تفكيك مواقع حزب الله بلبنان ومفاوضات لتسليم سلاحه- هل اقتربت النهاية؟

تفكيك مواقع حزب الله بلبنان ومفاوضات لتسليم سلاحه- هل اقتربت النهاية؟

في تطور لافت يشهده جنوب لبنان، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن تفكيك العديد من المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني، مما يُعد خطوة حاسمة نحو تعزيز سيطرة الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية.
وبحسب تقارير فإن هذا التطور يأتي على خلفية الضغوط الأمريكية المستمرة، التي تهدف إلى نزع سلاح حزب الله، وفرض سيطرة الدولة على جميع الأسلحة المنتشرة في البلاد.إعلان

الجيش اللبناني يسيطر على مواقع حزب الله

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مقربة من حزب الله، إن الجيش اللبناني قد تمكن من استعادة السيطرة على غالبية المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب نهر الليطاني، حيث أكدت تلك المصادر أن 265 نقطة عسكرية كانت موجودة في المنطقة، تم تسليم 190 منها بالفعل للجيش اللبناني.
ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تمت بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي لعبت دوراً رئيسياً في دعم جهود الجيش اللبناني.
وأكد مصدر أمني في لبنان أن الجيش قام بتفكيك معظم المواقع العسكرية للحزب في المنطقة، وأنه بات في المراحل الأخيرة من استكمال هذه العملية.
هذه التحركات تواكب مساعي الحكومة اللبنانية للامتثال للقرارات الدولية، خصوصاً القرار الأممي 1701، الذي يطالب بانسحاب جميع الميليشيات من جنوب نهر الليطاني وتطبيق وقف الأعمال العدائية.

ضغوط أمريكية على لبنان

من جهة أخرى، تواصل الولايات المتحدة الضغط على الحكومة اللبنانية لتحقيق نزع سلاح الحزبوكافة الميليشيات الأخرى.
وقد شددت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في تصريحات سابقة على أن واشنطن ماضية في ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية لتطبيق القرار 1701 بشكل كامل، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله.
هذه الضغوط تأتي في وقت يشهد فيه لبنان مرحلة حساسة، خصوصاً بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، الذي أكد التزامه بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية فقط.

مفاوضات حول تسليم سلاح حزب الله

يأت هذا فيما نقلت وسائل إعلام عن مصدر مقرب من الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون سيبدأ قريباً حواراً مع حزب الله بشأن موضوع السلاح.
ومن المتوقع أن تكون هذه المفاوضات معقدة، حيث تتعلق بواحدة من أبرز القضايا الشائكة في لبنان وهي حصرية السلاح بيد الدولة.
وكان الرئيس اللبناني قد شدد، خلال خطاب انتخابه، على ضرورة أن يكون السلاح تحت إشراف الدولة وحدها، وهو ما يتناقض مع موقف الحزب الذي يحتفظ بترسانة عسكرية مستقلة.

هل اقتربت نهاية حزب الله؟

وفق تقارير تستمر قضية سلاح حزب الله في لبنان في إثارة الجدل على مختلف الأصعدة، بين مطالبات بضرورة نزع السلاح وضغوط دولية تؤكد على تنفيذ القرارات الأممية.
وبينما يسير الجيش اللبناني قدماً في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، يبقى السؤال: هل يمكن أن تقترب النهاية لهذا النزاع الطويل؟ وما هي التداعيات السياسية والأمنية إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع الحزب بشأن تسليم سلاحه؟
في ظل هذه التطورات، يبقى لبنان أمام مفترق طرق حاسم قد يؤثر في مستقبله السياسي والأمني. إذ يشير البعض إلى أن هذا هو الوقت الحاسم لتحقيق استقرار طويل الأمد، بينما يرى آخرون أن المسار لا يزال طويلاً ومعقداً.