لمواجهة التهديد الأمريكي.. إيران تنشر شبكة مسيرات على كل حدودها

كشفت إيران عن خطتها الشاملة لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية الإيرانية لقواعد الطائرات المُسيّرة “شبكة مسيرات”، وذلك رداً على تصاعد حدة الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرها هي الأخرى مقاتلات وقاذفات B2 بقاعدة دييجو جارسيا، واستدعاء حاملتي طائرات في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
إيران تنشر شبكة مسيرات على كل حدودها
وخلال المؤتمر الوطني العشرين لقادة القوات البرية للجيش الإيراني (أرتيش)، قدّم العميد كيومرث حيدري قائد القوات البرية لجيش إيران التوجه الاستراتيجي الجديد لطهران في مجال تكنولوجيا الدفاع.إعلان
وقد وفّر المؤتمر، الذي عُقد في مقر القوات البرية بطهران، خلفيةً للإعلان عن خطة شاملة لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية الإيرانية لقواعد الطائرات المُسيّرة.
وصُممت هذه المرافق، التي يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في الدفاع الإقليمي، لتعزيز قدرة إيران على الاستجابة للتهديدات العابرة للحدود وحماية سلامة حدودها.
قائد القوات البرية للجيش الإيراني: المسيرات أصبحت أكثر الأدوات حسمًا في النزاعات
وفي كلمته، أكّد الجنرال حيدري أن الطائرات المُسيّرة أصبحت من أكثر الأدوات حسمًا في النزاعات المُستقبلية، مؤكدًا مكانتها الأساسية في العقيدة العسكرية الإيرانية.
وسلّط الضوء على التقدم المُحرز في الإنتاج المحلي للأنظمة الجوية المُسيّرة، والتي أصبحت الآن مُدمجة بالكامل في القوات المُسلحة للبلاد تحت إشراف وزارة الدفاع.
وبحسب قوله، فقد طورت القوات البرية للجيش الإيراني ونشرت مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة والطائرات الصغيرة، التي أصبحت أصولاً حيوية لعمليات المراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة.
تطوير كامل لمسيرات “مهاجر وأبابيل”
وفي صميم هذه الاستراتيجية، طورت إيران مجموعة شاملة من الطائرات العسكرية المسيرة، التي أصبحت الآن عنصراً أساسياً في دفاعها غير المتكافئ، ومن أبرز هذه المنصات طائرتا مهاجر-6 وأبابيل-3، اللتان تُستخدمان بشكل رئيسي في مهام الاستطلاع المسلح والمراقبة الموسعة.
وتوفر هذه الطائرات المسيرة، المجهزة بأنظمة ملاحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، قدرة طيران عالية وقدرات جمع بيانات آنية، ويمكن لطائرة مهاجر-6 حمل ذخائر موجهة بدقة، مما يجعلها أداة تكتيكية قيّمة لمراقبة الحدود ودعم الوحدات المنتشرة في المناطق النائية.
الطائرة المسيرة الهجومية “شاهد” بعيدة المدى
وفي موازاة ذلك، طورت إيران طائرات هجومية مسيرة بعيدة المدى بقدرات مُحسّنة. وتنتمي طائرة شاهد-136، المعروفة على نطاق واسع باستخدامها في أوكرانيا من قبل القوات الروسية، إلى فئة من الذخائر المصممة لضربات مكثفة على مسافات طويلة.
تؤدي أنظمة أخرى، مثل آراش-2، وغزة، وأبابيل-5، وكرار، مجموعة من الأدوار، بدءًا من جمع المعلومات الاستخبارية وصولًا إلى الضربات الدقيقة وعمليات القصف الجماعي، تتميز غزة وأبابيل-5 بقدراتهما على المراقبة والضرب بعيد المدى، بينما يمكن تزويد كرار بصواريخ جو-أرض أو جو-جو، مما يعزز تنوعها التشغيلي.
وعلى الرغم من العقوبات الدولية، تعكس هذه المنصات قدرات إيران الإنتاجية المحلية ونيتها المعلنة في أن تصبح قوة ضاربة في مجال الطائرات المسيرة.
في ظل تزايد التوترات الإقليمية والضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تستغل إيران هذا الزخم التكنولوجي لتعزيز وضعها الدفاعي.
تأمين شامل لكل حدود إيران
ومن المتوقع أن تُوزّع قواعد الطائرات المسيّرة الجديدة على حدود إيران الغربية والشرقية والجنوبية، حيث تُقدّم كل منطقة قيمة استراتيجية مُميّزة.
ففي الغرب، يُمكن لهذه القواعد تسهيل الوصول السريع إلى العراق، وربما إسرائيل؛ وفي الجنوب، ستُعزّز وجود إيران في الخليج العربي ومضيق هرمز؛ وفي الشرق، ستدعم مراقبة التحركات عبر الحدود مع باكستان وأفغانستان، لا سيما في جهود مكافحة التهريب ومراقبة الحدود.
ويهدف برنامج الطائرات المسيرة، الذي يعتمد على سنوات من البحث والتطوير المحلي، إلى تحسين جمع المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي، وزيادة دقة الضربات، ودمج منصات الطائرات المسيرة بالكامل في العمليات الشبكية.
اقرأ أيضاً: الدفعة الثانية من الرافال.. مصر تتسلم أول طائرتين من أصل 30 مقاتلة