أردوغان يهاجم ممارسات إسرائيل في سوريا.. هل فشلت مباحثات باكو ؟

أردوغان يهاجم ممارسات إسرائيل في سوريا.. هل فشلت مباحثات باكو ؟

في تصعيد جديد يعكس عمق الخلاف بين تركيا وإسرائيل حول الملف السوري، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً حاداً على إسرائيل، متهماً إياها بمحاولة “تفجير الثورة السورية” .
واتهم أردوغان إسرائيل بمحاولة تأجيج الانقسامات الداخلية وتحريض الأقليات ضد الحكومة الجديدة في دمشق، وذلك بالتزامن مع مباحثات فنية بين الجانبين تُعقد في أذربيجان لخفض التوتر بينهما داخل الأراضي السورية.إعلان

اتهامات مباشرة في منتدى أنطاليا

وخلال كلمته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي عُقد اليوم الجمعة جنوب تركيا، وصف أردوغان الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية بأنها “غير مبررة”، معتبراً أنها تأتي ضمن خطة إسرائيلية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في سوريا ما بعد الأسد.
وقال إن تل أبيب “تحاول تقويض ثورة الثامن من ديسمبر من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية”، متهماً إياها بالسعي إلى إثارة الفوضى من خلال تحريض الأقليات على معارضة الحكومة السورية الجديدة.

تعثر المحادثات بين تركيا وإسرائيل في باكو

تأتي هذه التصريحات بينما تستمر المباحثات “التقنية” بين وفدين تركي وإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، والتي انطلقت يوم 10 أبريل وتستمر حتى 19 من الشهر ذاته.
ووفقاً لما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية”، فإن الجولة الأولى من هذه المباحثات لم تسفر عن تقدم ملموس، حيث لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن إنشاء آلية مشتركة لمنع التصعيد العسكري في سوريا.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً رفضه الصريح لأي وجود عسكري تركي دائم في سوريا، وتحديداً في منطقة تدمر، معتبراً أن ذلك يشكل “خطاً أحمر” لأمن إسرائيل.

قلق إسرائيل من تنامي نفوذ تركيا في سوريا

بحسب تقارير فإن التوترات الحالية تأتي في سياق توسّع النفوذ التركي داخل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث دعمت أنقرة الحكومة السورية الجديدة وقدمت لها مساعدات عسكرية وشراكة استراتيجية، وهو ما أثار مخاوف تل أبيب التي كثّفت من غاراتها الجوية وتوغلاتها البرية بهدف إبعاد أي تموضع عسكري مدعوم من أنقرة قرب الحدود الإسرائيلية.
وتشير تقارير صحفية إسرائيلية إلى أن الدعم الأمريكي لتركيا ساهم في تعزيز الوجود التركي على الأرض، ما أضعف قدرة إسرائيل على المناورة.

تحذيرات من تفجر صراع ثلاثي

من جهتها، حذرت الباحثة غاليا ليندنشتراوس، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، من تداعيات أي تفاهمات أمنية غير معلنة بين أنقرة ودمشق، في ظل استمرار التوتر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة.
وأشارت بحسب وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن أنقرة تسعى لتحقيق مصالح استراتيجية تتراوح بين كبح التهديدات الكردية والجهادية، وتحقيق مكاسب اقتصادية عبر إعادة الإعمار دون تحمّل أعبائه المالية، إلى جانب حل أزمة اللاجئين.

مستقبل غامض للعلاقات بين تركيا وإسرائيل

يذكر أن العلاقات التركية الإسرائيلية شهدت توتراً حاداً منذ بداية حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث قطعت أنقرة معظم علاقاتها التجارية مع تل أبيب، واتهم أردوغان إسرائيل بممارسة “إرهاب الدولة” وارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.
ورغم عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط بين الجانبين خلال لقاء جمعه بنتنياهو، فإن المواقف لا تزال متباعدة، ويبدو أن مباحثات باكو لم تنجح في احتواء الخلاف، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التفاهم التركي الإسرائيلي في الساحة السورية شديدة التعقيد.
اقرأ أيضا
تنسيق ميداني لتفادي الصدام.. تفاصيل مباحثات تركيا وإسرائيل لتوزيع النفوذ في سوريا