بركان ضخم تحت مياه الولايات المتحدة.. العلماء يثيرون القلق بشأن تدفقات كبيرة للحمم البركانية

بركان ضخم تحت مياه الولايات المتحدة.. العلماء يثيرون القلق بشأن تدفقات كبيرة للحمم البركانية

يُظهر بركان عملاق تحت الماء، يقع على بُعد حوالي 300 ميل من ساحل ولاية أوريجون الأمريكية، علامات واضحة على ثوران وشيك في أي لحظة، وفقا لعلماء البراكين الذين يراقبون الموقع عن كثب.

ويعرف هذا العملاق الواقع في شمال غرب المحيط الهادئ باسم “أكسيال سي ماونت”، وهو أكثر البراكين البحرية نشاطا في المنطقة، ويخضع للمراقبة بدقة مع تزايد الضغط تحت قاع البحر باستمرار.

أكسيال سي ماونت: عملاق نائم يستيقظ

يقع “أكسيال سي ماونت” على عمق يزيد عن 4900 قدم تحت سطح المحيط الهادئ على سلسلة جبال خوان دي فوكا. وقد لاحظ العلماء انتفاخا كبيرا في قاع البحر المحيط بالبركان – وهي ظاهرة تُسمى التضخم البركاني – والتي تحدث عندما تدفع الصهارة الأرضية إلى الأعلى، مما يتسبب في ارتفاع قاع البحر بشكل يشبه انتفاخ البالون.

ويصف ويليام تشادويك، عالم البراكين والأستاذ في جامعة ولاية أوريجون، والباحث الرئيس في دراسة البركان منذ نوفمبر 2024، الوضع الحالي قائلاً: “لقد استيقظ البركان فجأة”، مشددا على أن التضخم الحالي وصل إلى مستويات مماثلة لتلك التي سبقت آخر ثوران كبير له عام 2015.

بركان عملاق تحت مياه أمريكا.. الرصد الآني والمشاركة العامة

في خطوة علمية غير مسبوقة لرصد البراكين، قام باحثون بتركيب كاميرا عالية الدقة بالقرب من قمة البركان تحت سطح البحر، موفرين للجمهور لقطات مباشرة للنشاط البركاني تحت الماء لحظة بلحظة.

وتركز الكاميرا على فتحة حرارية مائية يبلغ ارتفاعها 14 قدما تُعرف باسم “الفطر” داخل حقل فتحة الرماد – وهي نقطة ساخنة حيث تُغير الحرارة البركانية المعادن وتدعم حياة بحرية فريدة.

ويتوفر البث المباشر على فترات محددة يوميا، ما يسمح للمشاهدين حول العالم برؤية الديناميكية الفريدة لهذا البركان واحتمال اندلاع ثوران بركاني تحت المحيط.

قوة الانفجارات السابقة وتوقعات المستقبل

وكان آخر ثوران لبركان أكسيل سي ماونت عام ٢٠١٥ هائلاً، إذ نتج عنه تدفقات من الحمم البركانية بلغ سمكها مئات الأقدام، وأدى إلى ما يقرب من 8000 زلزال، ومسببا انخفاضا مفاجئا في قاع البحر بمقدار ثمانية أقدام تقريبا.

ويتوقع العلماء أن يكون الثوران القادم بنفس الضخامة، إذ قد يُطلق أكثر من مليار قدم مكعب من الحمم البركانية السائلة – وهو ما يكفي لتشكيل تدفقات قد يصل ارتفاعها إلى ارتفاع برج سبيس نيدل الشهير في سياتل.

يوضح تشادويك: “التضخم البركاني يشبه انتفاخ البالون بين الانفجارات، وقاع البحر يرتفع في أكسيل وهذا مؤشر قوي على ثوران وشيك.” كما يلفت إلى أن النشاط الزلزالي يتصاعد، مع وقوع مئات الزلازل تحت الماء يوميا، مما يشير إلى أن حركة الصهارة تشق طريقها نحو السطح.

بركان عملاق تحت مياه أمريكا.. لا تهديد للمجتمعات الساحلية

على الرغم من قوته وحجمه، فإن موقع جبل أكسيل البحري النائي وعمقه الكبير لا يُشكلان أي خطر على سكان المناطق الساحلية أو على الاستقرار الزلزالي البري. ويُطمئن الخبراء الجمهور بأن الانفجارات البركانية ستبقى في الغالب غير ملحوظة فوق الماء ولن يكون لها أي تأثير على سلامة المجتمعات المحيطة.

اقرأ أيضا.. فنادق بالجبال ومدن تحت الأرض.. نيوم السعودية تغير مفهوم السياحة العالمية

علامة فارقة في علم البراكين البحرية

وشكّل ثوران عام 2015 نقطة تحول في رصد البراكين تحت الماء. حيث تم إنشاء شبكة مراقبة متطورة تشمل نظام تحديد المواقع العالمي، (GPS) وأجهزة استشعار الضغط، وكاميرات عالية الدقة لتوفير بيانات آنية وحقيقية، مما يجعل جبل أكسيل البحري أحد أكثر البراكين تحت الماء رصدا ومراقبة على مستوى العالم.

يوُتيح هذا المستوى من المراقبة للعلماء فرصة نادرة وقيّمة لدراسة الانفجارات البركانية تحت الماء بالتفصيل، وهي أحداث يصعب عادة رصدها والتنبؤ بها مقارنة بنظيراتها الأرضية.

وتوفر هذه المراقبة الفريدة للعلماء فرصة نادرة لفهم أفضل للانفجارات البركانية تحت الماء، وهي ظواهر أصعب في الرصد والتنبؤ مقارنة بالبراكين البرية.