إسرائيل تحذر من مواجهة أسطول الحرية “مادلين”.. هل سنشهد تكرار حادثة سفينة مرمرة؟

في تطور يعيد إلى الأذهان حادثة “مافي مرمرة” عام 2010، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمرًا بمنع سفينة “مادلين” من الوصول إلى سواحل قطاع غزة، محذرًا من اتخاذ إجراءات ميدانية تشمل اعتراضها في عرض البحر واقتيادها إلى ميناء أسدود.
السفينة “مادلين”، التابعة لتحالف “أسطول الحرية”، كانت قد انطلقت من جزيرة صقلية الإيطالية، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا وعدد من المساعدات الرمزية. وتقترب الآن من المياه الإقليمية لقطاع غزة وسط تهديدات متصاعدة من الجانب الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى الاستعداد لمواجهة مادلين
وفق وسائل إعلام، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن البحرية الإسرائيلية تستعد للتعامل مع السفينة، مشيرة إلى أن “إسرائيل لن تسمح بكسر الحصار البحري المفروض على غزة تحت أي ظرف”.
وتأتي هذه التصريحات بعد جلسات نقاش مغلقة عقدها وزير الدفاع مع قادة الأجهزة الأمنية، خلصت إلى خيار المواجهة المباشرة في حال لم تستجب السفينة لأوامر التوقف أو الانسحاب.
تحذيرات فلسطينية من تكرار مجزرة مرمرة
استنكرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية التهديدات الإسرائيلية، محذرة من تكرار “مجزرة مرمرة” في البحر المتوسط. ودعت الشبكة في بيان رسمي إلى تدخل دولي عاجل لحماية النشطاء الدوليين ومنع اعتداء محتمل قد يوقع ضحايا جدد.
وأكد البيان أن السفينة “مادلين” تحمل مساعدات رمزية، وتأتي في سياق تضامن مدني سلمي مع سكان قطاع غزة، الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية نتيجة الحرب والحصار.
أسطول الحرية يعود إلى الواجهة مع السفينة مادلين
تحالف “أسطول الحرية”، الذي تأسس عام 2010، عاد إلى الواجهة من جديد من خلال سفينة “مادلين”، بعد توقف طويل فرضته القيود الإقليمية والهجمات السابقة، بما فيها الاعتداء بطائرات مسيّرة على سفينة تابعة له قرب مالطا في مايو/أيار الماضي.
وكانت أولى محاولات الأسطول قد تعرضت لهجوم إسرائيلي مباشر في 31 مايو 2010، عندما هاجمت وحدات كوماندوز بحرية سفينة “مافي مرمرة”، ما أدى إلى مقتل عشرة نشطاء أتراك وإصابة العشرات.
شخصيات دولية تشارك في رحلة السفينة مادلين
تضم رحلة “مادلين” شخصيات دولية بارزة، من بينها الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، إلى جانب متطوعين من خلفيات إنسانية وحقوقية متنوعة.
وأكدت تونبرغ في مؤتمر صحفي قبل انطلاق الرحلة أن التحرك ليس عملاً خيرياً، بل “تحرك مباشر ضد حصار غير قانوني”، معتبرة أن “الصمت العالمي أمام ما يحدث في غزة أخطر من أي تهديد قد يواجه النشطاء”.
انسحاب دبلوماسية أوروبية من السفينة مادلين
أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي كانت من المقرر أن تشارك في الرحلة، انسحبت منها لاحقًا، وهو ما اعتبرته مصادر أمنية إسرائيلية “عاملاً سهّل اتخاذ القرار بالمواجهة”.
الصحيفة نقلت عن مصادرها أن إسرائيل “امتنعت سابقًا عن اعتراض السفينة بسبب وجود شخصية دبلوماسية”، لكنها الآن “أكثر حرية في التعامل مع التهديد القادم”، وفقًا للتعبير المستخدم في التقرير.
نداءات لحماية النشطاء على متن السفينة مادلين
جددت منظمات فلسطينية ومؤسسات حقوقية مطالبها للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتحرك السريع لضمان سلامة النشطاء على متن “مادلين”، وسط توقعات بوصول السفينة إلى مشارف المياه الإقليمية خلال ساعات.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، عبر صفحتها الرسمية، إن السفينة “تحمل رسالة تضامن رمزية لكنها قوية، موجهة إلى سكان غزة بأنهم ليسوا وحدهم”.
الوضع الإنساني في غزة
في ظل استمرار الحصار والحرب، أكدت الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، أن الوضع في قطاع غزة هو “الأسوأ منذ بدء التصعيد العسكري قبل 19 شهراً”، رغم استئناف دخول كميات محدودة من المساعدات.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر أوضاعاً معيشية متدهورة تشمل نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء، وانهياراً شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
اقرا ايضا: كمين تل أبيب.. كيف أبادت القسام وحدة النخبة الإسرائيلية في خان يونس؟