكثيرون إساءة مباشرة للعراق.
لكنها لاحقًا عادت وقدمت اعتذارًا رسميًا إلى الحكومة والشعب العراقي، قالت فيه: “أتقدّم باعتذاري إلى جمهورية العراق الشقيق، متمثلةً في الحكومة والشعب بجميع طوائفه، وخاصة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن كل ما بدر مني مما قد يعكّر صفو العلاقات بين البلدين”.
كما أعلنت في نفس الرسالة عن اعتزالها العمل السياسي وكل ما يرتبط به من نقد وتحليل، في محاولة لاحتواء الأزمة.

سحب الدعوى العراقية وإخلاء سبيلها بكفالة

بالتزامن مع تقديم الاعتذار الرسمي، أعلنت السفارة العراقية في الكويت أن رئيس الوزراء العراقي قد أصدر توجيهات بسحب الدعوى القضائية ضد الإعلامية فجر السعيد، وأكدت السفارة في بيان لها على حرص بغداد على تعزيز العلاقات الأخوية والدبلوماسية مع الكويت، ودعم حرية الإعلام ضمن أطر القانون والاحترام المتبادل.
على إثر ذلك، قررت المحكمة إخلاء سبيل فجر السعيد بكفالة مالية بلغت 1000 دينار كويتي، في قضية الإساءة إلى العراق، بينما تستمر محاكمتها في القضية الأساسية المتعلقة بـ”نشر أخبار كاذبة” أمام محكمة الاستئناف.

فجر السعيد.. في قلب العاصفة

تُعد فجر السعيد من أبرز الشخصيات الإعلامية في الكويت والخليج، وعُرفت بتصريحاتها الحادة والمثيرة للجدل في البرامج الحوارية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تعرضت خلال السنوات الماضية لعدة انتقادات وملاحقات قضائية بسبب تصريحاتها ومواقفها السياسية، التي تتعارض مع الموقف الرسمي الكويتي.