الأسواق الأوروبية تتراجع للأسبوع الثالث على التوالي بسبب الحرب التجارية

سجلت الأسواق الأوروبية تراجعاً جديداً للأسبوع الثالث على التوالي، وسط اضطرابات حادة في بيئة التجارة العالمية، نتيجة التصعيد المستمر في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة الجمعة على انخفاض طفيف بنسبة 0.1%، لكنه أنهى الأسبوع بخسائر إجمالية بلغت 1.8%، مواصلاً سلسلة تراجعاته التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع.إعلان
تصاعد الرسوم الجمركية يؤجج القلق في الأسواق الأوروبية
وجاء هذا الانخفاض بعد أن قررت الصين رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 84% إلى 125%، كرد على زيادة مماثلة من الجانب الأمريكي.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية بنسبة 145%، ثم أعلن لاحقًا تعليق تطبيقها مؤقتًا، مما زاد من حدة التقلبات في الأسواق العالمية.
وساهمت هذه القرارات المتضاربة في خلق حالة من الغموض، إذ سجل المؤشر الأوروبي أدنى مستوياته في عام ونصف خلال الأسبوع، قبل أن يتعافى جزئيًا يوم الخميس بعد تعليق الرسوم، في واحدة من أقوى جلسات التداول منذ عام 2022.
تباين أداء الأسواق الأوروبية
تباين أداء المؤشرات الأوروبية في نهاية الأسبوع؛ حيث تراجع المؤشر الألماني داكس، الأكثر حساسية للتجارة العالمية، بنسبة 1%، في حين ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.6%، بدعم من أسهم الطاقة والعقارات.
وقال ستيف سوسنيك، كبير استراتيجيي السوق في شركة إنتراكتيف بروكرز في تصريحات لوكالات الأنباء: “الأسواق لا تعرف تمامًا ما يمكن توقعه في ظل هذا التغير السريع في السياسات التجارية، لذا تسود حالة من الترقب والحذر سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة.”
تعليق الرسوم يفتح الباب أمام مفاوضات جديدة
أدى تعليق الرسوم لمدة 90 يوماً إلى تحول الأنظار نحو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبرم اتفاقيات تجارية جديدة مع بعض الدول.
من جانبه، أرجأ الاتحاد الأوروبي فرض رسوم مضادة، على أن يعقد مفوض التجارة الأوروبي ماروش شفتشوفيتش محادثات مع مسؤولين أمريكيين يوم الإثنين المقبل.
ويرى محللون في بنك دانسكه أن تحركات ترامب الأخيرة تُضعف من التأثير الفعلي للرسوم الجمركية، مما يعزز الاعتقاد بأنها قد تستخدم مستقبلاً كأدوات تفاوضية لا كوسيلة دائمة لزيادة الإيرادات.
أداء القطاعات والأسهم الفردية
على صعيد القطاعات، صعد قطاع العقارات بنسبة 2.1% مدعوماً بتوقعات تراجع أسعار الفائدة، فيما تصدر قطاع البضائع الصناعية والخدمات الخسائر بانخفاض قدره 1.3%.
من جهة أخرى، تراجع سهم شركة ستيلانتس بنسبة 3.8% بعد إعلانها عن انخفاض شحنات السيارات بنسبة 9% في الربع الأول من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما هبط سهم بنك بي.إن.بي باريبا بنسبة 2.4% بعد تقارير أشارت إلى اعتراض البنك المركزي الأوروبي على صفقة استحواذه على وحدة إدارة الأصول في شركة أكسا الفرنسية، بسبب معاملة رأسمالية تفضيلية مثيرة للجدل.