عرض جديد من إسرائيل لوقف الحرب في غزة.. هل تقبله حماس؟

في تطور جديد على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم السبت، عن تقديم تل أبيب عرضًا “محسنًا” لوقف إطلاق النار، في وقت تستعد فيه وفود فلسطينية للعودة إلى القاهرة لاستئناف المحادثات بوساطة مصرية.
تعديل في عدد الرهائن المطلوب الإفراج عنهم
ووفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عن مسؤولين إسرائيليين، فقد تراجعت حكومة بنيامين نتنياهو عن شرطها السابق بالإفراج عن 11 من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، وهو الرقم الذي كانت تصر عليه خلال الشهر الماضي.إعلان
وبموجب العرض الجديد، أبدت إسرائيل استعدادها لقبول إطلاق سراح 8 رهائن أحياء، في مسعى لتحقيق اختراق في المفاوضات المتعثرة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق استعدادها للإفراج عن 5 رهائن فقط، الأمر الذي شكل فجوة كبيرة بين الطرفين في الجولات السابقة.
ويُعتقد أن الاقتراح المصري الأخير يسعى إلى تقريب وجهات النظر عبر طرح حل وسط بين الرقمين.
مدة الهدنة المقترحة بين إسرائيل وحماس
ووفقًا للتفاصيل التي أوردتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن الهدنة المقترحة تمتد لـ45 يومًا، وتصر تل أبيب على أن يتم إطلاق سراح الرهائن خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار، رافضة بذلك مطلب حماس بأن تتم عمليات الإفراج بشكل تدريجي على امتداد فترة التهدئة.
كما تسعى إسرائيل إلى تقليص عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كل رهينة، بما يشمل أولئك المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، في تغيير لافت عن صيغ الصفقات السابقة التي كانت تُعتمد فيها نسب تبادل أكبر.
موقف حماس من عرض إسرائيل
من جهتها، نفت حركة حماس تلقي أي عروض جديدة منذ موافقتها على المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء قبيل عيد الفطر.
وقال مصدر قيادي في الحركة، في تصريحات صحفية، إن حماس لا تزال منفتحة على أي مبادرات توقف العدوان وتضمن انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، مؤكدة أن لا جديد منذ إعلان موقفها الواضح بالموافقة على المقترح السابق.
ضغوط داخلية إسرائيلية متزايدة
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية، حيث دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى تنظيم مظاهرات واسعة مساء اليوم السبت، بالتزامن مع حلول عيد الفصح اليهودي، للمطالبة بإتمام صفقة تبادل وإعادة أبنائهم المحتجزين.
وبحسب تقارير فقد وصلت موجة الاعتراض إلى داخل الجيش، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن انضمام مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200 إلى آلاف من سلاحي الجو والبحرية في المطالبة بوقف الحرب وإتمام الصفقة. ووقع نحو ألفي أكاديمي عريضة مماثلة، ما يعكس تراجعًا متزايدًا في تأييد الحرب داخل المجتمع الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي يرد على جنود الاحتياط
في المقابل، اعتبر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أن دعوات جنود الاحتياط لوقف الحرب تُضعف تماسك الجيش وتثير الشكوك حول وحدة الصف. وأكد أن أي عنصر من جنود الاحتياط يوقع على تلك الرسائل لن يُسمح له بالاستمرار في الخدمة.
اتفاق لم يكتمل بين إسرائيل وحماس
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قد انطلقت في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، وشهدت التزامًا من جانب حماس، غير أن إسرائيل تراجعت عن تنفيذ المرحلة الثانية تحت ضغط من أقطاب اليمين المتطرف داخل الحكومة.
وفي 18 مارس الماضي، عادت إسرائيل لتستأنف حربها على القطاع، وسط تصعيد ميداني واسع أوقع أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، وأدى إلى دمار هائل، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
منح نتنياهو مهلة لوقف الحرب.. هل يخطط ترامب لصفقة شاملة حول غزة؟