علاقات دبلوماسية لأول مرة بين سوريا وكوريا الجنوبية- ما أهميتها لـ دمشق؟

علاقات دبلوماسية لأول مرة بين سوريا وكوريا الجنوبية- ما أهميتها لـ دمشق؟

أعلنت سوريا وكوريا الجنوبية عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين، وذلك بعد توقيع اتفاق مشترك في العاصمة دمشق بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول، بحضور وفد رسمي رفيع من سيول، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 22 عاماً.
وفق تقارير فإن الاتفاق، الذي يأتي في وقت تُكثّف فيه دمشق جهودها لإعادة نسج علاقاتها الإقليمية والدولية، يُمثل خطوة رمزية وعملية باتجاه توسيع دائرة الانفتاح السياسي والاقتصادي، خاصة في ظل محاولات الحكومة السورية تقديم نفسها كشريك موثوق في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.إعلان

حدث تاريخي

وكانت سوريا هي الدولة الوحيدة العضو في الأمم المتحدة التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية، ومن المتوقع أن تسهم العلاقات بين البلدين في توسيع آفاق سيول الدبلوماسية.
ويمثل الحدث علامة فارقة لكوريا الجنوبية حيث يجعل لها علاقات مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 191 دولة.

تحول لافت في سياسة سيول

وزارة الخارجية الكورية الجنوبية وصفت الاتفاق في بيان اليوم الجمعة بأنه “يفتح فصلاً جديداً للتعاون مع سوريا، التي ظلت بعيدة لفترة طويلة بسبب علاقاتها الوثيقة مع كوريا الشمالية”.
ويأتي هذا الإعلان بعد عام على إقامة كوريا الجنوبية علاقات دبلوماسية مع كوبا، الحليف التقليدي الآخر لبيونغ يانغ، في مؤشر واضح على توجه سيول نحو بناء جسور جديدة حتى مع دول لطالما ارتبطت بمحور الخصوم.
من جانبها، رحّبت دمشق بالاتفاق، حيث اعتبره وزير الخارجية السوري “خطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون الثنائي”، مؤكدًا رغبة بلاده في بناء شراكات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا سيما في مجالات الاقتصاد، التكنولوجيا والتعليم.

أهمية الخطوة بالنسبة لسوريا

تمثّل هذه الخطوة مكسباً سياسياً واقتصادياً للحكومة السورية، التي تسعى إلى الخروج من العزلة الدولية المفروضة عليها منذ اندلاع الحرب عام 2011.
كما تعول دمشق على جذب استثمارات أجنبية يمكن أن تساهم في جهود إعادة الإعمار، لا سيما من دول شرق آسيا ذات القدرات التكنولوجية والمالية الكبيرة.
ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق يحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الطابع الثنائي، إذ يتيح لسوريا فرصة لإعادة صياغة علاقاتها الخارجية بعيداً عن التبعية لمحور واحد، خاصة في ظل تراجع العلاقة التاريخية مع كوريا الشمالية التي لم تُظهر اهتماماً يُذكر بالتطورات السورية منذ الإطاحة ببشار الأسد أواخر العام الماضي.

تحديات قائمة رغم الانفتاح بين سوريا وكوريا الجنوبية

ورغم أهمية هذه الخطوة، لا تزال التحديات كبيرة أمام دمشق، خصوصاً مع استمرار العقوبات الغربية التي تُعد أحد أبرز العوائق أمام تدفق الاستثمارات. لكن الحكومة السورية تأمل أن يشكل هذا النوع من الاتفاقات نقطة انطلاق نحو بيئة دولية أقل عدائية، وأكثر استعداداً للتعامل مع “سوريا الجديدة” وفق تعبير مسؤوليها.
وتسعى دمشق إلى استثمار هذا الانفتاح في فتح مجالات تعاون جديدة مع دول أخرى، على أمل بناء شبكة علاقات دولية متوازنة تدعم استقرارها الداخلي وتُسهم في إعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني المنهك.
اقرأ أيضا:
اتفاق سد تشرين.. هل ينجح فرقاء سوريا في حماية البنية التحتية من الصراعات المسلحة؟