كمين تل أبيب: كيف قضت كتائب القسام على وحدة النخبة الإسرائيلية في خان يونس؟

كمين تل أبيب: كيف قضت كتائب القسام على وحدة النخبة الإسرائيلية في خان يونس؟

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس السبت مقتل أربعة من جنوده، بينهم ضباط من النخبة، إثر تفجير مبنى مفخَّخ  في كمين شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تبنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

لكن ما أثار التساؤلات داخل إسرائيل وخارجها لم يكن فقط سقوط قتلى، بل ما وصفته والدة أحدهم بـ”تبخر الجثة”، في إشارة إلى عدم العثور على أي أثر لابنها سوى عبر الحمض النووي، ما فتح الباب أمام فرضيات متعددة: هل دُفن الجنود تحت الأنقاض؟ أم أن بعض الجثث فُقدت كليًا؟ أم أن حماس نقلت بقاياهم؟

وفق تقارير فإن تفاصيل الهجوم، وردود الفعل الإسرائيلية، وتعقيدات المشهد الميداني في غزة، تشير إلى أن ما جرى في خان يونس يتجاوز عملية تفجير اعتيادية، ليرقى إلى مستوى الكمين المعقد الذي قد يعيد رسم التكتيكات الإسرائيلية في القطاع، ويؤثر في مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة.

تفاصيل كمين خان يونس

بحسب الرواية الإسرائيلية، فقد وقع الهجوم عصر الجمعة، عندما دخلت قوة إسرائيلية من وحدتي “ماجلان” و”يهلوم” إلى مبنى شرق خان يونس للاشتباه بوجود نفق تحته.

وعند وصولهم، فجَّرت كتائب القسام المبنى عن بعد، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود على الفور، بينهم النقيب تشين جروس، والرقيب يوآف روفر، والرقيب أوري كوهين، وتوم روتشتاين قائد الفريق الذي سُمي باسمه.

إصابة خمسة جنود آخرين في العملية، بعضهم في حالة حرجة، أكدت شدة التفجير وتعقيد الكمين، بينما لم يُعثر على جثث بعض القتلى إلا عبر فحوص الحمض النووي، وهو ما عزز الروايات عن تبخر أجسادهم أو اختفاء أجزاء منها.

صدمة في إسرائيل بعد كمين خان يونس

قالت والدة الجندي توم روتشتاين لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنها لم تتسلم أي جثمان، وإن ابنها الذي أنهى خدمته العسكرية تقريباً، كان يحلم بالسفر إلى الولايات المتحدة ومن ثم إلى الشرق الأقصى، لكن بدلاً من ذلك، وصلها خبر مقتله وهي وحيدة في المنزل.

أما عمة الرقيب يوآف روفر، فأكدت أن ابن شقيقها التحق بالجيش قبل شهرين فقط من اندلاع الحرب، وخدم في سوريا ولبنان قبل أن يُنقل إلى غزة، حيث وصفت الوضع بأنه “مختلف تماماً وخارج السيطرة”.

القسام تتوعد إسرائيل بحرب استنزاف بعد كمين خان يونس

المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أكد في تصريح متلفز مساء الجمعة أن ما حدث في خان يونس وجباليا هو جزء من سلسلة عمليات نوعية، وقال: إن “الاحتلال لا يواجه جيشاً تقليدياً، بل حرب عصابات تستنزفه بشرياً ونفسياً”.

وأضاف: “ليس أمام الإسرائيليين سوى إجبار قيادتهم على وقف حرب الإبادة في غزة، أو الاستعداد لاستقبال المزيد من أبنائهم في توابيت”، في إشارة إلى تصاعد الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.

أزمة بشرية في الجيش الإسرائيلي

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المؤسسة العسكرية تعاني نقصاً يُقدّر بـ10 آلاف جندي، بينهم ستة آلاف في الوحدات القتالية، وهو ما فُسِّر بأنه أحد أسباب الاعتماد المتكرر على قوات النخبة في العمليات البرية المعقدة داخل غزة.

ورداً على سؤال حول إمكانية تجنيد اليهود المتشددين، قال المتحدث العسكري إيفي ديفرين إن الجيش يتخذ خطوات عاجلة لسد هذا النقص، وهو ما قد يفتح الباب أمام أزمة داخلية في إسرائيل حول توزيع أعباء الحرب.

تصعيد ميداني بالتزامن مع عيد الأضحى

يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت يصادف أول أيام عيد الأضحى، حيث استُشهد أكثر من 45 فلسطينياً في قصف إسرائيلي مكثف طال مناطق جباليا وبيت لاهيا وخان يونس.

كما أُجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح مجدداً من شمال القطاع وسط تحذيرات من جيش الاحتلال بعدم العودة إلى تلك المناطق، واصفاً إياها بـ”مناطق قتال خطرة”.

اقرأ أيضًا: استشهاد قائد كتائب المجاهدين في غزة بغارة إسرائيلية.. من هو أسعد أبو شريعة؟