مسؤول كردي سابق لـ “خاص عن مصر”: سوريا على صفيح ساخن والفيدرالية هي الحل

مسؤول كردي سابق لـ “خاص عن مصر”: سوريا على صفيح ساخن والفيدرالية هي الحل

أثار الإعلان الدستوري الأخير وتشكيل الحكومة الجديدة في سوريا موجة من الانتقادات، في ظل ما اعتبره ناشطون ومراقبون استمرارًا لنهج الإقصاء الذي طبع الحياة السياسية السورية لعقود، ما يهدد بإعادة إنتاج الصراع بمسارات جديدة.
وفي تصريحات خاصة، أكد الناشط الكردي السوري وممثل مجلس سوريا الديمقراطية السابق في العراق، جميل رحمانو، أن “سوريا تتجه نحو وضع داخلي غير مستقر نتيجة غياب التوافق الحقيقي بين مكوناتها، وعودة منطق السيطرة والإقصاء من الباب الخلفي”.إعلان

تحذير من موجة صراعات جديدة في سوريا

وقال رحمانو  لـ خاص عن مصر” إن “ما جرى مؤخرًا من تشكيل حكومة جديدة بعد الإعلان الدستوري، وتجاهل مكونات أساسية كالعلويين والدروز، لا يبشّر ببناء دولة لكل السوريين، بل بإعادة إنتاج مشهد ما قبل 2011 ولكن بوجوه جديدة”.
وأضاف: “ارتُكبت مجازر بحق العلويين خلال السنوات الماضية، واليوم يتم تهميشهم سياسيًا وإداريًا، وكذلك الأمر بالنسبة للدروز الذين لم يجدوا لأنفسهم أي موطئ قدم في التفاهمات الأخيرة، مما ينذر بتوترات مقبلة بين هذه المكونات والسلطة الجديدة”.

القصف الإسرائيلي والتدخل التركي يعمّقان الفوضى في سوريا

ورأى رحمانو أن استمرار القصف الإسرائيلي على قواعد يشتبه بأنها تابعة للقوات التركية أو فصائل موالية لها، يسلط الضوء على صراع النفوذ الخارجي المتصاعد على الأراضي السورية.
وتابع: “تركيا تحاول ترسيخ وجودها في مناطق الشمال، بينما تعارض إسرائيل هذا التمدد، في ظل صمت دولي وتراخ إقليمي، ما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من سوريا ساحة تصفية حسابات لا أكثر”.

الدولة متعددة الهويات بحاجة إلى نظام اتحادي

وشدد رحمانو على أن “سوريا، كدولة متعددة الأعراق والأديان والطوائف، لا يمكن أن تستقر دون نظام لامركزي اتحادي ديمقراطي، يضمن التمثيل المتكافئ ويمنع تكرار سيناريوهات الإقصاء والتهميش”.
وقال: “السوريون لا يمكن أن يعيشوا بكرامة تحت حكم مركزي يعيد ذات الأساليب القديمة التي سادت لعقود، ولا بد من إعادة النظر بشكل الدولة، ومنح كل مكون خصوصيته وتمثيله العادل”.

اتفاق قسد ودمشق… نواة لتفاهمات وطنية

وفي ما اعتبره تطورًا إيجابيًا، رأى رحمانو أن الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة السورية في دمشق يمثل “خطوة متقدمة لخفض التصعيد”، واصفًا إياه بأنه “بارقة أمل لكل السوريين”.
وقال: “هذا الاتفاق قد يكون نواة لتفاهم أوسع على صيغة جديدة لسوريا، تقوم على الشراكة لا الاستعلاء، وعلى الحوار لا الإقصاء. وإذا تم البناء عليه بعقلانية، يمكن أن يشكل بداية جديدة للخروج من النفق”.
اقرأ أيضا
أردوغان يهاجم ممارسات إسرائيل في سوريا.. هل فشلت مباحثات باكو ؟